بعد انقطاعها لمدة ما يقرب من خمس سنوات، يعمل كل من الدكتور فخري لبيب، والشاعر شعبان يوسف، علي إعادة تنظيم «منتدي الجذور» الشهري بورشة الزيتون، ومن المقرر أن يستأنف المنتدي نشاطه ابتداء من الثامنة مساء السادس من أغسطس المقبل لتستمر بعد ذلك في الجمعة الأولي من كل شهر، علي أن تكون المحاضرة الأولي للكاتبة سلوي بكر حول ثورة "البشموريين". وعن المنتدي يقول الشاعر شعبان يوسف: هو عبارة عن مجموعة من الندوات الشهرية، التي تدور حول هوية مصر، المسئول عنها هو لبيب، كانت تنعقد خلال السنوات الماضية، وقد استمرت بين عامي 2000 2005 ولكنها توقفت بسبب رحيل عدد من المشاركين بها مثل المفكر بيومي قنديل، والشاعر حسن بيومي، وعبد المحسن شاش. وأضاف: الهدف الأساسي للمنتدي البحث في الشخصية المصرية عن قرب عبر عصورها المتعددة، سواء في العصرالقديم، أو القبطي، أو الإسلامي، وقد شاركنا خلال الندوات السابقة عدداً من الأساتذة، الذين قاموا بإلقاء محاضرات حول موضوعات مختلفة في المنتدي، من بينهم الدكتور عاصم الدسوقي، أما الفترة القادمة فسوف تشهد استضافة عدد من الأسماء التي تتعاطي مع تاريخ مصر القديمة؛ المنتدي أيضا يضم مجموعة الكتاب والمثقفين كأسامة ريان، وسامية أبو زيد، وهشام العربي، بالإضافة إلي مقرر المنتدي الدكتور فخري لبيب. وأكمل: سوف نركز بقدر الإمكان علي عصور وفترات اليقظة وانتفاض الهوية المصرية، فضلا عن محاولة تصحيح أخطاء تاريخية شائعة، كفكرة أن الملك مينا هو موحد القطرين، لأن من قبله كان اخناتون؛ مثل هذه الأخطاء في التاريخ كثيرة، نحاول عبر ندوات تنويرية في الأساس أن نضع أيدينا علي الأخطاء، و نكشفها عبر الجدل المنتظر بين الأطراف المشاركة، حتي نصل في النهاية إلي اكتشاف الهوية والشخصية المصرية الحقيقية. الدكتور فخري لبيب مقرر المنتدي قال: سر عودتنا يكمن في أهمية المنتدي، فهو يقوم علي فكرة المعرفة والتنوير، والرجوع لجذور ثقافات الحضارة المصرية القديمة، بِأشكالها ومراحلها، كلها منابع لتاريخنا، نستمدها وتشكل هويتنا، حتي نصل في النهاية إلي أصل واحد لمصر الحالية، وإلي تاريخنا الحقيقي والمكتوب في أجزاء معينة، نرجع مرة أخري للقاءات بعينها لنعيد التعريف بنفسنا وجذورنا للقيام بدورنا المنوط بنا، ويتلخص هدفنا في ثلاث نقاط الأولي، هي التأكيد والنظرة بعمق للهوية، فالتاريخ لا يهمني كتاريخ وإنما ما خلفه لنا من أثر، أما الهدف الثاني فهو أن نتفهم الشعب المصري كمثقفين، كي نحسن مخاطبته ونجد ردود أفعال منه، وأخيرا فإننا نود أولا وأخيرا التنوير، فقد أضحينا في كم من الظلمة، والعتمة، والقتامة لدرجة أضحت معها الخزعبلات والأمور التي لا وجود لها في الواقع كالبخت والحظ والأعمال والأبراج تجد لها مكانا في تفكيرنا وحياتنا، ولعل فهمنا الجيد لتاريخنا، سيجعلنا نفهم بعضنا بشكل علمي، بدلا من الخرافات التي تسيطر علينا. وأكمل: لقاؤنا الأول في السادس من أغسطس القادم سيكون إعلانا عن استئنافنا للمنتدي، وسوف نستهله بمناقشة للكاتبة سلوي بكر حول كتابها عن الثورة الباشمورية، التي لا يعرف عنها الكثيرون شيئا، ففي آخر أيام الأمويين وبدايات العصر العباسي، كانت هناك ثورة مصرية ضمت كل الأطياف، حدثت كرد فعل علي الضرائب العالية، والظلم والفساد الذي ساد وقتها. وعن برنامج المنتدي بعد ذلك، قال: سوف نتحدث خلال الندوات التالية في المنتدي عن السياقات والمراحل المختلفة في التاريخ المصري، والثقافات التي سادت خلالها، والنقاش قد يكون حول موضوع، أو دراسة، أو كتاب، في النهاية نأمل أن يعود بنتيجة علي الحضور، ويخلف استفادة، فندع الحديث عن البديهيات، ونتحدث حول ما يجب أن نتحدث عنه.