تعليم النواب: السنة التمهيدية تحقق حلم الطلاب.. وآليات قانونية تحكمها    بعد وصول الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة.. مفاجأة بسعر الدولار    انخفاض أسعار الفائدة في البنوك من %27 إلى 23%.. ما حقيقة الأمر؟    العميد محمود محي الدين: مخطط إسرائيلي لتصفية السلطة واحتلال الضفة بقيادة سموتريتش    موعد مباراة ليفربول ضد وولفرهامبتون اليوم الأحد 19-5-2024 في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    تبدأ اليوم وحتى الأربعاء.. الأرصاد تعلن عن أشد موجة حارة هذا العام    إصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص بطريق "قنا- سفاجا"    رامي جمال يتصدر تريند "يوتيوب" لهذا السبب    الاحتلال الإسرائيلي يخوض اشتباكات في حي البرازيل برفح الفلسطينية    عاجل.. تطورات خطيرة في إصابة علي معلول ونقله للمستشفى    غضب عارم داخل حكومة تل أبيب وتهديدات بالانسحاب.. ماذا يحدث في إسرائيل؟    الخارجية الروسية: مستقبل العالم بأسرة تحدده زيارة بوتين للصين    واشنطن تدين إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ باليستية    حظك اليوم برج العقرب الأحد 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سامح يسري يحتفل بزفاف ابنته.. ومصطفى قمر يغني في الفرح (صور)    5 معلومات عن عامر الصباح زوج الفنانة صابرين    عاجل.. موجة كورونا صيفية تثير الذعر في العالم.. هل تصمد اللقاحات أمامها؟    القومي للبحوث يوجه 9 نصائح للحماية من الموجة الحارة.. تجنب التدخين    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    خاص- تفاصيل إصابة علي معلول في مباراة الأهلي والترجي    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاستعراض في زفاف "صحراوي الإسماعيلية"    نصائح لمواجهة الرهبة والخوف من الامتحانات في نهاية العام الدراسي    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الاحد 19 مايو 2024    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    أصل الحكاية.. «مدينة تانيس» مركز الحكم والديانة في مصر القديمة    صاحب متحف مقتنيات الزعيم: بعت سيارتي لجمع أرشيف عادل إمام    «يلا بينا».. باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    عماد النحاس: كولر أدار المباراة بشكل متميز.. وغربال كان متوترًا    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    رامي ربيعة: البطولة لم تحسم بعد.. ولدينا طموح مختلف للتتويج بدوري الأبطال    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    جريمة في شارع ربيع الجيزي.. شاب بين الحياة والموت ومتهمين هاربين.. ما القصة؟    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله كمال يسال محمود محى الدين : هل تقفز من المركب ؟

هل تذهب إلى البنك الدولى لأنك لم تصبح رئيساً للوزراء.. أو رئيساً لمجلس الشعب؟
يحسب للرئيس مبارك أنه حمى البلد من ويلات عاتية حفظ لها الاستقرار.. ولم "يغرز" بها فى كارثة تطيح بها
كان، ولم يزل الهدف الرئيسي لهذا الحوار الذي وصفته أمس بأنه (واجب وشامل)، أن يؤدي النقاش مع الدكتور محمود محيي الدين مدير البنك الدولي الجديد ووزير الاستثمار حتي الآن، إلي رسم صورة شخصية وسياسية متكاملة لسياسي مصري وقيادي من جيل مختلف، ينتمي مؤسسيًا إلي هيئات متنوعة، ويرتبط أصوليًا بركائز الدولة المصرية.. وهي سمة يحرص عليها.. حتي وهو يتحدث عن مهمته الدولية المقبلة.
في الجزء الأول من الحوار المنشور أمس ناقشت مع الوزير- المدير ما إذا كان قد سعي إلي منصبه الدولي أم سعي هو إليه، وما مقومات اختياره، وطبيعة التغيير الذي طرأ علي البنك الدولي، وطرأ علي العلاقة بين البنك الدولي ومصر.. فمن مفارقات التاريخ أن يكون البنك الذي سيحتل فيه مصري منصبًا رفيعًا هو نفسه الذي أدخل مصر في حرب شهيرة عام 1956، وناقشت معه تفاصيل في تقييمه لأوضاع العالم الاقتصادية، وفي نظريات التنمية ومدي صلاحياتها، وفي أوضاع مصر.
ومن ثم فإن الحوار تطرق إلي وضع مصر، وديمقراطيتها التي رأي أنها تحتاج مزيدًا من الصبر، كما أنه رأي أن مصر ليست دولة رخوة، وأنها مصنفة وفقًا للتقارير في دول المجموعة الثانية للنمو، واعتبر أن مجموعة من المبادرات التي تجسدت في مصر خلال الثلاثين عامًا الماضية كانت من أهم ما ميزها وأثرت في وضعها.. وقد تحدث في الجزء الاول من الحوار عن التعددية الحزبية، وعن تمكين القطاع الخاص، وعن الصحافة الحرة.
وبالتالي فإن الجزء الثاني من الحوار يناقش فيه ملامح أخري.. فقد أضاف إلي المبادرات الثلاث أمورًا جديدة.. جاءت كما يلي في نص الحوار:
• كنت تتحدث عن المبادرة الرابعة في مواصفات الحكم المصري.. بعد التعددية الحزبية وتمكين القطاع الخاص وحرية الصحافة.
المبادرة الرابعة أو مبادرة الرئيس مبارك تحديدًا، ويحسب له الكثير في التاريخ:
الاستقرار السياسي وعدم الدخول في مغامرات.. وإدارة سفينة البلاد في وقت أنواء إقليمية ودولية عاتية بحيث نخرج منها بسلام.. وإلا (نغرز) بالمعني البلدي في واحدة من هذه المشاكل التي لو دخلنا فيها ما كنا لنخرج منها لولا حكمة الرئيس.
وهناك مبادرة فبراير 2005 وأن تكون هناك انتخابات علي قمة المناصب.. رئاسة الجمهورية وهي التي قال عنها الرئيس في خطبته الشهيرة بالمنوفية أنه سيكون لها ما بعدها.. قد يكون لها بعض المشاكل ولكن هذه المبادرة في إطار دولة تحترم القانون والدستور وحقوق الناس فيها وتتيح الفرص وهي التي تؤكد الدولة المدنية ومستقبلها.
في هذا الإطار أنت تتحدث عن دولة قوية لا تخشي علي نفسها لأنها تستند إلي قوانين ومؤسسات تحمي هذه القوانين.. وحماية هذه المؤسسات تأتي بحكم الدستور والقانون والممارسة الفعلية ومع انتخابات وشيكة في البرلمان ثم انتخابات رئاسة تجعلك مطمئنًا علي مستقبل هذا البلد.
• العنصران الآخران كيف يؤثران في اقتصاد دولة واحتمالات نموها؟
- لا يوجد شكل واحد للنظام السياسي المساند للنمو وإذا كنت تتكلم عن الدول ال13 مثلاً.. وفيها اليابان والبرازيل تجد أن لكل منها ديمقراطية تختلف عن بعضها الآخر وتختلف عن ديمقراطية كوريا الجنوبية أو سنغافورة أو ماليزيا.
• قرأت مثل هذا في مقالات لك خلال الفترة الماضية.. بهذه المناسبة هل كنت تتعمد في السنتين الأخيرتين أن تنشر مقالاتك التي تحلل فيها الاقتصاد الدولي وأوضاع ورؤي التنمية.. لكي (تموضع) نفسك تمهيدا لمنصب دولي؟
- (ضاحكًا): أنا أنشر محلياً.. في مجلات وصحف مصرية.. منها «روزاليوسف».. ولا أعتقد أن حركة الترجمة من العربية من القوة بحيث تؤكد هذا الافتراض.
دعني أشير في معرض الإجابة عن سؤالك قبل هذا إلي أن هناك مجموعة من الأعمدة التي تعتمد عليها الدول الصاعدة واللافتة في الاقتصاد الدولي.. منها الاستقرار السياسي المطمئن علي حقوق الناس داخل البلد.. وهذا موجود مثلا في الصين وسنغافورة ودول أخري.
وهناك أيضًا الاستقرار الاقتصادي.. والسيطرة علي العجز وضبط ميزان المدفوعات.
ومن المهم كذلك أن نشير إلي حرص تلك الدول علي التوجه نحو الخارج في نقل وجذب الاستثمارات أو نقل وتحصيل المعارف.. ولم تحدث أي نهضة حضارية لأي دولة صاعدة إلا واستفادت من تجارب الآخرين.. ونري النهضة الصناعية في أوروبا ومدي استفادتها من العرب والمسلمين.. وكذلك العرب وما استفادوا به من الحضارات الإغريقية واليونانية.. كل ذلك يقول إنك إذا أردت التحرك يجب أن تنقل المعرفة.. وليس غريباً أن نجد الصين والهند لديهما أكبر بعثات في الخارج علي الإطلاق لأن تأثيرهم في قطاعاتهما مهم للغاية والذين يعودون منهم يعملون علي نقل المعرفة.. ومثال ذلك ما حدث أيضًا في عهد محمد علي الذي لم يقتصر تطويره لمصر علي شق الترع والقناطر وإنما إرسال البعثات للخارج وشق دروب المعرفة.
• هل هذا هو كل ما تعتمد عليه تلك التجارب؟
- أضف إلي ما قلت مشروعات البنية الأساسية بكل مجالاتها.. والأهم التوجه نحو المستقبل بمزيد من الإدخار والاستثمارات.. ثم الاستثمار في البشر من حيث التعليم والرعاية الصحية.
• إذا ما سئلت لو كنت محتارًا بين هذه الأعمدة بالنسبة لدولة ناشئة لأي من هذه الأعمدة تعطي الأولوية؟
الدولة ذات التعليم والثقافة سوف تحقق باقي الأمور وستحقق الاستقرار.
• كيف تقيم تحصل مصر من كل هذه الأعمدة؟
- سوف أرجع إلي تقييم الخبراء.. لأن لكل واحد من هذه الأعمدة معاييره الموضوعية والقيمية للقياس.. بعضها يقاس بعشر المعشار مثل معدلات النمو والاستثمار والطرق والكهرباء والبنية الأساسية.. ومدي وجود استثمارات أجنبية مباشرة في بلدك.. يمكن مصر حققت كثيرًا في هذا المجال خلال السنوات الماضية.. مثلاً 49 مليار دولار في التراكم وفي التصدير.. أصبحت لك حركة.. ولكن هناك معايير أخري مثل التعليم والاستقرار السياسي.. والتعليم لا يقاس بعدد الموجودين في المدارس.. لكن بالنوعية.. والصحة لا ترتبط بعدد المستشفيات والأسرة لكن بالرعاية الصحية ومدي إتاحتها للناس.. وبالتالي هناك معايير رقمية ومعايير غير رقمية.
• قل رأيا واضحًا لا يتهرب من الإجابة يا دكتور؟
باعتباري ما زلت إلي هذه اللحظة وزيرًا فإن تلك هي إجابتي.. وهناك بعض القواعد التي لا تجيز أن تكون طرفًا في أمر وفي نفس الوقت تقيمه.
• لكنك استقلت بالفعل؟
- لا أنا تقدمت باستقالة وحددت فيها ما قمت به من عمل، ومعلوم أنني سأكون في منصبي الجديد في الرابع من أكتوبر وأنت تقابلني الآن في مكتبي بوزارة الاستثمار (جري الحوار في اليوم الأخير من إجازة العيد صباح الأحد الماضي).
• هل بعد يوم 4 أكتوبر سوف تكون أكثر تحررًا في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة؟
- لا لن يكون هناك ما يمكن أن تصفه تحررًا.
• أريد تفسيرًا لتهربك من الإجابة عن مثل هذه الأسئلة؟
- لا يوجد تهرب، لكن هناك اعتبارات مهمة.. أنا حتي في تقرير الوزارة لم أكتب إنجازاتي، بل قدمت تقريرًا عن أدائي، وهناك بعض السلبيات وهناك أشياء كنا ننوي إنجازها.. سجلتها.. إلا أنها لم تتم مثل بعض مشروعات القوانين الرئيسية.. مشروع قانون جهاز إدارة الأصول علي سبيل المثال قلت إننا انتهينا منه إلا أننا لم ننجزه بعد وليس بأيدينا.
• لو كان قد تم إقرار مشروع صكوك الملكية الشعبية هل كنت ستظل في مصر وترفض منصبك الدولي؟
- أرجو أن تكون هذه فرصة للتوضيح.. موضوع الملكية الشعبية وليس الصكوك اعتبره مع وجود جهاز إدارة الأصول مشروعًا مستمرًا.. ولو تتذكر لقد حاورناك مع 20 من الصحفيين المتخصصين في المجال الاقتصادي وغيره في ندوة في مجلة «روزاليوسف».. وتكلمنا عن هذا الموضوع وأنه يقوم علي عدة عناصر منها موضوع الصكوك.. وهو له بدائل، لكن من أهم الأعمدة التي كان عليها توافق هو موضوع إنشاء جهاز محترف لإدارة الأصول المملوكة لقطاع الأعمال العام ويقوم هذا الجهاز بالتطوير والتحديث.. وعندما يكون هناك جهاز لضبط الأصول إذن سيكون هناك انشغال بحقوق الأجيال القادمة.. وفكرة الصكوك المجانية هي وسيلة من وسائل هذا الموضوع ولكن لغرابتها أو مسماها فإن ذلك هو السبب في الضجة التي ثارت حولها.
• كنت تتكلم عن أن أحد أهم المبادرات التي أكدت خصائص الدولة المدنية في مصر هي حرية الصحافة.. هل أعاقت هذه الصحافة الحرة عملية التطوير والنمو الاقتصادي في مصر وأنت متفاعل أساسي مع هذه الصحافة؟
- أنا لا أأخذ الأمور بمحمل شخصي وإذا كنت موجوداً في وزارة أخري كانت ستوجه إلي انتقادات أخري.. ودائمًا كنت مهتمًا بالإعلام وتفاعلت معه.. وأذكر موقف للدكتور محمد سيد سعيد بنقابة الصحفيين.. وكان الدكتور محمد (رحمه الله) معروفًا بتوجهاته اليسارية.. وأتذكر ما قاله عن أن لدي قدرة علي التعاون مع أي شخص لديه الاستعداد للتعاون.. وفي الوقت الذي أجريت فيه حوارات مع الأهرام و«روزاليوسف».. أجريت كذلك حوارات مع الأهالي وعندما عملت بموضوع الملكية الشعبية تحركت في مختلف الاتجاهات بلا استثناء وفي كل الصحف.
لم أتدخل أبداً فيما ينشر عني وعن أدائي.. ولم أتصل برئيس تحرير لأشكي له حدة بعض المقالات أو غيره والبعض يندهش من كتاب المقالات لأنه يقابلني فيعتقد أنني سوف أتحدث معه عن مقال انتقدني فيه أو غيره فيفاجأ بأني أشرح له الأمور وأوضح له جوانبها.. وبالتالي أنا منشغل وبشدة بأن ما يعطل نسبياً من سرعة عجلة الإصلاح وما يسانده بقوة هو مدي التوافق والانسجام بين الثقافة والإعلام والمجتمع.
• أبحث عن إجابة أوضح.. هل الصحافة تؤثر في الوصول إلي التقدم؟
مسألة الإصلاح تحتاج إلي مبشرين ومنذرين.. وليس مروعين فقط.
• أي فريق من هؤلاء هو الذي يغلب علي الصحافة الآن؟
- أنا أري أنه يوجد عدد كبير من الناس الذين يحاولون إظهار المثالب وعدد آخر قادر علي إظهار الحقيقة.. ولكن أنا أقول إن هناك قيمة وثقافة يجب أن نرتبط بها.. وأعود هنا إلي العلامة المصري زكي نجيب محمود في كتابه الأخير(حصاد السنين) حيث قال إنه بعد كل تجربتي في حياتي كلها لو طلعت بقيمة واحدة فهي قيمة التقدم وهي تحتوي علي معاني الاهتمام بالمنافسة والمستقبل والارتقاء والرقي.. أي تقدم بدون ثقافة التقدم هو غير موجود.
• هل توجد في مصر ثقافة التقدم؟
- ليس لدي حكم عام.
• دعنا نطرح الأمر بطريقة أخري.. هل هناك صحف تمارس دور الترويج لثقافة التقدم؟
- هناك صحافة مصرية منضبطة وصحافة مصرية مطورة للأفكار وتأتي لتستفز وتستحث من يظن أنه تقدم وتؤكد له أنه لابد أن يكون أكثر تقدماً.
• كيف تقيم الفترة السابقة في عملك الوزاري؟
بالنسبة للأداء في الاستثمارات كانت أقل من 40 مليار جنيه في السنة.. أصبحت 140 مليارًا جنيه.. والاستثمارات الأجنبية كانت 2 مليار وتجاوزت في سنة ال13 مليار ثم 49 مليار دولار (تراكمية) .
• رقم ال13 مليار دولار لم يتكرر؟
- لهذا أسبابه.. وأقول إن هذا الرقم من الممكن أن يتطور في المستقبل لو دخلنا في الاستثمارات الخاصة بالبنية الأساسية من خلال قانون المشاركة.. وهناك تطور الاستثمار في الصعيد.. وطريق الصعيد البحر الأحمر من المشروعات التي أعتز بها لأنها مثال للتوجه العام.. وكان الرئيس يتابع أعمال المشروع بنفسه.. وهو أهم مشروع تم في الصعيد بعد السد العالي.
بالنسبة لإدارة الأصول المحفظة كانت ضعيفة الربحية ثم تحولت إلي متوسطة الربحية ب5 مليارات جنيه في العام.. والمحفظة كانت مثقلة بديون تاريخية.. وتم سدادها من خلال التعاون مع وزارة المالية والمبلغ الذي تبقي تم استبداله بأصول غير مستغلة.
بالإضافة إلي الخدمات المالية والتطور غير المسبوق في القطاع المالي وقد اختبرت مؤسسات القطاع خلال الأزمة المالية الدولية وأثبت القطاع جدارته.
• بعض الناس يعتقدون أنك محبط سياسيًا.. ولهذا أنت تغادر البلد؟
ليس عندي أي إحباط.. وأنا أدعوك لزيارة إلي بلدي وتري ما يسرك باعتبارك واحد من أبناء جيلنا.. ومن القليوبية أيضًا.. يمكن مسألة الإحباط تكون موجودة في جزء واحد فقط وهو أن طموحي السياسي لم يتحقق.. وهو لم يكن طموحًا وزاريًا ولكن كان برلمانيًا وتشهد عليه جولاتي مع والدي ثم مع عمي خالد.. هذا طموح قديم.. سعيت إليه بصور مختلفة.. وكنت مديرًا ناجحًا لحملة عمي خالد في انتخابات عام 2000.. ومازالت صوري في مضيفة الأسرة تسجل هذا.. وتشير إلي المسيرات الناجحة التي قمت بها، وفي عام 2005 كنت أجهز نفسي ولكن الواجب كان أولي فتنازلت لعمي خالد.. وفي تقديري أن هذا واحد من أهم القرارات الذي اتخذتها في حياتي السياسية.
• هل هذا هو طموحك السياسي، أن تحصل علي المقعد البرلماني لكفر شكر؟
- أن تكون ممثلاً للناس باختيارهم في دائرة ترتبط بها وترتبط بك هذا شيء عظيم.. وكفر شكر مقاعدها غير آمنة وتحتاج مجهودًا كبيرًا.. فوالدي وعمي بالرغم من تواجد الأسرة المنتشر في الدائرة نجحا وسقطا فيها لكن اعتزازي بهذا المكان كبير جدًا.
• ما معضلة هذا (المقعد الممتنع) وهل تفكر في خوض الانتخابات مرة أخري؟
- عندما أعود سوف أرجع إلي بلدي.. وإذا وجدت استحسانًا من الناس سوف أفعل.. ولقد استطعت أن أجعل هناك معني مهمًا في الدائرة.. وهو ألا تقتصر الخدمة العامة علي البرلمانيين فقط.. ورائدي في ذلك هو والدي.. فقد كان في إحدي الفترات ليس نائبًا لا في الشوري ولا في الشعب لكنه كان أكثر إصرارًا علي إنجاز بعض الخدمات للناس.. وهناك شخص آخر وهو الدكتور إبراهيم حلمي عبدالرحمن من أبناء كفر الولجا وعمل فيها مشروعات كثيرة وذلك بعدما ترك الوزارة وكان أحد أهم وزراء التخطيط في مصر ومن مشروعاته مكتبة وجمعية وتغطية مصرف وهذا جعل هناك نوع من المنافسة العجيبة للذين حصلوا علي مناصب.. كل يحاول أن يقول أنا أعمل.
• هل جاملت كفر شكر بحكم موقعك الوزاري؟
- لا إطلاقًا أنا فقط جعلتها تحت المجهر وأصبح صوتها عاليًا في مشاريعها التي تعتبر من حقوق الإنسان الأدني.. أن تطالب بعض القري بالصرف الصحي أو مياه نقية أو تقوية في الكهرباء فهذا حق.. وأن تكون لديك في دائرتك منطقة استثمارية.. هذا توجيه الرئيس وهذا حق.. وأن يتم إنشاء عدد من المشروعات.. فهذا حق.. وإن يتم عمل كوبري علوي في مدخل كفر شكر وسيستفيد منه الكثير من الناس الذين يعبرون علي المدينة.. وليس فقط أبناءها.. هذا حق.. أنت شخصيًا حكيت لي كيف قضيت ما يزيد علي الساعتين إبان أزمة مرورية في الطريق لعدم وجود هذا الكوبري.
• هل تتدخل في ترشيح البديل..باعتبارك مرشحًا سابقًا لن يخوض الانتخابات وباستخدام نفوذك في الحزب؟
- أنا بصراحة في عملي السياسي أبتعد عن مسألة الإنجازات في هذا الشأن.. ولكن كأحد أبناء الحزب الوطني أحترم دائمًا ما يختاره المجمع الانتخابي.. بل إنني حين كنت موجودًا لم أتدخل في اختيار مرشح العمال في الدائرة رغم ما يحققه هذا من ميزة قصيرة المدي.
• أعتقد أنك ستظل مرتبطًا بالأجواء السياسية في مصر.. أليس كذلك؟
- أنا ألعب سياسة منذ الصغر.. وملعبي كان يبدأ من القرية.. وهذا هو مدخل والدي.. ومدخل الدكتور فؤاد محيي الدين.. والأستاذ خالد محيي الدين.. وهو مختلف عن السيد زكريا محيي الدين الذي أعتبره رجل دولة.. القرية مستمرة لأنك تستمد منها الطاقة.. خاصة أنها أصبحت مدينة وليست قرية.. أصبح فيها هذا المزيج من الفلاح والعامل والحرفي والمهني.. تستطيع أن تستشرف ما يحدث في المجتمع عبرها.. ومن خلال جلساتي البسيطة مع الناس تنبأت وأخطرت بعض الوزراء بمشاكل قبل حدوثها لأنها موجودة بين الناس.. وهو ما يعرف بالسياسة عند منابت الأشجار وليس عند (الشواشي) وهذا هو ملعبي الذي سأستفيد منه.
• د. محمود: هل الرجل الدولي سينهي رجل الدولة؟
- لا خير للدولي من غير الدولة.. في النهاية أنت تعمل في إطار عمل مؤسسي ودورك فيه مهم في هذا الشأن ودورك الدولي مهمة.
• يري بعض أبناء جيلك في قبولك المنصب الدولي أنك تقفز من المركب؟
- أنا أري أن المركب بخير.. وتسير بخطي طيبة وحثيثة.. ومستقبل هذا البلد مشرف.. ولا أري حتي هذه اللحظة أي مبرر للقفز من مركبه.. وليست تلك طبيعتي.. ثم إن السفر ليس قراري.. وببساطة شديدة أنه لو لم يكن هناك قرار من الرئيس كنا سنتحدث في أمر آخر الآن.. وهذا الأمر كان معروضًا وأول من علم به هو رئيس الجمهورية، الذي أخذ القرار بعد دراسة وتمحيص هو رئيس الجمهورية.
• هل كنت ستحبط إذا جاء القرار بعدم القبول؟
- لا نهائيًا.. وأنا أقول إنني كرجل في العمل العام أقول لنفسي: اعلم أنك جندي في الخدمة.. كنت مجندًا في يوم من الأيام وكنت أكلف بخدمة وكنت أوافق بالطبع.. وقد تكون لك طموحات وأحلام وأسلوب ولكن في النهاية أنت تعمل في إطار كتيبة عمل.. ومن رأي أن في النهاية مصلحة قومية لمصر هو أن أكون هناك هو نفسه الذي رأي أن هناك مصلحة لمصر أن أشغل ما شغلته كوزير ومن قبل كعضو في مجلس إدارة البنك المركزي وغيرهما من المواقع وأنا من الجيل الذي دخل الحزب مع النقلة الإصلاحية ولم يكن معتادا أن يكون هناك وزير في سن ال 39 سنة وكنت أنا أول وزير في عهد الرئيس مبارك يدخل الوزارة في هذه السن.
• لكنك لم تصبح أول رئيس وزراء في سن الخامسة والأربعين؟
- هذه المسألة مختلفة.. وقد قلت في البداية إنني لم أسع للعمل التنفيذي ولكن سعيت للعمل السياسي البرلماني.
• أنت لم تسع للعمل التنفيذي لكنك أول ما أصبحت وزيرًا اخترت مواصفات خاصة للوزارة التي سوف تتولاها.. وأصبح لها طابع خاص.. ولك مواصفات في التعامل مع المنصب الوزاري وأنشئت الوزارة بناءً علي اقتراحاتك.. وزارة الاستثمار لم تكن مطروحة بالشكل الذي سعيت إليه.. وتلك معلوماتي التي أثق فيها.. إذن أنت لديك خطط وطموحات؟
- أتيحت لي فرصة العمل علي مدار 10 سنوات منذ 95 حتي 2004 في الدوائر الحكومية وفي العمل الحزبي.. وأن تكون لي تصورات هذا طبيعي.. ولكن لا تنسي أن تشكيل الوزارات واختيار الوزراء هو من اختصاص رئيس الجمهورية.. وما أدراك أن هذا هو ما طرح علي الرئيس في البداية خاصة أن هناك وزارات ارتبطت بفترات وتغيرت مثل وزارة الاقتصاد.. وهناك وزارات مستحدثة غيرها في التشكيلات الوزارية الجديدة، هي في النهاية اختصاصات الرئيس.. قد تكون لي تصوراتي الخاصة التي يؤخذ بما يري منها ولا يؤخذ بالباقي.. لكني أثبت التزامي داخل المطبخ الحزبي والحكومي علي مدار الفترة الماضية، ومنذ كنت مسئولاً عن ملف التفاوض الدولي عندما كنت مستشارًا لوزير الاقتصاد.
• هل قبلت منصبك الدولي لأنه بينك وبين منصب رئيس الوزراء مسافة غير واضحه الآن؟
- لا تحسب هذه المسائل بهذه الحسابات علي الإطلاق.
• هل قبلت المنصب لأنه بينك وبين منصب رئيس مجلس الشعب مسافة غير واضحة الآن؟
- أنا ممتن بما قاله الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب نفسه.. عندما سئل في مرة عمن يخلفه فقال اسمي.. وهذا شيء كبير جدًا بالنسبة لي ولكن أيضًا لم يعرض الأمر علي في إطار اختيار بدائل.. ولكن الواقع أنني في منصبي الحالي وكان سيضاف إليه منصب آخر وهو شرف تمثيل أهالي كفر شكر في البرلمان بعد الحصول علي ثقتهم.
• هل قبلت منصبك الدولي لأن منصب وزير الاستثمار قد ضاق عليك؟
- هذه الوزارة بملفاتها الضخمة المتنوعة والمتشعبة والمختلطة تجعلك دائما مشغولاً وفيها دائمًا ما يشغلك.. ولكن ليس للأبد.. وأردد هنا ما قاله السيد زكريا محيي الدين أن المناصب لا تدوم.
• كيف تقيم أداء الحكومة التي تنتمي إليها قبل أن تغادرها؟
- لا أقوم بذلك إطلاقًا.. وهذا خطأ كبير لا أقع فيه.. من الممكن أن تراجع نفسك.. فهناك التقييم الشعبي.. وتقييم الرئيس.
• هل أنت راضٍ عن الأداء الحكومي في هذه الفترة؟
- أحيلك إلي الإجابة السابقة.
• كيف قابل أمين السياسات قرار ترشيحك؟
- دعك مما تم في الكواليس.. وما شغل الناس لم يشغلنا في فتح دوائر ما يحدث في الكواليس.. أنا أومن بأن هناك قواعد وضوابط لعمل المؤسسات.
• أنت حريص ومتحفظ في إجابتك عن الوضع الداخلي المصري بما يوحي لي بأنك تحرص علي مد الجسور والتواصل مع هذا الوضع كما لو أنك تقول إن منصبك الدولي هو مرحلة مؤقتة؟
- المنصب بالفعل يستمر لأربع سنوات..من الوارد أن يمتد.. وأنا علي مدار الفترة الماضية كنت عنصرًا فاعلاً في مختلف الدوائر ولو سئلت في محكي آخر نفس الأسئلة أنت تعلم أنني لن أغير هذه الكلمات.. وأنا ساعٍ من اليوم الأول بأن أرجع إلي بلدي وليس لي مسعي بأن أكون موظفًا دوليًا يكون في النهاية مسئولاً دوليا سابقًا ولكن أسعي للعودة إلي بلدي بخبرات دولية جديدة.. ولا يعني هذا أن تكون هذه الخبرة ممهدة لمنصب تنفيذي مواز.. ولكن أنا عندي 3 بيوت للعودة.. أولها بيتي الجامعي كأستاذ في الجامعة وبيتي الريفي في بلدي كفر شكر وبيتي الحزبي كعضو في الحزب.
• ماذا كتبت في الخطاب الذي وجهته للرئيس مبارك؟
- ليس من الجائز ان اكشف هذا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.