رغم الحملة الشرسة التي شنتها صحف مصرية، وتناولت أخبارها صحف أجنبية عن جريدة الأهرام في محاولة للنيل من سمعتها المهنية، فإن الأهرام مؤسسة عملاقة لعبت ولا تزال دوراً بارزاً في الصحافة المصرية. وبصرف النظر عن موقفي من نشر الصورة التي وصفها الأستاذ أسامة سرايا ب «التعبيرية» والدكتور عبد المنعم سعيد ب «التركيبية» فإن الواقع يؤكد أن تلك الضجة لم تكن غيرة علي مبادئ وقيم المهنة كما أدعي عدد ليس قليلاً ممن تناولوا الواقعة في كتاباتهم، بل تكشف حالة من التربص بالصحافة القومية والأهرام خاصة وتوظيف ذلك سياسياً. والسبب بسيط وهو أن عدداً من الزملاء الأعزاء الذين تناولوا الواقعة يعملون مستشارين إعلاميين لدي بعض المسئولين ورجال الأعمال بالتوازي مع عملهم بالصحافة وما لذلك من تداخلات تؤثر علي حيادهم المهني، إضافة إلي غضهم الطرف عما يحدث بصحفهم من تجاوزات وخلط الإعلان بالتحرير، وشن حملات لصالح جبهات بعينها وتداخلات مصالح المالك، وهي مخالفات مهنية لا تخطئها عين المدقق من أبناء المهنة. فهل المبادئ تتجزأ وهل خطأ الأهرام اغتيال للمهنة وغيرها لا ضرر منه، إن كان ذلك فهذا دليل أن تلك الصحيفة هي الأقوي والأكثر قيمة لدرجة أن وقوعها في خطأ وإن كان هدفه توظيفاً مهني» لايفاد رسالة بأن قيادة المفاوضات لمصر في شرم الشيخ، اعتبر اساءة للصحافة المصرية والعربية، واستغل للتشكيك في المصداقية. هكذا الحياة عندما يخطئ النقي الورع تعلق له المشانق لكن عندما يعربد كل يوم عربيد فلا مشكلة لأنه ببساطة لم يأت بجديد. والطريف أن أحد الزملاء بجريدة خاصة زعم في معرض تناوله للواقعة أن جريدته أول من تناول الصورة التي وصفها بالصورة «المعدلة» بالأهرام، هو ذاته سعي للبحث عن انفراد زائف بالمخالفة لآداب المهنة فقد سبقه للحديث عن الصور شباب الفيس بوك ومواقع الكترونية إخبارية، أي أن الصحيفة الغيورة علي المهنة خالفت آداب المهنة. مطلوب مراجعة آداب المهنة ومعاييرها وإلزام الجميع بها، وإدراك خطورة إقحام محاولات تصفية الحسابات في القضايا الوطنية والمساس بسمعة مصر ومصالحها القومية وصحافتها العريقة الضاربة بجذورها في عمق تاريخ المهنة عالمياً.