أعاد حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل إلي الأذهان مرة أخري الواقعة التي حدثت في مارس الماضي وشهدت سرقة 9 لوحات فنية من متحف محمد علي وأعيدت فيما بعد، روزاليوسف حاورت «محمد عبدالفتاح» رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلي للآثار عن إجراءات تأمين المتاحف خاصة التي بها لوحات فنية تقدر بملايين الدولارات. كيف يتم تأمين المتاحف؟ - توجد كاميرات مراقبة داخل وخارج المتحف مرتبطة بغرفة تحكم وفقاً لأحدث نظم التكنولوجيا وأجهزة إنذار ضد الدخان والحريق والحركة وكاميرات رؤية ليلية داخل قاعات العرض المتحفي. وفيما يتعلق بالمتاحف التي تضم لوحات فنية استحدثنا نظاماً جديداً لتأمينها وطبقناه بالفعل في متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية ومتحف السويس الذي يفتتح خلال الفترة المقبلة وهو عبارة عن فاترينة بحجم اللوحة التي توضع بداخلها ومؤمنة تماماً ضد أية محاولات للعبث بها أو سرقتها حتي في حال توقف أجهزة الإنذار والمراقبة لا يمكن لأحد نزعها بسهولة إلا وانكشف أمره في الحال وهذا النظام تم إستيراده من ألمانيا التي تطبقه في متاحفها وسنحاول خلال الفترة المقبلة تعميمه علي كل المتاحف. إلي أي مدي يتم تحديث نظم التأمين بالمتاحف وصيانتها؟ - هناك لجنة أعضاؤها من تخصصات مختلفة تقوم بصفة دورية بالمرور علي المتاحف ومتابعة نظم الأمن فيها وما إذا كانت في حاجة لتحديث ومؤخراً قمنا بتجديد كاميرات المراقبة في متاحف الوادي الجديد وجاير أندرسون وركن حلوان واستبدلناها بكاميرات حديثة. رغم كل هذا نجد حوادث سرقة؟ - نحن نبذل كل ما في وسعنا لتأمين متاحفنا ونوفر كل وسائل التكنولوجيا الحديثة لذلك إلا أن التأمين بنسبة 100% مستحيل لا يمكن أن يحدث نظراً لعاملين مهمين أولهما الخطأ البشري والثاني خطأ الآلة كل هذه التكنولوجيا تتوقف إذا ما انقطعت الكهرباء مثلاً أو ترك أحد أفراد الأمن مكانه وهذا بالطبع لا يبرر حدوث تلك الوقائع لكنه فقط إقرار لحقائق تحدث حتي لا نغفل عنها ونكيل الاتهامات دون الاستناد لدلائل مادية. وماذا عن الحراسة وأفراد الأمن بالمتاحف؟ - بدأنا فعلاً منذ فترة في رفع مستواهم وكفاءتهم من خلال دورات تدريبية سيتم تكثيفها خلال الفترة المقبلة نعطيهم فكرة عن الأثر الذي يحرسونه وطبيعته وكيفية المحافظة عليه ضد مخاطر عديدة وهذه الدورات متوقفة حاليا بسبب شهر رمضان وسنعاود البدء فيها بعد عيد الفطر. ماذا تم بعد واقعة متحف محمد علي؟ - تعلمنا الكثير منها وقمنا عقب العثور علي اللوحات بنقلها لأحد المخازن لترميمها وبعد الانتهاء من ذلك سنقوم بعرضها من جديد. ماذا تقول عن سرقة لوحة «زهرة الخشخاش»؟ - شيء محزن بالطبع وأتمني عودتها سالمة لما تمثله من قيمة فنية كبيرة وأرجو ألا نتسرع في الحكم علي أحد. هل تذكر واقعة مماثلة حدثت في أحد المتاحف؟ - في عام 2005 بعد أن توليت رئاسة القطاع اكتشفنا سرقة «فانوس» من عربة حنطور ترجع لعصر الملك فؤاد من متحف المركبات الملكية أثناء ترميمها داخل غرفة الترميم وأبلغنا النيابة ولم يسترد حتي الآن وقمنا بعمل آخر مماثل له تماما وربما يكون السارق استغل انخفاض النوافذ خاصة أنه كان هناك كثيرون بالمكان ما بين مرممين وعمال وآثاريين ولم نعرف حتي الآن من سرق الفانوس. وماذا فعلتم عقب سرقة «زهرة الخشخاش»؟ - قمنا بتشديد الإجراءات والحراسة علي المتاحف طبقاً لنشرة أرسلها لنا «د.زاهي حواس» الأمين العام للمجلس ونبهنا بما جاء فيها علي أمناء ومديري المتاحف وهناك نية خلال الفترة المقبلة لإغلاق بعض المتاحف التي انخفض مستوي كاميرات المراقبة فيها لحين تطويرها كما أن هناك تعليمات مشددة بسرعة وضرورة الإبلاغ عن أية أعطال تصيب أنظمة الأمن والمراقبة بالمتاحف ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للعقوبة المشددة.