وكأنه يعرف سارق زهرة الخشخاش، قال أحمد شرف - مدير عام المتاحف الإقليمية بالمجلس الأعلي للآثار - إن سارق اللوحة دخل إلي المتحف عدة مرات دون أن يجد أدني درجات التأمين . وأوضح شرف أن السارق يعي جيدًا القيمة المادية للوحة زهرة الخشخاش.. مشيرًا إلي أن تأمين متاحف الفنون التشكيلية أسهل بكثير من متاحف القطع الأثرية.. إلي النص.. • ما الذي أدي إلي سرقة «زهرة الخشخاش» من وجهة نظرك؟ - الإهمال والتراخي هما السبب الرئيسي في حدوث السرقة، لأن السارق دخل المتحف عدة مرات دون أن يجد أدني درجات التأمين والحماية أو الحراسة، كما أنه يعي جيدًا قيمة اللوحة المادية مما أغراه بالسرقة «براحته» وهو متأكد تمامًا أنه لن يمسك به أحد علي الأقل أثناء السرقة، خاصة أن هذا المتحف يحتوي أعمالاً لفنانين عالميين أمثال «جوجان» و«رينوار» و«فان جوخ». • ما الوسائل المتبعة في تأمين المتاحف؟ - من خلال الأدوات التكنولوجية المتمثلة في الكاميرات وغرف المراقبة الأمنية التي يتابع من خلالها أفراد أمن متخصصون كل حركة تحدث داخل وخارج المتحف، وهناك المرور العشوائي لمديري المتاحف وكبار الأمناء لتفقد الحالة الأمنية. فمن المهم جدًا أن يشعر زائر المتحف بوجود رجال الأمن ولذلك يجب تعمد ظهور أفراد الحراسة والشرطة أمام الزوار بمسافات ما بين 100 و200 متر ليعطي ذلك انطباعًا بتأمين المتحف ويردع أي لص يفكر في سرقته. • هل هناك وسائل أخري؟ - هناك أيضًا وسائل الإنذار ضد الحريق والسرقات والأجهزة الحساسة جدًا للحركة، وفيما يتعلق باللوحات الفنية، لم تمر علينا حادثة سرقة لوحات قصر محمد علي مرور الكرام وزادتنا إصرارًا علي التفكير في وسائل تأمين جديدة وقوية للوحات الفنية والمتمثلة في فاترينات عرض زجاجية قوية توضع اللوحة بداخلها وهي ضد الكسر ولا يمكن تحريكها من مكانها أو فتحها إلا بواسطة متخصص لأنها مزودة بعقل الكتروني يصعب فتحه. • كم عدد المتاحف الموجودة في مصر؟ - نحو 34 متحفًا ما بين أثرية وتاريخية وتتبع الآثار وتختلف تمامًا عن متاحف الفنون التشكيلية. • كيف؟ - لدينا ثلاثة أنواع من المتاحف: متاحف الفنون التشكيلية معظم مقتنياتها عبارة عن لوحات فنية ووثائق وبعض التماثيل وبالتالي تأمينها أسهل كثيرًا من المتاحف الأثرية والتاريخية التي تحتوي علي آثار متنوعة الأشكال والأحجام والأنواع وتأمينها يحتاج إلي مجهودات وإمكانيات ضخمة ويعتمد علي شيئين مهمين، مادة الأثر وحجمه ونوعيته، ومكان المتحف وبيئته. • هل يعقل أن تغلق كل أجهزة الإنذار والكاميرات بالمتحف أثناء التطوير كما قيل عن واقعة سرقة زهرة الخشخاش؟ - لا يمكن أن يحدث هذا، لأننا في المتاحف الأثرية والتاريخية نتبع آلية محددة فيما يتعلق بالتطوير حيث نقوم بنقل وتشوين كل القطع الأثرية الخاصة بالمتحف ووضعها بالمخازن وتصوير كل هذه المراحل فوتوغرافيا، وبعد الانتهاء من ذلك نعيدها مرة أخري، لأن الوضع الأمني أثناء الترميم والتطوير لا يمكن التحكم فيه ولا يمكن ترك الآثار مكانها، وبالتالي إغلاق الإنذار والكاميرات لا يهم مادامت القطع الأثرية بالمخازن وبعيدة عن الأيدي. • هل يمكن أن تحدث واقعة مماثلة لما سبق داخل المتاحف التابعة للآثار؟ - بعض وسائل التأمين الحديثة للوحات خاصة فاترينات العرض الاليكترونية، إذا حدثت واقعة سرقة بالفعل، ثق تماما أن الفاعل سيكون أمين المتحف نفسه لأنه الوحيد الذي يعرف طريقة التعامل مع الفاترينة وفتحها وغلقها.