قرأت بحثا شيقا عن التواصل بين الآباء وأبنائهم من المراهقين.. وهي المرحلة التي يشكو منها الآباء كثيرا، ولكننا قليلا ما نقرأ أو نستمع لما يزيل عنا بعض صعوباتها.. ويتناول هذا البحث: كيفية التواصل مع الأبناء المراهقين.. يعتقد الباحث أن أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلي بها الآباء هي المرونة.. وأهم وسيلة للتواصل هي المناقشة.. ويقول مفسرا: (أن إيجاد وقت للتواصل هو عملية صعبة مع تحديات الوقت في هذا العالم سريع الإيقاع.. حاول أن تتحدث مع ابنك كل يوم وتسأله عما يحدث له طوال اليوم دون أن يشعر أنه مجبر علي الاعتراف لك بذلك.. اجعله يحب أن يشاركك مشاعره.. أيضا اجعل ابنك يحس بأنك تقدر وجهة نظره وتحترم آراءه لأن احترام رؤيته للأمور سيولد عنده ثقة بالنفس تنعكس فيما بعد بطريقة إيجابية علي نمو شخصيته.. من المهم جدا أن يفهم الآباء طبيعة التحديات التي يواجهها أبناؤهم المراهقون في هذا العالم والضغوط التي يتعرضون لها). ثم يضع ضوابط للتواصل المثمر وهذه هي خلاصتها: 1. ارسم صورة متكاملة لما يقوله الطرف الآخر: من الممكن أن تسأل ابنك أسئلة معينة تهدف إلي توضيح صورة الموقف الذي يحكيه بحيث تستوعبه أنت تماما ويشعر هو أنك مهتم بما يقوله وتريد أن تعرف التفاصيل. 2. تعلم شيئا جديدا ممن يحدثك: فلتكن كالتلميذ الذي يستمع لمعلمه ويتعلم منه حينما تتحدث مع ابنك المراهق. استمع إليه في صمت حينما يتحدث عن عالمه وما فيه من أشياء حديثة (التكنولوجيا الإتصالات الموضة).. 3. ركز جيدا: لا تقاطع ابنك وهو يتحدث، ولا تحكي قصصا من حياتك وذكرياتك في أثناء حكايته لما حدث له، واترك الفرصة له حتي يتمكن من رواية كل ما يود أن يرويه. 4. كن مستمعا إيجابيا: صحيح أن السكوت مطلوب حتي تعطي فرصة لابنتك أن تقول ما تريده ولكن الصمت التام قد يعطي إنطباعا بعدم الإهتمام أو التركيز.. ولذلك فإن المستمع الإيجابي يلخص ما يسمعه لكي يتأكد من فهمه للأمور ويسأل أسئلة تنم عن إهتمامه بالتفاصيل وتركيزه مع المتحدث. 5. تجاوب مع الحالة الشعورية للمتحدث: من المهم أيضا أن تتفاعل مع المتحدث.. فإذا كانت ابنتك حزينة تعاطفي معها، وإذا كانت تشعر بالأسف علي شيء إرتكبته خففي عنها. مثل هذا التعاطف ضروري جدا ليشعر المراهق بأن مشاعره لها وزنها وأن والديه يقدران تلك المشاعر. 6. لا تتبرع بإسداء النصح إلا حين يطلب منك (قدر الإمكان): استمع لابنك ولا تقاطعه ولا تقول رأيك حتي ينتهي من كلامه.. فمهمتك الأساسية هي أن تسمعه لا أن تصدر أحكاما علي تصرفاته وإبداء النصح في هذه الحالة لا يصح أن يكون مباشرا. 7. ضع نفسك مكان المتحدث: حاول أن تنظر للأمور من وجهة نظر إبنتك فهذا سوف يساعدك أن تعذرها وتقدر موقفها كما أنها ستسعد بإحترامك لوجهة نظرها ورؤيتها للأمور حتي بالرغم من أن رؤيتك مختلفة. 8. فكر قبل أن تتكلم: حاول أن تتمهل قليلا قبل أن تتكلم وفكر فيما ستقوله وفي رد فعل ابنك حينما تقول له ما تنوي أن تقوله بحيث لا تشتعل المناقشة. 9. شجع ابنك أن يتحدث: حتي إذا تحدث في موضوعات حساسة لا تنتهره بل فكر في أي صفات إيجابية في حديثه وتحمل كلامه. 10. كن لطيفا: فلتكن مناقشتكما إيجابية ولتتفاهما علي كيفية إيجاد حلول للمشكلة ولا تتحدثا عن الأخطاء ومن السبب فيها؟ ولماذا الخطأ؟ بل ليكن إهتمامكما الأول هو إيجاد الحلول وضمان عدم تكرار المشاكل وذلك حتي تكون المناقشة بناءة ومثمرة. قد يعترض بعض الآباء علي الكثير مما جاء بهذا البحث.. وغالبا سيرفض المعلمون اعتبار هذا الكلام موجها لهم أصلا.. ولكن للتعليق بقية.