بعد رحلة عذاب استمرت 5 شهور عاد الصيادون الذين ألقت السلطات الليبية القبض عليهم علي متن المركبين الحاج سليم والاميرة مني واطلقت سراحهم بعد تغريم كل صياد منهم 200 دينار وتكفل المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ بدفع 30 الف جنيه من قيمة الغرامات علي 29 صيادا. "روزاليوسف" رصدت فرحة اهالي برج مغيزل بعودة الصيادين الي أحضان أسرهم. محمد رمضان " رئيس مركب الحاج سليم" يقول: إن القوات البحرية الليبية ألقت القبض عليهم علي بعد 65 ميلاً بحرياً من بني غازي بالرغم من ان القوانين الدولية تعطي لهم الحق في القاء القبض عليهم في حدود 12 ميلاً ونصف الميل فقط. وأضاف "رمضان" انه فوجئ بالقوات تطالبهم بالتوقف عن الابحار لتفتيشهم إلا انه رفض الاستجابة فأطلقوا الاعيرة النارية علي المركب مما اضطره للوقوف ليتم اصطحابهم في سيارة مكشوفة الي سجن "الكوفيه" لافتاً الي ان اهالي الصيادين كانوا يرسلون لهم كروت الاتصالات الليبية والتي تباع في برج مغيزل بمبلغ30جنيهاً للاتصال بهم وبيعها لليبيين في السجن والانفاق علي الطعام والشراب. وأشار رئيس المركب الي ان اسر الصيادين قامت بإرسال مبلغ 750 جنيهاً الي احد الليبيين ويدعي الشيخ صادق الخاشمي بعد الافراج عنهم لتوفير سيارة تنقلهم الي مصر وقامت السلطات الليبية بحراستهم حتي وصولهم الي السلوم في الوقت الذي تم التحفظ فيه علي المراكب التي يصل سعر الواحد منها الي مليون جنيه. ويقول حسن الشامي "من الصيادين" والدموع تنهمر من عينيه انه عاد لمصر ليجد نجله الوحيد محمد 12 عاماً قد لفظ انفاسه في حادث سيارة ولم يتحمل جده المسن فراق حفيده وسجن نجله فتوفي بعد شهر من الحادث. ويلفت هاني متولي "صياد" الي ان السجن منعه من مساعدة أشقائه السبعة ووالده الذين عاشوا في معاناة حقيقية طوال فترة سجنه. ويضيف صبري رزق "من الصيادين" انه ترك التعليم بعد نجاحه في المرحلة الابتدائية ليتعلم الصيد ويتفرغ لمساعدة شقيقه العاجز ووالده. ويقول أحمد مرشدي "صياد": اخي وابن عمي مازالا محتجزين بالسجون الليبية بعد القاء القبض عليهما علي متن المركب عبد الهادي وحكم عليهما بالسجن لمدة 6 شهور وغرامة 2000دينار ليبي. ويوضح ابراهيم محمد انه تم اطلاق سراح الصيادين ومواصلة احتجاز المراكب بعد ان رفضت المحكمة الليبية الافراج عنها بدعوي اختصاصها بالنظر في قضايا الافراد فقط. وأضاف "محمد" ان هناك ثلاثة صيادين وهم ابراهيم مسعود القباني 16سنة ورزق شحاتة 18سنة وعلي الشاذلي 14سنة كفيهم رجل أعمال ليبي وأخذهم للعمل هناك. ويقول عبدالقادر مصطفي وهو يحتضن ابنتيه انه حمد الله علي عودته وسجد علي الارض وقبل تراب قريته، لافتاً إلي أنه كان يخشي من عدم العودة والحرمان من أسرته التي عاشت في مأساة حقيقية طوال فترة سجنه. وأعرب رمضان الحاج "من الصيادين" عن شكره لمحافظ كفر الشيخ بعد ان قرر دفع الغرامات خاصة في ظل تدهور الحالة الاقتصادية لأسر الصيادين. ويطالب محمد سعيد حموده بسرعة الافراج علي المراكب المحتجزه بالسواحل الليبية لعودة الصيادين الي عملهم خاصة وان الصيادين فقدوا مصدر رزقهم بعد احتجاز هذه المراكب واصبحوا غير قادرين علي الوفاء بإلتزامتهم وسداد مديونيات اسرهم التي تراكمت خلال فترة سجنهم.