دوما ما يكتنف الغموض الحياة الخاصة للرؤساء فتظل مصدرا لشغف العامة لمعرفة ما يحدث وراء الكواليس لكن الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارترفي كتابه الجديد "يوميات البيت الأبيض" يزيل الستار عن سنوات توليه قلعة البيت الابيض ويكشف الكثير من الاسرار عن علاقته بأصدقائه وخصومه خلال فترة حكمه وليس هذا فحسب بل اهتم كارتر بالتعليق علي أهم القضايا التي تشغل أمريكا والعالم في الوقت الراهن. فكارتر، وفقا لمحللي الصحافة الغربية، يعد واحد من رجال الحكمة في عالم اليوم لذا ف"يوميات البيت الأبيض " إسهام فريد في تاريخ الرئاسة الأمريكية. يحاول كارتر، الحائز علي جائزة نوبل للسلام عام 2002 من خلال الكتاب أن يرسم للقارئ صورة عن فترة ولايته ومهام عمله يوما بعد يوم في المكتب البيضاوي ، كما يوضح أهم الأحداث التي وقعت خلال فترة رئاسته ومن بين هذه الأحداث ومراحل التقدم في المفاوضات السرية التي ادت إلي اتفاقية كامب ديفيد فضلا عن موقفه في التأييد القوي لسياسة الاحتواء النووي والطاقة المستدامة وحقوق الانسان والسلام في الشرق الاوسط. واتسمت السنوات الأخيرة لحكم كارتر بالكثير من الأزمات مثل الغزو السوفيتي لأفغانستان وأزمة احتجاز جمهورية إيران الإسلامية لدبلوماسيين أمريكيين. وتتضمن "يوميات البيت الأبيض" انتقادات كارتر للعناد الإسرائيلي ورؤيته لرئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت مناحم بيجن بأنه يمثل عقبة رئيسية في إحلال السلام في الشرق الأوسط بينما أثني علي الرئيس الراحل أنور السادات واصفا إياه بأنه رجل ذو أفق واسع.. وعلي الرغم من أن الكتاب حمل إنجازات الفترة الرئاسية لكارتر التي من بينها شعوره بالفخر لدوره في إحلال السلام بين مصر وإسرائيل إلا انه لم يغفل أخطائه فاعترف كارتر بالأخطاء التي ارتكبها خلال توليه البيت الأبيض منها انه كان مخطئا في تعامله مع الكونجرس فلم يكن يبدي الكثير من الاهتمام للمقترحات التي كان يقدمها. وأشاد كارتر بنائب الرئيس أوباما، جو بايدن وانه كان أكثر المؤيدين بفاعلية في الحملة الرئاسية لكارتر عام 1976 . كما يتعرض كارتر في كتابه لخسارته الانتخابات لفترة رئاسية ثانية عام 1980 . وأرجع الرئيس الديمقراطي الأسبق كارتر خسارته الانتخابات إلي الإخفاق في انقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، منتقدا أيضا دور السيناتور الأمريكي الديمقراطي الراحل إدوارد كيندي. ويوضح الكتاب ان ترشيح كنيدي لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في الثمانينات امام كارتر لم يكن بغرض الفوز ولكنه محاولة للحيلولة دون فوز كارتر بفترة ولاية ثانية. وتحمل يوميات الرئيس التاسع والثلاثين للبيت الابيض انتقادات لكثير من الاشخاص من بينها تيد كيندي لتأجيله للرعاية الصحية الشاملة كما انتقد الديمقراطيين في حزبه والرئيس الأسبق بيل كلينتون والرئيس الامريكي الحالي باراك أوباما لعدم قيام إدارته بممارسة الضغوط الكافية علي اسرائيل لوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية ويري ان بناء المستوطنات في عهد كلينتون زاد بوتيرة سريعة مشيرا إلي أن أوباما تراجع عن التزامه المبدئي بتحقيق تجميد كامل لتوسيع مستوطنات الضفة الغربية.