احتفل الموريتانيون في شهر رمضان هذا العام بإطلاق أول إذاعة متخصصة في القرآن الكريم ، التي بدأت بث برامجها علي الموجات الترددية إف إم علي مدار الساعة؛ تزامناً مع بداية شهر رمضان المبارك. وقال عبد القادر ولد سيدي محمد مدير عام الإذاعة الجديدة في بيان صحفي للصحفيين: إن المحطة ستركز علي بث التلاوات المرتلة للقرآن الكريم، إضافة لتقديم مجموعة من البرامج في التفسير والحديث والفقه، وستستضيف يومياً نخبة من أئمة البلاد وفقهائها ومقرئيها، وتتيح للمواطن العادي الاستماع إليه وتدبره خصوصا في الأوقات الفضيلة كشهر رمضان وغيره. وتضم موريتانيا العديد من حفظة القرآن الكريم، وعشرات العلماء المتخصصين في القرآن وتفاسيره، وهي طاقات ظلت تعاني من غياب أي وسيلة إعلامية مهتمة بشأنها، ويعتبر الطابع الديني الطاغي في الشارع من أبرز المظاهر التي تميز شهر رمضان في موريتانيا، حيث تستنفر الوزارة المعنية بالشئون الإسلامية جميع طاقاتها لتنظيم فعاليات وندوات دينية في أغلب المساجد الرئيسية في نواكشوط العاصمة والمدن الكبري وسط البلاد. ودرجت أجهزة الأعلام المحلية من إذاعة وتليفزيون خلال شهر رمضان علي تخصيص معظم ساعات البث للبرامج الدينية، تماشياً مع رغبات المواطن الموريتاني المعروف بتمسكه الشديد بالقيم الإسلامية، ويمكن وصف المجتمع بالمحافظ، الذي تبرز مظاهر تحفظه للعيان بشكل أكبر خلال هذا الشهر، فيغلق أغلب المطاعم والمحلات طيلة النهار، وتكتظ المساجد وحلقات التدريس بمرتاديها. ويعتبر رمضان في موريتانيا موسماً مميزاً تتغير فيه أغلب مظاهر الرتابة المعتادة في الحياة اليومية، بل تتغير ملامح أغلب الرجال هنا أيضا، فقد اعتادوا في موريتانيا منذ القدم - وتبعاً لطقس متوارث عن الأجداد - العزوف عن حلق شعر رءوسهم طيلة شهر شعبان، لتجدهم في ليلة غرة رمضان يتوافدون علي صالونات لحلاقة شعر الرأس بشكل كامل، تيمناً بمقدم هذا الشهر المبارك، وهي عادة بدأت في الانحسار مؤخراً خاصة بين الشباب، وتقتصر حالياً علي سكان الأرياف.