انهيار منزل علي رءوس سكانه.. خبر تكرر كثيرا في الأسابيع الأخيرة بالقاهرة الكبري.. تنوعت الأسباب والنتيجة واحدة. خبراء التقتهم «روزاليوسف» اعتبروا أن غياب ثقافة الصيانة والكثافة السكانية ومياه الصرف الصحي وراء ظاهرة انهيار العقارات.. وأجمعوا علي وجود حلول متنوعة لاطالة عمر العقارات وتجنب الانهيارات المفاجئة.. سهير جودة - رئيس الإدارة المركزية للتنسيق الحضاري وأستاذ التصميم العمراني بهندسة القاهرة - ترجع أسباب انهيارات المباني المتلاحقة دون أن يسبقها قرارات تنكيس أو ازالة لعدم وجود ثقافة الصيانة في المجتمع المصري فلا وجود للصيانة الوقائية للمباني والتي لابد أن تتم منذ اليوم الأول من اشغال المبني. كما أن الصيانة العلاجية كما تؤكد جودة لا وجود لها والتي لابد من إجرائها في حالة حدوث اية تلفيات وبالتالي فالتلف يؤدي إلي مزيد من التلف مما يتسبب في تعرض الأساسات لمشاكل كبري تنقص من العمر الافتراضي للمبني وتؤدي إلي انهياره، بالإضافة لأسلوب الحياة والكثافة السكانية المرتفعة حيث يلجأ البعض في غياب الرقابة لتعلية المبني دون الحصول علي ترخيص بذلك ودون التأكد من قدرة المبني علي الاحتمال. رئيس الإدارة المركزية للتنسيق الحضاري تضيف سببا آخر للانهيارات وهو ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تغمر التربة وبالتالي الأساسات فتضعف كفاءتها ويؤدي ذلك إلي هبوط في التربية ينتج عنه شروخ نافذة في الجدران ثم يحدث لها انهيار بخلاف الحرائق التي تشتعل في الأسقف الخشبية التي تمتلئ بها منازل والمناطق السكنية البسيطة، لكن الدكتور عاصم مصطفي - عميد هندسة بنها يضيف سببا مختلفا لتزايد الانهيارات المفاجئة وهو قانون الايجار القديم والذي يري أنه أهدر حق المبني في الصيانة ما بين المالك والمستأجر وحول المستأجر «لبعبع» وبلطجي بالنسبة للمالك وليس العكس. عميد هندسة بنها يطالب بتشديد الرقابة بدءا من عملية الانشاء وذلك بعد عمل أبحاث التربة ومراجعة التصميمات ونزح المياه من موقع الانشاء في حال وجودها ثم الصيانة الدورية للمبني شريطة أن يشيد المبني باستخدام مواد بناء سليمة مطابقة للمواصفات. براءة المياه الجوفية الدكتور أحمد عاطف دردير - رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق - يبرئ المياه الجوفية تماما من التسبب في انهيارات المباني ويؤكد أنها في حال وجودها تكون مختزنة في باطن الأرض علي عمق من 300 إلي 400 متر من سطح الأرض علي الأقل أي أنها إذا وجدت فلن تؤثر علي المبني. أما المسئول الأول وراء الانهيارات - من وجهة نظره - فهو المياه السطحية أو تحت السطحية التي تحتوي علي الكيمياويات وهي مياه متخلفة من الصرف الصحي السيئ الناتج من عدم الاهتمام بدورات المياه والاهمال في استخدام المياه فالفاقد يتسرب إلي ما تحت السطح ويؤدي إلي تحلل الخرسانات وصدأ الحديد لأنها تتفاعل مع مواد البناء. ويري الحل في استخدام الأسمنت المقاوم للأملاح سواء في بناء العمارات شاهقة الارتفاع أو غيرها خاصة أنه من الملاحظ أن «كل من عنده قرشين» يبني عمارة وما يهمه توفير «القرش» حتي وإن كان علي حساب السكان ومن منطلق أن هذا النوع من الأسمنت مرتفع التكلفة فكثيرون يتفادون شراءه وبالتالي فإن كل الملوثات الموجودة في الصرف تأكل في الأساسات، وهنا مكمن الخطورة.