من المؤكد أن هناك خلافات واضحة وعميقة بين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم برغم كل المحاولات المبذولة علي الأقل للإبقاء علي تلك الخلافات سراً. إلا أن المتابع يمكنه رصد ما يحدث بسهولة تامة.. هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا والكاف ونائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هو الرقم الأهم في المشكلة.. وقد تحددت ملامحها في سبعة أيام هي الفترة الزمنية التي قاد فيها كرة القدم المصرية من منظور الرجل رقم «واحد» بعد استبعاد سمير زاهر بحكم المحكمة الإدارية العليا.. حقق أبو ريدة للكرة المصرية عدداً من الإنجازات وأخطرها نزع فتيل الأزمة بين الاتحادين المصري والجزائري وطي صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة وهو ما زاد من شعبية أبو ريدة خاصة بين النخبة.. أبو ريدة - من خلال الأحداث - حاول أن يقدم نفسه لنا ولغيرنا وكانت رسالته محددة وواضحة بأنه قادر علي قيادة الكرة المصرية.. وأيضاً تحقيق انتصارات، وإعادة صياغة لكل عناصرها مما يتيح لها انتصارات أكثر.. من هنا ولأول مرة نجح هاني أبو ريدة في تحصيل أكثر من 25 مليون جنيه متأخرات لدي عدد من الجهات ونظراً لما يتمتع به من قبول وثقة نجح في الحصول من تليفزيون مصر عن طريق م. أسامة الشيخ علي شيك ب10 ملايين جنيه و6 ملايين أخري من الاتحاد الأفريقي ومليوني من قناة الأهلي ومليون من مودرن و3.2 مليون جنيه تحصيلات جديدة.. أبو ريدة في سبعة أيام فقط أعاد للأندية حقوقها المالية المتأخرة ودفع نصف مليون جنيه لاستاد القاهرة تسديداً لجزء من المديونيات بجانب عدد من القرارات الحازمة التي صبت في صالح الكرة المصرية وليس الأفراد.. أبو ريدة نجح في أسبوع واحد فقط في تنظيم وترتيب البيت من الداخل. في حوار معه.. تحرر من الممنوعات ولم يرفض سؤالاً.. كعادته كان صريحاً ومؤلماً في ردوده.. • في البداية قلت: نبدأ منين؟ -قال هاني أبو ريدة: زي ما تحب.. • دولياً : أين أنت؟ - أنا رئيس لجنة الاستادات بالفيفا وعضو لجنة كئوس العالم. وفي الاتحاد الأفريقي مع حياتو وفهمي أعضاء للجنة الاستراتيجية للكرة الأفريقية.. يعني موجود.. • وجودك كمصري في التشكيلة الدولية للفيفا لم يظهر؟ - قال أبو ريدة: بالعكس العالم كله يعلم ويتابع ما أقدمه من مجهود وأفكار في هذا الشأن. والأمر يختلف في مصر.. لأن هناك من يحب ومن يكره! • احك لي عن تجربة الأيام السبعة التي قضيتها رئيسا للاتحاد المصري لكرة القدم؟ - أهم ما نجحت فيه هو ترتيب البيت من الداخل.. ثم نزع فتيل أزمة العلاقة المصرية- الجزائرية بحصرها أولا وكأنها مشكلة بين اتحادين وليس شعبين.. وأعتقد أن من نتائج المجهودات التي بذلتها أن حضر إلي مصر فريق وفاق سطيفالجزائري لإقامة معسكر تدريبي، والاستقبال الرائع من الإسماعيلية لفريق شبيبة القبائل الجزائري.. وأيضا رفع الإيقاف عن إبراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك. • لكن هذه الأمور التي حققتها لماذا لم تقم بجهود لحصدها عندما كنت نائبًا؟ - قال م.هاني أبوريدة: دعنا نتكلم بصراحة.. هناك فرق بين أن تكون رئيسا لاتحاد الكرة والقرار عندك.. ونائب لك صوت هذا ما حدث بالضبط! • لكن البعض يتهمك بأن النجاحات التي حققتها هي بمثابة خيانة لسمير زاهر؟ - قال: الكلام الكبير ده أنا لا أعترف به.. سمير زاهر لم ينجح في حل المشكلة، وقد حاولنا جميعا وأنا رجل صريح.. لم أخن سمير زاهر بل ما حدث أن المشكلة حدثت والجانب الجزائري يري أن زاهر هو صانعها.. في نفس الوقت الإخوة في الجزائر استجابوا لتوجهي وطلبي بضرورة نزع فتيل الأزمة وأعتقد أن الثقة في شخصي وراء الاستجابة. • في الرياضة عاد زاهر من انتخابات الاتحاد العربي وأعلن صراحة أن أبوريدة وحازم «باعوه» أو «لم يقفوا معه» ومع الأسف التزمت الصمت مما يعني أن الاتهامات صحيحة؟ - قال هاني أبوريدة: أنا شخصيا والناس في الوسط «عرفاني» لا أدخل في مهاترات خاصة لو أنها كاذبة وغير صحيحة.. لو عدنا لما نشر في الصحف المصرية عن كرة القدم علي لسان المسئولين عنها من السهل جدا معرفة من منهم الكاذب ومن منهم الصادق. أنا شخصيا لا أفضل أن أدخل في معركة كلامية مع أي شخص.. لأن القارئ ذكي وعنده رادار لمعرفة من الصادق ومن الكاذب.. زاهر عندما أجتمع معه أقول له «أنا خنتك؟».. يكون رده: يا عم مين قال كده.؟ وهو أسلوب معروف عنه. الحقيقة المؤكدة التي يعلمها زاهر شخصيا أنه كان الأقرب للسقوط.. لولا ما بذلته ومعي حازم الهواري من مجهود في مشوار نجاحه كعضو بالمكتب التنفيذي.. والجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم كانت رافضة لزاهر تماما.. وهو يعلم ذلك قبل غيره! • ما دور الاتحاد العربي وتصريح زاهر بأنه كان يقود مؤامرة ضده وهدد بإعادة النظر بمشاركة الفرق المصرية وكرر نفس السيناريو والكلمات حازم الهواري؟ - أولاً غير صحيح أن الاتحاد العربي لكرة القدم وقف ضد زاهر.. ما تم من انتخابات كان وفقًا للشفافية. • لماذا بدأ موسم الهجوم علي أبو ريدة مبكرًا؟ - أولاً لأن أبو ريدة نجح خلال سبعة أيام في وضع بصمة واضحة حتي لو حاول البعض ألا يراها.. ثم إن هناك من حاول المقارنة بيني وبين أسلوب زاهر.. وأيضًا هناك من اعتقد بأنني خطر قد يلحق بالبعض نتيجة الوضوح والعدل والشفافية! • قلت: هذه مبررات غير كافية؟ - ضحك وقال: عاوز إيه؟ • قلت: عاوز نتحدث بصراحة؟ - قال هاني أبو ريدة: البعض يري أن مصالحه مع أبو ريدة مهددة، وآخرون استشعروا أن زمن الإدارة بالقبلات قد ينتهي، وبعضهم أيضًا أحس أن في حالة الانضباط ضاعت هيبته وانكشف أمره كلها أشياء وراء الهجوم علي شخص. • قلت: بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة كان رافضًا لتوجهك؟ - قال هاني أبو ريدة: شوف المفروض أن عضو مجلس الإدارة يقدم أفكاراً وهو غير مسئول عن تنفيذ تلك الأفكار لأن هناك إدارات مثل المالية، القانونية، التسويق هي المنوط بها التنفيذ.. التداخل ما بين عمل مجلس الإدارة وعمل الإدارات خلق نوعًا من اللخبطة وهو ما يحدث!! • إذا كنت قد نجحت في عودة العلاقات المصرية- الجزائرية في مجال كرة القدم إلي سابق عهدها، فماذا قدمت أيضًا خلال أسبوع إدارتك للكرة المصرية؟ - قال م. هاني أبو ريدة: لأول مرة في تاريخ الاتحاد المصري لكرة القدم ننجح في تحصيل متأخرات لدي الغير.. بلغت أكثر من 25 مليون جنيه وبفضل الجهد المبذول والعلاقات المتميزة مع كل الجهات حصلنا علي 10 ملايين جنيه من التليفزيون المصري عن طريق م. أسامة الشيخ و6 ملايين جنيه من الاتحاد الأفريقي (1.2 مليون دولار) ومليوني جنيه من قناة الأهلي ومليوني جنيه من قناة مودرن و3.2 مليون جنيه من جهات أخري ومليون و500 ألف عائد بيع مباراة السوبر، وما يسعدني حصول الأندية علي جانب كبير من مستحقاتها لدي الاتحاد من البث الفضائي وغيره بينما حصل استاد القاهرة علي 500 ألف جنيه، كان شعاري خلال أسبوع إدارتي لاتحاد الكرة هو أن يتحرك الجميع وفي كل الاتجاهات. • لكن بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد مثل أيمن يونس وعبدالغني وحازم وقفوا ضدك؟ - قال هاني أبو ريدة: أولاً أنا أصررت علي أن تكون هناك عدالة علي «ترابيزة» الاجتماعات، ورفعت شعار «لا يمكن اختزال العمل في شخص مهما كانت قدراته ومهما كانت النتيجة» مجدي عبدالغني عندما اجتهد وقفت معه وغيره من الزملاء.. أنا أساند أي زميل ما دام كان علي حق والعكس. • أنت موجود باتحاد الكرة، لكن لم تقدم عملاً واضحًا إلا في الأسبوع إياه؟ - قال: حاسبوني عندما أكون رقم واحد.. في عام 2006، 2009 البطولة العربية والعالم للشباب تجربتي الخاصة، نجحنا فيها وقدمنا نموذجًا رائعًا للعالم في نجاح مصر تنظيميًا وفي الأسبوع كنت رقم واحد وأعتقد أنني نجحت. • ما رأيك برفض بعض أعضاء اتحاد الكرة في حل مشكلة أحمد شوبير؟ -قال هاني أبوريدة: تصوري الشخصي أن هذا الموضوع يجب غلقه تمامًا وبأن يسحب اتحاد الكرة بلاغه ويقبل الاعتذار الذي تقدم به شوبير سابقًا. • لماذا ابتعدت بعد عودة زاهر رئيسا لاتحاد الكرة برغم أنك مازلت نائبا لرئيس الاتحاد؟ - قال هاني أبوريدة: أنا أفضل التركيز مع الاتحاد الدولي والاتحاد الأفريقي، وأؤكد برغم الهجوم الشرس ضدي إلا إنني لم يخرج مني أي لفظ ضد سمير زاهر أو مجموعة العمل زملائي أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وحتي الآن لا أعرف لماذا جعل مني سمير زاهر عدوًا له؟ وهل كان متوقعاً مني أن أستقيل بعد استبعاده مثلاً.. لقد أبلغت زاهر بأنك كبير العائلة وبمثابة الأب ويجب ألا يفرق بين أولاده في المعاملة حتي لا تحدث مشاكل.. نظرية فرق تسد السائدة يجب أن تنتهي. • قلت بشأن قرار جدو.. الزمالك رفض القرار والأهلي واللاعب. - قال هاني أبوريدة: هذا نجاح لي. بالمناسبة أنا لم أطبق إلا قراراً أو ما جاء في خطاب الاتحاد المصري لكرة القدم إلي الزمالك بشأن قضية جدو يوم 2/28 وهو يقول إن اللاعب تم تجديد عقده مع نادي الاتحاد وليس من حقه أخذ فلوس من الزمالك. وبند 6 فقرة 6 بتقول غرامة للاعب.. رغم أن هذه مشكلة رأي عام إلا أن ضميري مرتاح. أفتخر أيضا بأنني رفعت بدل الحكام من 600 جنيه إلي 1500 جنيه، اعتمادًا علي أن النادي الذي يدفع 10 ملايين جنيه للاعب و50 ألف جنيه عن مباراة واحدة لطاقم تحكيم أجنبي لذا من الممكن أن يدفع 5 آلاف جنيه لطاقم مصري. • البث الفضائي صداع مزمن في رأس اتحاد الكرة؟ - قال: لم يعد كذلك. لقد أنهينا في سبعة أيام 90% من المشاكل المزمنة من خلال الاتفاق علي نسب التوزيع للأندية. وتم الاتفاق علي كل تفاصيل مناقصة بيع حقوق الاتحاد ثم الأندية حصلت علي جانب كبير من حقوقها من تسويق البث الفضائي. • أخيرًا هل ستترشح رئيسا لاتحاد الكرة في الدورة المقبلة؟ - قال هاني أبوريدة: نعم سوف أتقدم بالترشح لهذا المنصب لأن لدي ما أقدمه لصالح الأندية واللعبة. • إذن ما هي رسالتك تحديدًا؟ - أولاً إلي كل من يهاجم شخصي بعيدًا عن النقد: أقول للصبر حدود.. ولن يستمر صمتي أو صبري للأبد. ثانيا: إلي الذين يشيعون أنني أصلح لمنصب الرجل الثاني فقط أقول: ادرسوا ما نجحت في تحقيقه خلال أسبوع لتحكموا علي شخصي. ثالثا: المنظومة الكروية لديها وعي وحكمة وهي أسلحة من السهل أن تكشف بها الحقائق وتفرق بين الذي يعمل ومن يدعي العمل.