مع بداية شهر رمضان تم تأخير الوقت ساعة كاملة في محاولة لتقليل عناء الصوم علي المسلمين في شهر الذي يتواكب مع فصل الصيف لكن بعض الناس أخذ يؤكد أن ذلك تحايل علي الدين وأنه قد يؤثر في ثواب الصوم وصحته وهو ما نفاه علماء الأزهر مطالبين بإبقاء الوقت علي وتيرة واحدة وهو التوقيت الشتوي بلا تقديم أو تأخير. فمن جانبها تؤكد الدكتورة عفاف النجار عميدة كلية الدراسات الإسلامية بنات جامعة الأزهر أنه من الجانب الشرعي لا شيء في تأخير الوقت ساعة طالما يتم مراعاة شروط الإفطار للمسلمين وهو وقت غروب الشمس حيث إن التأخير والتقديم لن يعجل بالإفطار أو يؤثر في السحور بل أن ثواب الصائم مكتمل ، وتضيف أن التأخير لا يعد تحايلا علي الدين وإنما الخلاف يدور حول نمط الحياة بالنسبة للاستيقاظ والنوم حيث إن كثيرين يرفضون ذلك ومن المفترض أن نكون علي وتيرة واحدة أي أن يكون التوقيت واحداً سواء في الصيف أو الشتاء حتي لا يربك الناس. إزعاج للناس الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر مع الدكتورة عفاف النجار في صحة الصوم سواء تم تأخير الساعة أو تقديمها وأكدت أن الصيام طالما توفر فيه غروب الشمس وحان أذان المغرب للإفطار فلا يوجد مانع إذا كانت الساعة السابعة أو الثامنة إلا أنها تري أن الخطأ يكمن في أن القائمين علي هذا التغيير يتغافلون عن الساعة البيولوجية للإنسان، فنحن في داخلنا نتأقلم وننسجم مع الوقت سواء في اليقظة أو النوم أو العمل وهم بذلك يفسدون هذه الساعة دون عائد أو مقابل وهو يعد نوعا من العبث وعدم وجود نظرة علمية دقيقة لمواءمة الإنسان لهذه التغيرات، وتشير الدكتورة آمنة إلي رفضها ربط تأخير الساعة بالتخفيف علي الصائمين وتعتبره نوعا من رفع راية الدين ظلما وعدم معرفة علمية دقيقة بأهمية هذه التغيرات السريعة وتوضح قائلة: «أينما تكون مصلحة المجتمع تجد الدين فما هي مصلحة المجتمع في الكر والفر لهذا التوقيت؟ ورفع راية الدين هنا هو نوع من النفاق والإزعاج للناس». عملية تنظيمية ويؤكد الشيخ محمد عبدالعزيز رئيس لجنة الفتوي بالجيزة أن تأخير الساعة لا يؤثر علي صحة الصيام أو الصلاة شرعا ولا تزيد أو تنقص من ساعات الصيام لأن مواقيت الصلاة محددة فلكيا بناء علي الأحاديث والسنة وكل ما في الأمر أنها عملية تنظيمية مدنية يقوم بها ولي الأمر، كما يوضح دكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أن فكرة تغيير الوقت في رمضان وعودته مرة ثانية فكرة خاطئة وذلك لأن موعد الإفطار ودخول المغرب سواء حسبناه بالتوقيت الصيفي علي الساعة الثامنة أو أخرناه كما بالتوقيت الشتوي إلي الساعة لا شيء فيه من الناحية الشرعية وأن الصيام صحيح ومكتمل. ويطالب دكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بأن تعمل مصر بالتوقيت الشتوي دائما وعدم تقديم الساعة بعد رمضان ويؤكد أن التوقيت الصيفي لا داع له لأنه لا يلبي أي حاجة بل يفسد علي الناس كثيراً من تصرفاتهم. ويضرب الدكتور بيومي أمثلة علي ذلك فيقول أننا نبدأ أعمالنا باكرا ولكن التوقيت الصيفي جعل المحلات تستعد للعمل بعد الحادية عشرة فأدي ذلك إلي حدوث فوضي في الوقت وأن التوقيت الصيفي تم عمله من أجل التوفير في استهلاك الكهرباء ولكنه أدي إلي عمل ارباك للمواطن خاصة في مواعيد الصلاة ففي التوقيت الصيفي تؤذن العشاء علي الساعة التاسعة والنصف ولكن تحتاج المساجد نصف ساعة للاستعداد للصلاة أي عند العاشرة فبهذا ستكون صلاة العشاء قبل منتصف الليل بساعتين وهذا التوقيت هو ميعاد للنوم وهو يفوت علي محبي صلاة الجماعة الصلاة.