لشهر رمضان بهجة يحدثها في النفوس منذ الإعلان عن رؤية هلاله و قديما كانت له طقوس خاصة لاستقباله وبالتحديد في أيام الفاطميين الذين ظهرت في عهدهم أغلب الاحتفالات الدينية، ويحدثنا د. صلاح الراوي أستاذ الأدب الشعبي بأكاديمية الفنون عن طقوس الاحتفال برؤية هلال رمضان قديما قائلا: كان الاحتفال بالشهر يبدأ مع استطلاع الهلال حيث يخرج القضاة مع الناس إلي جامع بسفح المقطم لرؤيته في شهري رجب و شعبان ثم لشهر رمضان، و كان القضاة بالتحديد هم من يقومون بهذه المهمة نظراً لما يتمتعون به من ثقة بين الناس. كما كان القضاة يطوفون علي كل المساجد لحصر ما تحتاجه من فرش وإنارة، ويأمرون بغلق جميع الخمارات وحظر بيع الخمور، احتراما لهيبة الشهر الكريم، وكانت الأسواق تزدحم ويتكالب الناس علي الشراء ولكن ليس للطعام فقط بل أيضا يزدحم (سوق الشماعين) حيث كان الناس يشترون منه كميات كبيرة استعدادا للسهر والذي يحلو في ليالي رمضان والعيد، وكان أشهر أنواع هذه الشموع شمع (الكوكبية) التي تزن الواحدة منها حوالي عشرة أرطال إضافة إلي أنواع أخري تحمل علي عجل لثقل وزنها حيث تزن الواحدة أكثر من عشرة أرطال. و يشير الراوي إلي أن العصرين الطولوني والإخشيدي شهدا أيضا احتفالات خاصة بليلة الرؤية، فقد كان أحمد بن طولون يحرص علي عمارة المساجد وتزيينها قبل بداية الشهر ولكنهم لم يعتمدوا علي الحسابات الفلكية بخلاف الفاطميين و ذلك خلافاً لما سار عليه أهل السنة.