عرض - أمنية الصناديلي فتحت ليزلي الحساب الخاص بها علي الفيس بوك لتكتشف أن خطبتها قد فسخت بعد أن غير خطيبها حالة العلاقة في حسابه وحسابها الشخصي من "مرتبط" إلي "غير مرتبط" كما وجدت ليزلي كذلك أن جميع الأصدقاء قد علموا بما حدث وأنها كانت آخر من يعلم، بينما لم يجد دان سوي حسابه الخاص علي تويتر ليعبر من خلاله عن حبه لزميلته في العمل بعد أن فشل في الاعتراف لها وجها لوجه. وليزلي ودان هما اثنان من 72 شخصاً أجرت معهم إيلانا جريشون ،الباحثة بقسم الثقافة والاتصال بجامعة إنديانا بلومنجتون، مقابلات مفصلة لتطرحها في كتابها الجديد "انفصال 2.0 والذي يتحدث عن العلاقات العاطفية بين الشباب داخل إطار شبكات التواصل الاجتماعي وتوضح إيلانا أن التكنولوجيا الحديثة تفرض مستجداتها علي الحياة اليومية وتستحدث لغة جديدة جديرة بالدراسة والتحليل خاصة أنها قد أصبحت أسلوب حياة يحتاج لفن في إدارته. والدراسة جديدة ومحدودة إلا أنها مثيرة للاهتمام للغاية تحاول فيها جريشون أن تضع قواعد فن العلاقات العاطفية الذي تغير بشكل كبير علي مدي العشرين عاما الأخيرة بسبب تكنولوجيا التواصل الاجتماعي، وتركز جريشون بشكل أكبر علي الانفصال، لأنه الأصعب ولأن الأغلبية العامة يستخدمون الشبكات الاجتماعية في إعلان الانفصال لأنهم يرجحون أن يكون إعلان الانفصال من وراء الستار الالكتروني وليس وجها لوجه، فالشباب أصبح أكثر اعتمادا علي التكنولوجيا في إدارة العلاقات الشخصية سواء عن طريق البريد الإلكتروني أو المدونات أو حتي الرسائل النصية، كما أن تحديث رسالة الحالة الشخصية علي الفيس بوك أصبح بأهمية المكالمات الهاتفية والمحادثات الشخصية. وتشير جريشون إلي أن أساليب الارتباط والانفصال الجديدة التي أتاحتها شبكات التواصل الاجتماعي تحكمها آداب صارمة بحكم أنها عرضة بشكل كبير للمراقبة والانتقاد من المجتمع، وتطرح جريشون هنا عدة أسئلة لتحدد آداب التعامل منها؛ هل من اللائق فسخ علاقة أو الانفصال شخص من خلال رسالة علي الفيس بوك؟ وهل يحسب الانفصال بين زوجين إذا ما تم عبر الفيس بوك وتويتر؟ كما أنها تطرح أسئلة مثل؛ هل إذا تم الانفصال ستسارع بتغيير الحالة علي الفيس بوك ل"غير مرتبط" أم ستخبر الأصدقاء المقربين قبل أن يكتشفوا ذلك عند فتح حساباتهم، وهل عندما تكتب أغنية فإن كلماتها تعبر عنك أم أنها مجرد كلمات أعجبتك؟ وهل يجب مسح جميع الصور المشتركة والتعليقات في حالة الانفصال؟ وأغلب الحالات التي قابلتها جريشون ورصدتها في كتابها أشارت إلي أنهم قد يختارون أن تكون حياتهم العاطفية ظاهرة للعامة بسبب سعادتهم ورغبتهم في التواصل والمشاركة إلا أن الأمر يتحول في حالة الانفصال إلي معضلة بقدر انتشارها بقدر إيلامها لذا فإن الأمر لا يحتمل النقد. وفي النهاية تقول جريشون إنها كانت تبحث عن قواعد محددة إلا أنها لم تستطع الوصول لشكل نهائي ومحدد فالأمر معقد ويختلف مع كل حالة لكن من خلال الحالات المختلفة توصي بألا يعطي أحدهم شريكه كلمة السر الخاصة بحسابه وإن فعل فليغيرها إذا شعر بقرب الانفصال وفورا.