شبه الحضور السيناريست أسامة أنور عكاشة بنجيب محفوظ في ندوة "أسامة أنور عكاشة.. رائدا تليفزيونيا" التي أقامتها اللجنة الثقافية باتحاد الكتاب برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف صباح السبت الماضي. قال نائب رئيس الاتحاد الكاتب محمد السيد عيد: عكاشة هو نجيب محفوظ الشاشة، فمحفوظ كان مرتبطا بالأماكن في أعماله كما في: "زقاق المدق" و"قصر الشوق" و"السكرية"، وكذلك فعل عكاشة في أعماله الدرامية: ليالي الحلمية وزيزينيا والمصراوية، إلي جانب تناول الفترات الزمنية الطويلة فمحفوظ يبدأ في الثلاثية قبيل ثورة 19 حتي يصل في السكرية إلي عام 1952، وعكاشة تناول في ليالي الحلمية وزيزينيا فترة زمنية طويلة وبالتالي اهتم الاثنان بالأجيال وبالتأريخ لمجتميعهما ليس بالمعني السياسي ولكن بالمعني الاجتماعي، كما أنهما يشتركان في تناول أنماط بشرية شديدة التنوع كالتاجر والموظف والمتعلم والجاهل وبنات الليل وغيرها، كما أن الاثنين اهتما بالاسكندرية فإذا كان محفوظ من أهم من كتب عنها كما في السمان والخريف وميرامار، فعكاشة كتب عن أحياء لم يتطرق إليها أحد في "زيزينيا" و"الراية البيضاء". كما ربط رئيس الاتحاد، الكاتب محمد سلماوي بين محفوظ وعكاشة قائلا: طلب مني عكاشة أن يقوم بزيارة محفوظ والجلسة التي جمعتهما معا عندي ومسجلة ضمن 500 جلسة مسجلة، اعتقد أنني سأتمكن من إخراج هذا الكنز يوما ما، فهذه مسئوليتي وأنا أمين عليها، وأتذكر أن أسامة أنور عكاشة قال في هذه الجلسة كلمة أثيرة جاء فيها: لولا قراءتي الشخصية للثلاثية ما كتبت حرفا للتليفزيون. وأضاف: اعتمد الاثنان في أعمالهما علي حقبة زمنية محددة، فثورة 1919 كانت الحدث الرئيسي في أعمال نجيب محفوظ، وكانت ثورة يوليو 1952هي الحدث الرئيسي في أعمال أسامة أنور عكاشة، وكان أسامة يؤرخ للجانب الاجتماعي للشعب المصري ولكن كان يؤرخ به، وقد طغي علي أعماله نوع من الحنين للماضي من خلال استحضار حاضر لا يطيقه أحد، واستطاع أن يثبت زيف النظرية التي صدرها لنا الغرب وهي زوال واختفاء الإيديولوجيا، فجاء أسامة ليقول العكس تماما حيث كان استحضارالأيديولوجية الناصرية في الأعمال الدرامية قد خلق جوا حميميا في الوطن العربي. واسترجع السيناريست سمير الجمل كتابا كان قد أصدره عام 1992، عن الأدب التليفزيوني تناول بشكل مفصل أعمال أسامة أنور عكاشة، وقال: حينها اعترض الروائي جمال الغيطاني علي ذلك المصطلح وقال لا شيء يسمي الأدب المرئي، لكني أري أن المصطلح يؤكد نفسه اليوم فالمسلسلات التي تلاقي نجاحا هي تلك التي يكتبها ناس لهم اهتمامات وكتابات أدبية، ولن ينصلح حال الدراما التليفزيونية إلا إذا تميز الكاتب بالقدرة علي الكتابة الأدبية. وتناول القاص قاسم مسعد عليوة القضايا التي اقترنت باسم عكاشة ومنها قضايا تخص السيناريو كقضية الاعتراف العام بأدبية السيناريو وورش كتابة السيناريو، والرقابة، وعلاقة نجوم التمثيل بالسيناريو، وغياب الأفلام التي تليق بحرب أكتوبر، إلي جانب خوض عكاشة لقضايا تخص الحجاب ورأيه في القائد الاسلامي عمرو بن العاص وموقفه من الهجوم الوهابي علي مصر. وقال عليوة: رغم أن توفيق الحكيم تحولت أعماله لعروض درامية كثيرة، فإنه هاجم السيناريو واستبعد أن يكون له شكل أدبي ورفض مقارنته بسيناريو المسرح، بينما تصدر أسامة فصيلا من زملائه للدفاع عن أدبية السيناريو معتبرا السيناريو يمتلك هوية خاصة به وشكلا أدبيا مستقلا، حتي جائزتي الدولة التي حصل عليهما كانتا في مجالي الفنون وليس الآداب وكأن الدولة لم تعترف بعد بأدبية السيناريو الفيلمي الدرامي.