كشفت الصحف الأمريكية والبريطانية عن تفاصيل جديدة في قضية شبكة التجسس الروسية ضد أمريكا، ففي الوقت الذي أشارت فيه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) قضي ما يقرب من عقد من الزمان في ملاحقة المشتبه فيهم من أفراد هذه الشبكة التي لم يتم الكشف عنها سوي الاسبوع الماضي فقط، أشارت "الجارديان" البريطانية إلي المزيد من التفاصيل عن الحسناء الروسية انا تشابمان الملقبة ب"المرأة اللعوب" وذلك من خلال حوار مع زوجها السابق الكس تشابمان. وطبقا لوثائق المحكمة إلي جانب مقابلة مع مسئول أمريكي بارز مطلع علي القضية، أكدت واشنطن بوست في عددها الصادر أمس، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قضي نحو 10 سنوات في ملاحقة مستمرة علي غرار (القط والفأر) مع أفراد الشبكة للإيقاع بهم جميعا في الوقت المناسب. ونقلت الصحيفة عن وثائق المحكمة كشفها عن أن المحققين الأمريكيين قاموا في منتصف عام 2006 بتفتيش منازل أربعة من المشتبه بهم، وقاموا بزرع ميكروفونات في ثلاثة منازل منها للتنصت عليهم، كما تم الاطلاع بشكل منتظم علي رسائل الكمبيوتر المشفرة الخاصة بهم، والتي تحتوي علي أفلام مصورة للاجتماعات التي تم خلالها تبادل الأموال والمعدات. وترجع الصحيفة سبب تأجيل اعتقال المشتبه بهم إلي ما اعتبره مسئولاً قانونياًَ كبيراً للرغبة الأمريكية في متابعة بعض الخيوط قائلا "دائما هناك أشياء أخري لابد من استخلاصها ومعرفتها، وتتبع بعض الخيوط إلي النهاية"، مضيفا إن التحقيق بالقضية التي تشمل 11 عنصرا هم أفراد شبكة التجسس الروسية، قد قدم معلومات جيدة في ملف سبل مكافحة التجسس. وفي هذه القضية، وازن كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية( سي أي إيه) بين فرصة الحصول علي معلومات قيمة تفيد سبل مكافحة التجسس، وبين خطر الاستمرار بالسماح لأعضاء شبكة التجسس بالعمل وجمع المعلومات. وفي قضية الجاسوسية الروسية، يمكن أن تشمل مكاسب مكافحة التجسس أسماء الروس والأمريكيين الذين يقومون بتجنيد الأفراد، ومعرفة تقنيات التجسس الروسي والممارسات التي يمكن توظيفها في أنشطة مكافحة التجسس في أماكن أخري من العالم. وبالفعل كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن معلومات كافية عن المتهمين، في إشارة إلي أنه قد اكتسب خبرة جيدة عن عمليات مكافحة التجسس. كما أرجعت الصحيفة سبب تأجيل قرار اعتقالهم إلي أنهم لم يتوصلوا لمعلومات حساسة عن الولاياتالمتحدة. وعلي صعيد التحقيقات معهم، أمرت محكمة أمريكية بابقاء الزوجين مايكل زوتولي وباتريسيا ميلز رهن الاعتقال اضافة الي ميخائيل سيمنكو المشتبه الثالث، وكشف الزوجان في اعترافاتهما عقب اعتقالهما ان اسميهما مزيفان وأنهما في الحقيقة مواطنان روسيان، حيث اعترف زوتولي بان اسمه الحقيقي هو مايكل كوتزيك، بينما اعترفت ميلز بان اسمها الحقيقي هو ناتالي بيرفيرزيفا. وقال المدعون ان الاثنين لهما اقارب لازالوا يعيشون في روسيا. ومن ناحية أخري، كشفت الجارديان عن أن الحسناء الروسية انا تشابمان، وهي أحد الأعمدة الرئيسية للشبكة- ابنة ضابط مخابرات روسي سابق ويعمل دبلوماسيا، قد عاشت في لندن خلال الفترة ما بين 2002 و2007 وتزوجت خلالها البريطاني الكس تشابمان وحملت اسم عائلته واسست معه شركة تحويل اموال من والي زيمبابوي التي كان يعمل فيها والد الجاسوسة. وأشارت "الجارديان" إلي أن تشابمان الملقبة ب" المرأة اللعوب" قالت إن زواجها من ألكس تشابمان استمر ثلاثة اعوام الي ان انتهي في ظروف غامضة دون ان يدرك الزوج سبب رغبتها في الانفصال، مضيفة إلي أن المعلومات التي تكشفت حتي الآن تتحدث عن تسمية شخص بريطاني مديرا لشركة تحويل الأموال دون علمه الي ان اتصل به الصحفيون مؤخرا وسألوه عن الشركة التي كان يديرها. وتقول الصحيفة ان المخابرات تقوم الآن بالتحقيق في حسابات الشركة وانشطتها ومع زوج الجاسوسة السابق والدائرة التي كانت تتحرك ضمنها خلال تواجدها في لندن، وسط مخاوف من ان الشركة كانت بمثابة الاداة التي كانت تستخدم لتمويل الانشطة التجسسية في بريطانيا.