مرة أخري وليست أخيرة أستمتع بمتابعة «وصفات» طهي رائعة حيث الشيف عبده (الطباخ سابقًا) يردد في سعادة: يا جمالو.. يا جمالو.. كناية عن المذاق الطيب والمنظر الخلاب، والأخ عبده يشرح كيفية عمل المايونيز بالجمبري المحشي بالجبنة الشيدر.. الملفوف بورق النعناع الطازج والمحاط بالتويستر المكسيكي.. طلبت من السيدة حرمنا تقليد تلك الوجبة البسيطة من حيث الخامات والتكلفة قائلاً: كل شيء علي الشاشة أمامك جاهز.. موجود بوفرة وسهل، بل وحتي الأجهزة كثيرة وعصرية، جاءت الحجة: لكن التنفيذ يتطلب خبرة نادرة!! قلت لها: حسنًا ننتقل إلي قناة تليفزيونية أخري، كانت المقدمة تردد هذه المرة: الخطوات سهلة جدًا، قطعتان من صدور التركي (في القاموس العصري تعني الديك الرومي) مخليه (يعني بدون عظم) ومنقوعة في الزعتر (اسم نبات في الغالب) تحاط بخبز التورتيلا (دي مش عارفها) ويضاف لها خلطة زنجر (تقريبًا اسم واحد من بوركينا فاسو) وتحمص (غالبًا من مولد العارف بالله السيد أحمد البدوي في طنطا) مع صوص كريسبي تشيلي (أمريكا الجنوبية بالتأكيد)، بعد ذلك تنقع في عصير الأناناس مع قليل من السبايسي (قالت لي حرمنا: مش عارفة مين ده.. اسأل عم محمد البواب)، ونكون مجهزين في الميكروويف قليلاً من الآيس كريم السويسري للتجميل قبل إضافة قلوب الأوز الصيني وكبد البط الهندي، وتقدم باردة مع مشروب التاكيلا وعصير الشوفان وكول سلو، وهنا أيضًا كان تعليق أم العيال: هذه تختلف عن توست الفلافل التي أجيدها، دعنا نجرب قناة ثالثة.. وعنها يا حضرات أخذت أتابع الشيف (كلهم شيفات والحمد لله) وهو يشرح : نجيب 45 جرام من جبنة ماسكربوني ونضيفها علي 12 جم حلوي الترماسو، وتضاف كمان علي بسكوت سافويار كي تنتج فطيرة سترتا بالبروكلي التي تغطي بطبقة من دارك روز في درجة 195 مئوية، ونرش سيمولينا للتجميل يا جمالو.. يا حركاتو.. وتقدم باردة وتكفي شخص واحد ولو أكثر من واحد نطلب ديليفري من عند الجحش. في قناة رابعة كان الطبق الرئيسي: سي فود بمعني حاجات من البحر.. وبدأت الست تشرح: نجهز فواكه البحر: سبيط وجمبري جامبو، والجندوفلي والاستاكوزا، والكابوريا وبلح البحر «ذكرت لي ابنتي أن هذا غير البلح السماني» نسلق الجامبو مع السبيط، ثم تضاف الكابوريا، مع الجندوفلي بعد التتبيل وقليل من الملح والسوداني وكثير من سكر الجلوكوز، ونرش الاستاكوزا، وننقع الخليط في مياه معدنية فيشي ولف الجميع بالبروكلي علي فويل سلوفان حراري بارد، ويقدم دافئًا علي العشاء، وهي وجبة سهلة الهضم رخيصة السعر، شعبية تمامًا، يدمنها سكان الوايلي الكبير. وهنا أيضًا قالت ست البيت: احنا زهقنا من الاستاكوزا، عايزين تنويع.. دعنا ننقل لشيف أخير وبدأ الأخ: نجهز فخذة لحم ضأن بجوار كذا كيلو بفتيك تريستا شمبري والتسوية تحت النار، ويضاف للخليط نصف أوقية فليتو ونسلق المجموعة مع الكابوتشي فوق مكعبات زبدة هولندي، ثم نرش فوقها دقيق فرنسي منفوخ مع البستري جاش والتخمير لمدة يومين، نحصل علي طبق لذيذ غير مكلف خالص. عندها قالت الست: دي وصفة سهلة، وحاجات رخيصة فعلاً، كيلو اللحم المجمد ب28 جنيهًا يمكن الاستعاضة عنها بالكبدة المثلجة ب8 جنيهات للكيلو، والثلاجة الإيديال فيها مكعبات ثلج، والباقي يتدبر، مش عايزين نحرم العيال من أي حاجة.. بصراحة قنوات الأكل دي ممتازة وموفرة كمان، أجمل حاجة فيها إنها زي ما أنت شايف بتقدم أكلات شعبية يستفيد منها ركاب أتوبيس شبرا المظلات، عيبها الوحيد عدم التركيز علي الحلو، وأضافت: من باب التنويع نعمل كورليوني آل كابوني بدل الحلو. عندئذ نشطت الغدد اللعابية عندي وزاد إفرازها بفعل رائحة الطعام ومذاقه المتوقع، وقمت بتجهيز مشروب العرقسوس المحلي بالدوم لزوم الهضم.. مقدما برضه.. حتي أفقت علي قول الهانم: دلوقتي عندك حلة البصارة وعيش أول امبارح، الحلو بصل لأن كيلو الخيار ب6 جنيه، وأحمد ربنا غيرك مش لاقي!! نظرت للسيدة مليا.. مرددًا كلمات كامل الشناوي.. «كم قلت إني غير راجعة له.. ورجعت.. ما أحلي الرجوع إليه».. وقلت في سري: بصلة المحب خروف.. ولقمة هنية تكفي ميه.. والطمع يقل ما جمع.. وحبيبي يسعد أوقاته، والمهم الأخلاق ورضا المسئولين.. نشكر الرب.. (طبق الأمس 2-2)