علي الرغم من موقف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المتشدد من خدمة الجي بي إس «تكنولوجيا تحديد المواقع» ومنع تشغيلها لفترة طويلة بدعوي خطورتها علي الأمن القومي وبدء العمل بها مؤخرا بشكل تدريجي في مجالات بعينها من بينها مرفق الإسعاف وقف جهاز تنظيم الاتصالات موقف المتفرج من الانتقادات التي وجهتها دول السعودية والإمارات والهند لخدمات البلاك بيري وتبادل مراسلاته الخاصة المشفرة وإمكانية استخدامها في أعمال غير قانونية محليا ودوليا. يأتي ذلك في الوقت الذي نجحت فيه الدول الأسيوية الثلاث في إجبار شركة «أر إي إم» الموفرة لخدمات بلاك بيري علي الخضوع لمطالبهم بمراقبة الرسائل النصية المشفرة وذلك بعد تهديدهم فعليا بإيقاف الخدمة إذ أكدت تقارير عديدة أن الشركة الكندية وافقت علي وضع شركة تأمين خدمات بلاك بيري فرعية داخل السعودية تحت سلطة القضاء السعودي كذلك في الإمارات والهند في حين فشل الجانب المصري في المطالبة بمثل هذا الحق. ويقدر عدد مستخدمي «بلاك بيري» في مصر بحوالي 200 ألف مشترك من بين 66 مليون مشترك للمحمول في حين تمتلك السعودية 700 ألف مشترك لتعد بذلك السعودية أكبر سوق لأجهزة «البلاك بيري» في المنطقة تليها الإمارات بحوالي 500 ألف مستخدم. قال مصدر بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الوزارة تدرس حاليًا اتخاذ قرار بإجراء مفاوضات مع الشركة الكندية للتوصل إلي اتفاق يتيح لمصر الإطلاع علي رسائل وبيانات المشتركين علي غرار السعودية والهند والإمارات، لافتًا إلي أن الجهات المعنية قامت بعقد اجتماعات مع شركات المحمول الثلاثة لبحث كيفية حماية بيانات مشتركيها وتأمين سرية معلوماتهم بدرجة أكبر مع التأكد علي عدم وجود أضرار أمنية. أوضح الدكتور حسام عبدالرحمن خبير الاتصالات أن الخلاف الذي ظهر مؤخرا بين شركة «آر آي إم» الكندية المنتجة لخدمات البلاك بيري ودول السعودية والإمارات والهند يأتي بسبب تداول الرسائل المشفرة وتردد أنباء عن استخدام هذه الأجهزة في التفجيرات الهندية الأخيرة. شدد علي أن التوصل إلي اتفاق بين الشركة الكندية مع الدول الثلاث يقضي بالاطلاع علي شفرات المشتركين والسماح بمراقبة نشاطات الهواتف الذكية بلاك بيري يجعل من الضروري مطالبة مصر بهذا الحق لاسيما أنها تحتوي علي 200 ألف مشترك. كشف عبدالرحمن أن «آر آي إم» الكندية أعلنت أنها لن توفر أي نسخة من البيانات المشفرة الخاصة لمستخدميها في دول أخري بما يضع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في موقف حرج حال عدم تحركها مبكرا أو ممارستها ضغوطًا لتأمين شبكتها الداخلية. أوضح المهندس حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لشركة فودافون أن شركات المحمود وجهاز الاتصالات تراقب ما يحدث لأزمة «ماسنجر» «بلاك بيري» في السعودية والإمارات والهند لمعرفة ما ستسفر عنه المفاوضات بينهم وبين شركة «ريسيرش إن موشن» المنتجة مشيرا إلي أن شركات المحمول تحدثت مع الجهاز في هذا الشأن خلال الاجتماعات الدورية التي يتم عقدها معه. لفت إلي أن أزمة «بلاك بيري» تكمن في أن المراسلات الخاصة به تكون مشفرة وبالتالي يمكن استخدامها في أشياء غير قانونية إلا أن الشركة المنتجة للهاتف أصدرت بيانا تؤكد فيه التزامها بقوانين البلدان التي تستثمر بها. ويضيف مصدر رفيع المستوي بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن خدمات البلاك بيري في مصر تسير وفق القوانين المصرية مؤكدا عدم وجود مخالفات في استخدامه حتي الآن. وأشار المصدر أن الجهاز يراقب الموقف ولم تثبت أو تظهر وقائع تؤكد خطورة «البلاك بيري» علي سرية وأمن بيانات العملاء، مشددا علي أن الجهاز لا يصرح بدخول أي أجهزة هاتفية إلي مصر دون التأكد من مطابقتها للمواصفات التقنية والفنية والأمنية المتعارف عليها عالميا. كما أكد إلي أن المشكلة في الإمارات والسعودية تكمن في وجود خوادم الخدمة خارج دول المنطقة.