أثارت تصريحات البابا شنودة الأخيرة وهجومه علي الإنجيليين خلال عظته بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء الأربعاء الماضي الجدل من جديد حول القضايا الخلافية بين الطوائف المسيحية، فرفض القس د.إكرام لمعي رئيس كلية اللاهوت الإنجيلي ورئيس مجلس الإعلام بالكنيسة الإنجيلية تصريحات البابا التي قال فيها إن الكنيسة هي وكيل الله علي الأرض، معتبرًا أن ذلك ردة للعصور الوسطي حينما كانت الكنائس تمنح رعاياها صكوك الغفران، معتبرًا أن الكنيسة الأرثوذكسية لم تستفد حتي الآن من الإصلاح الديني في الكنائس الأوروبية رافضًا اتهام أي طائفة إنجيلية مخالفة للكنيسة الأرثوذكسية بالتطرف. وقال لمعي إن الإنجيليين يرفضون الهجوم عليهم والقول بأن هناك كهنوتًا كما ينادون باطلاق حرية الفكر وعدم احتكار الحقيقة في تفسير الكتاب المقدس والسماح للمسيحيين بقراءة الكتاب المقدس بمفردهم وتفسيره غير أن الأرثوذكس يرفضون قراءة الكتاب المقدس إلا من خلال كاهن، معتبرًا أن الإنسان ليس في حاجة لوسيط بينه وبين الله رافضًا في ذات الوقت القول بأن كل زواج خارج الكنيسة خطيئة. وأضاف لمعي: من الخطأ القول بأن الزواج الصحيح هو ما يتم داخل الكنيسة الأرثوذكسية فقط وما دون ذلك زني ورافضًا هذا الكلام وهو سبب من أسباب الخلاف، معتبرًا أن احتكار طائفة أو جماعة للحقيقة وادعاء الحديث باسم الله علي الأرض فكرة خاطئة 100% وتضر بفكرة المواطنة وتمزق الوطن الواحد وأبناء الديانة الواحدة مضيفًا: كلنا مصريون ولا مجال لتكفير الناس ولا وكلاء لله علي الأرض في ظل العولمة وحقوق الإنسان وحق الآخر في الاختلاف. وحذر لمعي من خطورة ادعاء البعض بأنهم وكلاء الله علي الأرض مضيفا: مثل هذا الكلام يقوله الإخوان وهم بذلك يجعلون من الكنيسة وجماعات دينية إسلامية دولة داخل الدولة ويجعل طوائف تحتكر الدين وهذا يمثل خطورة علي فكرة الدولة والمواطنة. فيما قال القس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا إن الهجوم المتكرر من الكنيسة الأرثوذكسية علي الإنجيلية يعد دليل ضعف، مشيرًا إلي أنه لا توجد حقيقة مطلقة متسائلاً إذا كان كل زواج خارج الكنيسة زني وخطيئة فماذا عن زواج غير المسيحيين في كل العالم، مضيفًا أن هناك زواج خارج الكنيسة. وحذر فكري من خطورة هذه التصريحات، معتبرًا أنها تجعل من الكنيسة دولة داخل الدولة وتنشر التعصب وتخلق عقليات العصور الوسطي مضيفًا: الخلاف الرئيسي بين الإنجيليين والأرثوذكس أننا لا نعترف بالكهانوت ونقول بأنه لا وسيط بين الإنسان وربه بينما هم يجعلون كل شيء من خلال الكاهن وهذا يجعل من بشر مسيطرين علي عقول بشر ويتضح ذلك من تكرار اللجوء للكنيسة في كل أزمة والتظاهر بداخلها وتجاهل اللجوء لمؤسسات الدولة محذرًا في ذات السياق من لجوء طائفة للغة تكفير الآخر. فيما أرجع الأب رفيق جريش المستشار الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر هجوم البابا علي الانجيليين إلي شعوره بالخطر بعد انتقال عدد من الأرثوذكس إلي الإنجيلية. داعيا إلي حرية الانتقال بين الطوائف.