يعتبر إحراز لقب كأس العالم الطريقة الأسلم للدخول في السجل الذهبي لكرة القدم، لكن مقدّمي الطلبات كثيرون ولائحة المتوّجين قصيرة.. وسيلة أخري لكن صعبة أيضاً: أن تكون عبقرياً. لكن الحركات الأنيقة، الأهداف الرائعة، المراوغات والصدّات التي لا تُنسي ليست بمتناول الجميع .. يبقي إذن خيار واحد لترك بصمتك وهو المظهر. وفي هذا الإطار، قد يلعب الشعر، الذقن والشاربان دوراً رئيسياً في دخول تاريخ كرة القدم .. وهو ما تطرق له الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في تقرير مطول له علي الموقع الرسمي نستعرضه معا في «روزاستاد» العقاب المثير نبدأ رحلتنا من إنجلترا مهد كرة القدم العالمية، حيث دائما ما تصحب الموهبة الأشكال المميزة أشهرها علي الاطلاق تسريحة النجم بوبي تشارلتون ، وستايل"البيتلز" مع الذقن والشعر الطويل لجورج بيست. ومن أشهر القصص في الملاعب الانجليزية ما قام به أربعة من نجوم فريق نيوكاسل يونايتد حينما عاقبوا أنفسهم باطلاق شواربهم بعد الهزائم المتتالية التي أصابت الفريق . الطريف أن هذه الواقعة أثارت أزمة في مدينة نيوكاسل حيث تسببت في حالة من القلق بين باعة ماكينات الحلاقة والحلاقين خوفا من أن يقتدي جماهير المدينة بنجوم الفريق فيمتنعون عن الذهاب الي " الحلاقين " الا أن فوز نيوكاسل علي أستون فيلا بستة اهداف نظيفة وهوما جعل اللاعبين يتراجعون عن قرارهم ومن ثم انتهاء الأزمة . حلاقين في صفوف البطالة نفس الأمر تكرر علي الطرف الآخر من بحر المانش، حيث ساهمت مسابقة كأس فرنسا في وضع الحلاقين ومصففي الشعر في صفوف البطالة ، إذ تحتم التقاليد عدم الحلاقة طالما ينجح الفريق في التأهل . و مع الوصول إلي المباراة النهائية، كانت بعض الوجوه تظهر مغطاة باللحي الطويلة ! اللاعب الفرنسي لويس فرنانديز عاش هذه التجربة في ثمانينيات القرن الماضي، عندما قاد باريس سان جيرمان إلي أول لقبين في تاريخه ويقول فرنانديز عن هذه الفترة : "بدأنا بكتابة تاريخ النادي مع هذه الكأس وتعاهدنا وقتها علي اطلاق العنان للحانا طالما كنا ضمن المنافسة . بصراحة أفتقد تلك الأيام الساحرة " أزمة في ألبانيا في المقابل ، لم تكن اللحية مسموحًا بها في ألبانيا وتحديدا في سبعينيات القرن الماضي التي طغت عليها الشيوعية ، حيث منع الأمين العام للحزب " أنفر هوكسا " أي بروز للشعر في الوجه وأصدر قانونًا يجرم ذلك الفعل وطبقه علي الشعب الألباني بأكمله وعلي الزوار . وكاد هذا القانون أن يتسبب في نشوب أزمة دبلوماسية عندما حل فريق سلتيك الاسكتلندي ضيفا علي فريق بارتيزان الألباني في بطولة الأندية الأوروبية عام 1979 . وكان سبب الأزمة عندما دخل المدافع الاسكتلندي" داني ماجرين " إلي أرض الملعب بلحية كثيفة وهو ما اعتبره في ألبانيا خروجًا عن القانون فقام رجال الشرطة باخراجه من الملعب وهو ما تسبب في مشادات بين الأمن ولاعبي سلتيك .. وبعد محاولات عديدة سمحت الشرطة للاعب بالمشاركة في اللقاء الذي انتهي بخسارة سلتيك بهدف نظيف . ودخلت لحية ماجرين في تاريخ كرة القدم علي غرار مبارياته ال657 . وأكثر من ذلك، عندما استهل مسيرته التدريبية مع أربورث بعد 20 عامًا، أُطلق علي مشجعي الفريق لقب "جيش ماجرين الملتحي"! ويقول جون كريستيسون، رئيس النادي آنذاك: "كان الأمر مجنوناً، لكن رائعاً. كلّ المشجعين كانوا ملتحين. طبعنا 700 قميص وتمّ بيعها في ثلاثة أيام!" شوارب لاعبي البرتغال ولم تكن قصص اللحية والشارب مقتصرة علي الفترة الماضية .. ففي العام الحالي طالبت الجماهير البرتغالية لاعبي منتخب بلادهم باطلاق شواربهم، وأطلقوا حملة للمطالبة بذلك خلال استعدادات فريق المدرب كارلوس كيروش لكأس العالم 2010 التي أقيمت بجنوب أفريقيا . وخلال مباراة ودية أمام الصين في مارس الماضي، ظهرت لافتة في مدرجات ملعب كويمبرا كُتب عليها: "نريد في المونديال منتخباً يطلق شواربه." في اليوم التالي، برزت مجموعات الدعم علي الإنترنت تظهر صوراً متلاعب بها لكريستيانو رونالدو يحمل شاربين رائعين ! وقبل سنوات قليلة، لم يكن الكولومبي كارلوس فالديراما بحاجة لدعم شعبي ليبرز شارباً صغيراً وشعراً ضخماً باللون الأشقر دخلا في التاريخ علي غرار مهاراته الفنية المميزة. واعتُبر "فالديراما" أبرز لاعب في تاريخ كولومبيا، وترك بصمة في كلّ مكان مرّ فيه، خصوصاً مع فريق "تامبا باي ميوتيني" بالدوري الأمريكي للمحترفين، حيث كان يطلق علي أيام المباريات "يوم كارلوس فالديراما"! حتي خصومه وقعوا تحت تأثير سحره، ففي إحدي المرّات في يوليو 1996 دخل لاعبو كانساس سيتي إلي أرض الملعب وعلي رءوسهم شعراً مستعار باللون الأشقر! فريق الشوارب واللحي وقام موقع الفيفا باقتراح قائمة لفريق يضم أصحاب اللحي والشوارب وجاء في حراسة المرمي ديفيد سيمان بشاربه اللافت وشعره الطويل أو رينيه هيجيتا ، وفي الدفاع البرتغالي أبل كزافييه والأمريكي أليكسي لالاس والنيجيري تاريبو وست والأرجنتيني فابريتسيو كولوتشيني ! وفي خط الوسط ، مواطن الأخير خوان بابلو سورين وعُرفه المجنون وبطل العالم الألماني بول برايتنر مع لحيته وأقراطه والبلجيكي مروان الفلايني وقَصّته الأفريقية. وأخيراً يقود الهجوم الفرنسي جبريل سيسيه مع أوعيته الشعرية ورودي فولر وشعره المجعّد والشاربين وجدائل هنريك لارسون! وعلي مقاعد البدلاء؟ إيدجار دافيدز ورود خوليت وتريفون إيفانوف وكلاودو كانيجيا، أو حتي رونالدو وحلقته الشهيره في كأس العالم كوريا و اليابان 2002!