بدي اختلاف الرؤية والأهداف لدي قيادات الهيئة العامة للكتاب الحالية والسابقة عليها، واضحًا في معرض الإسكندرية للكتاب، الذي افتتح الأربعاء الماضي ويستمر حتي منتصف سبتمبر الجاري، فالمعرض الذي بدأ دوراته الأولي قبل خمس سنوات كان يهدف لأن يكون معرضًا عربيًا، مستهدفًا مصطفافي الإسكندرية، لذا اقاموه بقلعة قايتباي، إلا أن المعرض الحالي حاد عن مثل هذه الأهداف. تغيير الاسم والمكان والزمان موعد انعقاده جاء ليسبق بدء الدراسة في المدارس والجامعات بيومين فقط، بعدما اعتاد أهل الإسكندرية انعقاده مع بداية الإجازات الصيفية، أما التغيير الثاني فكان في المكان، حيث تم نقله من قلعة قايتباي، إلي أرض المعارض الجديدة في السيوف، التغيير الثالث كان في اسم المعرض، الذي شهد تغيير اسمه ثلاث مرات في فترة قصيرة، من "معرض الإسكندرية العربي للكتاب" العام الماضي، إلي "معرض الإسكندرية الدولي الأول للكتاب"، حسبما أعلنت الهيئة، وطبعت الدعوات، والبرامج هذا العام، إلي "معرض الإسكندرية للكتاب" حسب آخر التصريحات للدكتور محمد صابر عرب. وقد أوضح الدكتور صابر عرب سبب هذا التغيير قائلا: المعرض ليس دوليا، وليس عربيا، وهدفنا ليس جذب الدول العربية أو الأجنبية الآن أو مستقبلا، حتي بعض الدول العربية أبدت رغبتها في المشاركة، فاشتركت مباشرة بدون دور نشر، أما كلمة "دولي" التي تم طباعتها علي الدعوات والبرامج "خطأ". وعن تغيير مكانه من القلعة إلي أرض المعارض بالسيوف قال رئيس اتحاد الناشرين محمد رشاد: إن المكان في القلعة كان ترفيهيا، وسياحيا في المقام الأول، ليس لجمهور الكتاب، وقد شكا العاملون بدور النشر من عدم وجود أي إقبال، كما أنه كانت هناك معاناة عامة من عدم وجود مردود، وعدم حضور الجمهور، كما أن المكان لم يكن مجهزا لعرض الكتب، بشكل عام، نقل المعرض تجربة، قد تنجح، وقد تفشل. الدول المشاركة قبيل المعرض كان الدكتور محمد صابر عرب قد قال إن ضيف شرف المعرض هي سلطنة عمان، بمشاركة ثلاث دول هي: السعودية والأردن ولبنان، لكن فوجئ الحضور أن الدولة التي أخذت جناحا هي السعودية فقط، ولم يكن هناك أثر لأي أجنحة لدول أخري، وبسؤال حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب عن الدول المشاركة قال: هي السعودية ولبنان، وليبيا، وسوريا، وتونس بين ناشر وموزع. رغم أن المعرض الذي يضم 51 ناشرا، في 88 جناحا، تم نقله بأرض المعارض في السيوف، لأنها أوسع من قلعة قايتباي، فإن مساحة المعرض جاءت صغيرة لا تناسب حجم المشاركة، وقد وصفها عرب بقوله: المعرض بالكامل يمكن قطعه في ثلاث دقائق. غياب اسم هيئة الكتاب ووزارة الثقافة عن ملصقات المعرض فوجئ الزائرون باللافتة الرئيسية للمعرض مكتوب عليها: "معرض الإسكندرية الدولي.. معرض ومؤتمر الإسكندرية للمنتجات والصناعات المصرية والإفريقية" وإلي جوار هذا كتب بخط صغير "للكتاب في الفترة بين 15-26 سبتمبر"، وفي القاعة الرئيسية للندوات، كتب علي اللافتة التي تستقبل الزوار: "معرض الإسكندرية الدولي.. السيد الأستاذ رئيس مجلس الإدارة الدكتور أسعد أحمد عبد الملك، والسادة المديرون والنواب ورؤساء الأقسام وجميع العاملون يرحبون بالسادة الضيوف".. لم يرد اسم هيئة الكتاب أو وزارة الثقافة، التي نظمت وأنفقت علي المعرض. شكل استهلاكي شهد المعرض قيام بعض الشركات المشاركة بتوزيع إعلانات بيع فلاتر المياه، فضلا عن أجنحة بيع حقائب وأدوات المدارس، وبرامج الكمبيوتر، وهو ما برره عرب بقوله: المعرض يتزامن مع دخول المدارس، وهذا مقصود بحيث يسبق معرض الإسكندرية الترم الأول للدراسة، ويسبق معرض القاهرة للكتاب الترم الثاني، وهذا من أجل الأسرة، لذا تقدم دور النشر تخفيضات خاصة، كما أن الناشرين حرصوا علي تقديم إصدارات تخدم الدراسة. فرصة لعرض مخزون الهيئة عرض المعرض إصدارات الهيئة العامة للكتاب، التي كان حلمي النمنم نائب الرئيس الهيئة، التي اعترف خلال فعاليات محكي القلعة، أن كميات كبيرة منها لا تباع، والتي دعا عرب الشباب لتكوين مكتباتهم الخاصة منها، حيث الكثير من المجلدات، خاصة بقوائم مشروع "مكتبة الأسرة" التي لا يزيد سعرها في الهيئة علي 50 جنيها، والتي تباع ب500 جنيه في دور النشر الأخري. الطريف أن المعرض شهد بيع أكثر من نسخة لألف ليلة وليلة، منها الطبعة الفاخرة الصادرة عن هيئة الكتاب، في 12 مجلدا، وتم تخفيض سعرها من 315 جنيها، إلي 260 جنيها، بينما قام عدد من دور النشر ببيع نسخة من الليالي في أربعة أجزاء فقط ب60جنيها. محاولة لجذب أكبر عدد من الزوار أكد محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين، أن محافظ الإسكندرية وعد بإصدار توجيهاته إلي المدارس بتنظيم رحلات إلي المعرض، كما وعد بعمل دعاية داخل الجامعة، وتنظيم خطوط مواصلات منتظمة لنقل الجمهور إلي أرض المعارض.