أكد اللواء جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان- العراق والناطق الرسمي لقوات حرس الإقليم في حوار خاص ل«روزاليوسف» أن الأوضاع الأمنية بالعراق تتجه نحو الأفضل وأن العمليات الإرهابية في حالة انحسار مقارنة بالأعوام السابقة. وأشار في حديثه إلي أن القصف المستمر علي الحدود العراقية لا يتم من جانب تركيا فقط ولكن تشاركها في ذلك إيران وأن هذا القصف أدي إلي تشريد أكثر من 450 عائلة بعد أن تهدمت منازلهم وأحرقت مزارعهم. وأوضح ياور أن العلاقات مع مصر هي علاقات قوية نافيا وجود أي نوع من العلاقات مع إسرائيل. وإلي نص الحوار... • ما تقييمك للحالة الأمنية والسياسية في العراق عمومًَا، وفي إقليم كردستان بوجه خاص؟ - الأوضاع الأمنية تتحسن مقارنة بالأعوام السابقة فمثلاً المحافظات التي كانت تسمي بالمناطق الحارة أو غير المستقرة أي: بغداد وديالي والأنبار وصلاح الدين، التي كانت تحدث فيها عمليات إرهابية هي الآن أكثر استقرارًا عن ذي قبل، ويعود ذلك إلي تأسيس الجيش العراقي وتنامي قوته، والدليل هو الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية وانخفاض عددها من 300 ألف جندي إلي 55 ألف جندي. أما بالنسبة لإقليم كردستان، فالأوضاع الأمنية مستقرة ونادرًا ما تحدث عمليات إرهابية في الإقليم والقوات الأمنية تفرض سيطرتها علي الإقليم بنسبة 100% وذلك دون الحاجة للقوات الأمريكية إذ لا يوجد في كردستان العراق إلا فرقة عسكرية أمريكية فقط. • ألا تري ثمة مفارقة بين قولك أن الأوضاع الأمنية أكثر استقرارًا وبين القصف الذي يحدث للمنطقة الخضراء وخاصة السفارة الأمريكية في العراق؟ - في الأعوام السابقة كانت «المنطقة الخضراء» تقصف يوميا أما الآن فهذه العمليات أصبحت نادرة فهناك انحسار للعمليات الإرهابية ووقوع صاروخ قرب السفارة الأمريكية لا يعني عدم استقرار الأوضاع الأمنية. • ما رأيك بالحديث الدائر حول تدخل إيران في الشئون الداخلية للعراق؟ -صحيح أن بعض الجهات السياسية يتهمونها بأن لها يدًا في وسط وجنوب العراق، ولكن في كردستان لا دليل علي ذلك. • وماذا عن القصف المستمر لحزب العمال الكردستاني من جانب تركيا؟ - القصف المستمر بدأ منذ عام 2007 علي الحدود العراقية المتاخمة لكل من تركيا وإيران وهذا القصف الذي يحدث بالمدفعية والطائرات يأتي من جانب الحكومتين التركية والإيرانية، والتبرير الذي تقدمه الدولتان هو وجود اثنين من المنظمات المسلحة علي الحدود معهما معارضتين لهما، هما حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة. وبسبب هذا القصف ترك أكثر من 650 عائلة قراهم علي الحدود مع إيران وتركيا، وتم هدم منازل هؤلاء القرويين وإحراق مزارعهم.. وقد أصدرت حكومة إقليم كردستان بيانات رسمية عديدة اعتبرت فيها القصف المستمر من جانب تركيا وإيران هو مساس بسيادة الدولة العراقية وخرق للاتفاقيات الموقعة بين العراق وبين الدولتين وأشير هنا إلي أن حكومة الإقليم أكدت أنها لا تتدخل عسكريا بين المنظمتين وبين الدولتين لكنها أبدت استعدادها حل المشكلة سياسيا أو عن طريق التفاوض إذا طلب منها ذلك. • ما تعليقكم علي ما قاله القائد العام للجيش الأمريكي من أنه في حالة انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من العراق، سيحل محلها قوات دولية؟ - تم التعامل مع هذا الموضوع بطريقة خاطئة ولا أغالي إذا قلت إن كل وكالات الأنباء أساءت الفهم فالجنرال ذكر رأيه الشخصي وليس موقف الحكومة الأمريكية وقد بني رأيه علي مجموعة عوامل، أهمها أنه في حالة انسحاب القوات الأمريكية في نهاية عام 2011 ولم يتم تجديد الاتفاقية الأمنية بين الحكومتين الأمريكية والعراقية، وازداد الصراع في المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد، وإذا لم تتواجد قوات البيشمركة بجانب القوات العراقية وإذا طلبت الحكومة العراقية قوات دولية.. ففي هذه الحالة يتم إرسال قوات دولية.. وفي رأيي الشخصي أن الحكومة العراقية لها سيادة وهي وحدها التي تقرر إذا كان العراق بحاجة لقوات دولية أم لا. • وماذا عن كركوك، هل توجد مقترحات لحل هذه المشكلة؟ - هناك مناطق متنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة العراقية وهذه المناطق خاصة التي تقع في محافظة ديالي ترتبط بإدارة الإقليم لكنها أيضا ترتبط بالإدارة الفيدرالية طبقا للمادة 140 أي المادة التي تحدد الآلية لكيفية حل المشكلة. أما المناطق الخاصة بكركوك فهي مشكلة كبري لأنه في المراحل السابقة حصل ترحيل قسري للأكراد من هذه المناطق إلي خارج البلاد.. وهناك عرب جاءوا من المناطق الجنوبية وسكنوا هذه المناطق بدلاً من الأكراد ولذلك فإن حل هذه المشكلة، برأيي لا يتم دون عودة هؤلاء الأكراد إلي مناطقهم الأصلية وعودة العرب كذلك إلي مناطقهم الأصلية في الجنوب ثم يأتي بعد ذلك استفتاء عام للسكان ليقرروا هل يريدون البقاء ضمن مناطق الحكومة المركزية أم ضمن مناطق إقليم كردستان هذا هو حل المشكلة. • كيف تري العلاقات العربية- العراقية عمومًا، والعلاقات المصرية- العراقية خصوصًا؟ - هناك ضعف في العلاقات العربية- العراقية، علي عكس علاقات العراق مع أوروبا وتركيا وإيران. ويرجع ذلك إلي تدهور الوضع الأمني وعدم استقرار الأوضاع السياسية ما أدي إلي البرود الدبلوماسي، ومصر كان لها سفارة بالعراق، وأغلقتها بسبب الوضع الأمني.. لكن عادت العلاقات العراقية مع مصر بشكل قوي بوجود سفير مصري بالعراق أما الدول العربية فليست لها علاقات دبلوماسية أو تجارية مع العراق علي عكس الشركات التركية والإيرانية والأوروبية التي لها وجود كبير في السوق العراقية. • هل تستطيع أربيل أن تستضيف القمة العربية المقبلة في حال تعذر انعقادها في بغداد؟ - نعم ستتمكن أربيل من استضافة القمة العربية وقد عرض مسعود البارزاني رئيس الإقليم علي عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية استضافة القمة وقد استضافت حكومة الإقليم مؤتمرًا للبرلمانيين العرب وتم تأمينه بشكل كامل لأن قوات الشرطة والقوات الأمنية الداخلية وقوات حرس الإقليم من البيشمركة تسيطر تماما علي الوضع في الإقليم. • هل توجد علاقات بين إقليم كردستان وإسرائيل وهل يوجد في الإقليم مواطنون إسرائيليون؟ - إذا كانت هناك علاقات بين العراق وإسرائيل فلن نخفي هذه العلاقات ولكنني أؤكد أنه لا وجود لهذه العلاقات وإذا أقامت الحكومة العراقية علاقات رسمية مع إسرائيل فإن حكومة الإقليم ستقيم معها علاقات رسمية.. وأؤكد مرة أخري أن إقليم كردستان لا يقيم أي علاقات سياسية أو تجارية أو عسكرية أو علاقات من أي نوع مع إسرائيل.