للنساء في تركيا لقاءاتهن الخاصة، إذ تجتمع الجارات والقريبات والزميلات دوريا حول مائدة يتم الإعداد لها مسبقًا، ويقدم خلالها ما لا يقل عن (دزينة) من أنواع الكعك، ومثلها من الفطائر الحلوة أو المالحة، بالإضافة إلي أطباق البوريك المتعددة وطبق الدولما المعروف.. أما الرجال فعادة ما يلتقون في المقاهي التي لا ترتادها النساء، في هذه المقاهي يتبادل الرجال الحديث ولعب الشطرنج أو الطاولة وشرب الشاي والقهوة طبعًا، ولا يعرف الترك عادة إحضار الضيف لطبق معين من منزله إذ إن مهمة توفير الطعام للضيوف هي مسئولية صاحب الدعوة وحده. الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو عندما تتفق عدة أسر قريبة أو صديقة علي قضاء يوم نزهة في الريف والخلاء، والتي يطلق عليها اسم «صفا»، حينها يتم تقسيم المهمات والمسئوليات بين الأسر والتي تتكفل بإحضار السلطات والأرز والخبز والحلويات والمشروبات والأجبان والفواكه، بينما يشترك الجميع في تكاليف اللحوم والدجاج والأسماك التي يتم شيها علي الجمر في مكان النزهة أو «الصفا». حمام الهنا اسم صفا أيضًا كان يطلق علي الرحلة الأسبوعية إلي الحمام التركي العام، حيث كان الناس يقضون كل ساعات الصباح هناك، ولهذا كانوا يعدون كميات كبيرة من الطعام قبل الموعد بيوم، ويحمل مع الصابون المعطر والملابس النظيفة في عربات تجرها الخيول. وعلي الرغم من أن الحياة العصرية جعلت الناس في تركيا تكتفي بيوم واحد في السنة لمثل هذه الرحلة الاستحمامية إلا أنهم لا يزالون يستعدون لها مسبقًا والشعب التركي يهتم بتنظيم عناصر المائدة بشكل صحي "إذ مازالت السفرة تفتح بما يسميه الاتراك بملك السفرة الا وهو طبق الحساء الذي من شأنه ان يهيئ المعدة لاستقبال الطعام"الي انه يمكن إحصاء أكثر من مائة صنف من أصناف الحساء أهمها حساء الطماطم وحساء العدس الأحمر وحساء اللبن بالارز. وأنه في العهد العثماني كانت ربات المنازل يولين أهمية كبيرة لتعليم الفتيات البالغات في سن الزواج إعداد الحساء حسب الأصول "خوفا من عدم زواجهن".