يشهد الدوري هذا الموسم 2010-2011 ظاهرة جديدة علي البطولة الرسمية الأقوي في مصر، حيث تضم أندية الدوري هذا الموسم 6 لاعبين عربًا يمثلون أكثر من دولة شقيقة في أكثر من ناد، يأتي علي رأسهم اللبناني محمد غدار والجزائري أمير سعيود في النادي الأهلي، والمغربي عبدالسلام بن جلون في نادي الإسماعيلي والعراقي عماد محمد في نادي الزمالك، كما يستمر في الدوري وجود محترفين أفارقة من 11 جنسية مختلفة ليصل إجمالي المحترفين من القارة السمراء إلي 35 لاعبا. لكن هل سيستفيد الدوري المصري منهم أم أن معظمهم جاء ليكمل منظومة فشل المحترفين الأجانب في مصر باستثناء البعض، الذين تركوا بصمة واضحة مع أنديتهم أمثال الأنجوليين جيلبرتو وفلافيو والغاني فيلكس مع الأهلي والنيجيري أوتاكا مع الإسماعيلي وكوليبالي وكوارشي مع الزمالك؟.. وبالمقارنة مع الدوريات العربية في القارة الإفريقية، سنجد أن اختياراتهم للاعبين الأفارقة أو الأجانب عموما غالبا ما يكتب لها النجاح. فهل أصبحنا نفتقد العين الخبيرة في اختيارات اللاعبين، وهل باتت السيديهات تغني عن متابعة اللاعب علي أرض الواقع أكثر من مرة علي مدار الموسم، ولماذا الأفارقة تحديدا في مصر أقل مستوي من الأفارقة في أوروبا؟ وهل أفادوا الكرة المصرية أم لا؟! اسئلة كثيرة طرحتها «روزاستاد» علي خبراء اللعبة لمعرفة اسباب هذه الظاهرة. في البداية قال الكابتن حلمي طولان المدير الفني لبتروجت إن هناك بعض اللاعبين افادوا الكرة المصرية والبعض استفاد دون ان يقدم شيئًا للنادي فنجد مثلا لاعبًا مثل كوارشي افاد الزمالك كثيرا وفلافيو وجيلبرتو أيضا استفاد النادي الأهلي منهما الكثير وساهما في إنجازات الأهلي الاخيرة والبعض الاخر استفاد ماديا امثال اجوجو من الزمالك ولاعب الأهلي الحالي فرانسيس. وأكد طولان أننا في مصر نتعاقد مع لاعب متوسط أو اقل من المتوسط نظرا للحالة الاقتصادية، فاللاعب والمصنف بالمستوي الاول نجده في أوروبا أو الدوريات العربية لانهم يدفعون اضعاف ما ندفعه لهم لذلك فنحن نلجأ للاعب فئة المستوي الثاني والثالث. أما بالنسبة للاعب العربي فيري طولان انه افضل من اللاعب الافريقي «لو مستواه عالي» نظرا لان اللاعب العربي سيجد في مصر نفس اللغة والعادات والتقاليد فلا يجد صعوبة في التأقلم سريعا مع النادي بعكس اللاعب الافريقي الذي يحتاج إلي الكثير من الوقت للتأقلم والمعيشة في مصر. الكابتن محمود بكر المعلق الرياضي قال إن الافارقة الذين يحضرون إلي مصر ليس من لاعبي التصنيف الاول في افريقيا بما نستطيع ان نطلق عليهم انهم فرز تاني وليسوا فرز أول بالاضافة إلي ان الدوري المصري اقل مستوي فنيا وماديا ومعنويا واحترافيا من الدوري الاوروبي.. وكثير من الافارقة يري في الدوري المصري البوابة نحو اوربا اي انها مجرد محطة نحو النجومية العالمية ولدينا العديد من الاسماء التي مرت لاوربا عن طريق مصر. وأضاف بكر أن البعض من اللاعبين الافارقة افاد الكرة المصرية لكن ليس بالفائدة الكبيرة التي من الممكن ان نقول عنهم انهم تركوا بصمة واضحة فهي مجرد حالات فردية وليس اتجاهًا عامًا أو تألقًا عامًا بينما مثلا نجد في فرنسا انها تمثل السوق الأولي للاعبي افريقيا والسبب قد يكون عدم اقتناعهم باللعب في مصر فهم يأخذونها كمحطة للإنطلاق نحو أوروبا أو الخليج سواء اوروبا للتألق في المستوي العالمي أو الخليج لحصد الأموال الكثيرة. أما عن أشهر الافارقة الذين تألقوا في مصر فقال محمود بكر اعتقد ان البعض تألق علي رأسهم النيجيري إيمانويل امونيكي نجم الزمالك السابق وسبورتنج لشبونة فيما بعد وأيضا برشلونة والذي لعب له 4 مواسم، والنيجيري جون اوتاكا الذي تألق في صفوف الإسماعيلي ثم انتقل لبورتسموث الانجليزي، والغاني أحمد فليكس نجم الاهلي تألق كثيرا واعتبره اكثر لاعب قدرة علي المحافظة علي الكرة من المهاجمين الذين أتوا إلي مصر وكان من الصعب ان يفقد الكرة أو يستخلصها منه أحد المدافعين.. ايضا نستطيع أن نقول إن جون اوتاكا ساهم بشكل كبير في فوز الأسماعيلي بالدوري المصري علي حساب الاهلي، وفلافيو قدم العديد من البطولات المحلية والقارية للنادي الاهلي، وجيلبرتو الذي قدم أداء الظهير الايسر العالمي بخلاف زيادة مشاهدة الدوري المصري من البلدان المحترف فيها اللاعبون ومن ثم زيادة انتشار الكرة المصرية في ادغال افريقيا. ايضا هداف الدوري الموسم الماضي هو الغاني إيرك بيكوي.. واستطاع النيجيري جون اوتاكا والانجولي امادو فلافيو تحقيق لقب هداف الدوري المصري، وإذا تابعت بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة والتي أقيمت بأنجولا لوجدت ان هناك 6 لاعبين أجانب يلعبون في الدوري المصري ومشاركون بالبطولة. منير حسن سمسار لاعبين قال: إن من اشهر اللاعبين الافارقة في مصر هم كوارشي، وايمانويل وجون اوتاكا، وفلافيو لكن خلال العشرين سنة الماضية لم يبرز من اللاعبين الافارقة الكثير لان العرض المادي المقدم لهم من الاندية المصرية بسيط جدًا مقابل ما يعرض عليهم في الدوريات العربية والأوروبية اما خلال الثلاث سنوات الأخيرة فالأمور تغيرت كثيرا نظرا للعروض المالية الضخمة التي تعرض عليهم بالإضافة إلي إنجازات المنتخب المصري فأصبح السوق المصري جذابًا إلي الافارقة. وأضاف منير حسن أن اللاعبين الافارقة قد ساهموا في شهرة الدوري المصري واصبحوا من العوامل الرئيسية في سخونة الدوري في كل المراكز ويكفي ان هداف الدوري الموسم الماضي اريك بيكوي والذي تميز عن كل هدافي الدوري المصري كما ان هناك بعض اللاعبين المؤثرين في خط الدفاع ولكن لا تسلط عليهم الاضواء لان الاضواء تسلط فقط علي المهاجمين فهناك مانو لاعب انبي وهو لاعب متميز جدا في خط الدفاع. الخبير الكروي جمال عبدالحميد أكد أن النواحي المادية هي السبب في وجود اللاعب دون المستوي لأن أسعارنا أقل من أوروبا لذلك فانت تشتري لاعبًا متوسطًا واحيانا كثيرة أقل من المتوسط فنحن نختار شخصًا اسمر بيجري جسمه كبير ولا ننتقي اللاعب بمقاييس علمية أو اختبارات مهارية اطلاقا.. فمثلا الأهلي في هذه الايام يعاني من نقص حاد في مركز المهاجم الصريح لو وجد مهاجمًا قويا جسمانيًا هيشتريه فورا.. فعملية اللاعب الافريقي تتم عن طريق وكيل اللاعب الذي يأتي ومعه ال«C.D» ويقوم المدير الفني بمشاهدته ويتم التعاقد بناء عليه ولا يتم اختباره. وأضاف جمال عبد الحميد أن هناك بعض اللاعبين افادوا الكرة المصرية ومنهم من استفاد مثل اللاعب أجوجو الذي تعاقد معه الزمالك واتي اللاعب واخذ الفلوس وهرب وهناك الكثير من هذه العينة خصوصا مع ناديي القمة الأهلي والزمالك ونستطيع ان نقول إن 20% افادوا الكرة المصرية و80% حصلوا علي الأموال ثم هربوا.. ولكن هناك بعض اللاعبين المميزين خصوصا في اندية الجيش وبتروجت وانبي فهم يملكون لاعبين افارقة علي مستوي جيد جدا ويكفي انهم اصبحوا هدافي الدوري. في النهاية يبقي السؤال هل نري قريبا قرارا جريئا من اتحاد الكرة بقصر التعاقد مع اللاعبين الذين اجتازوا علي الأقل المشاركة في 50% من مباريات منتخبات بلادهم في العامين الأخيرين، كخطوة أولي لحماية الدوري المصري من أنصاف اللاعبين، علما بأن الاتحاد الإنجليزي يشترط مشاركة اللاعب في 70% من مباريات منتخب بلاده في العامين الأخيرين قبل السماح له بالاحتراف في أي درجة من درجات الدوري.