بعد أربعة أيام فقط من افتتاح مسرح الفن بعرض "دنيا أرجوزات" للمخرج جلال الشرقاوي الذي لم تكتمل فرحته، بافتتاح العرض حيث فوجيء الاثنين الماضي بقوات من الأمن قامت بتشميع المسرح وذلك بناء علي قرار من محافظة القاهرة، أثار القرار غضب الشرقاوي وأكد في حوار هاتفي ل«روزاليوسف» أنه سيتوجه للنائب العام للفصل في الأمر وأضاف أنه قام بتحرير محضر في قسم الأزبكية وكذلك الممثلين وعمال المسرح ليكون عدد المحاضر 41 محضر ضد كل من محافظة القاهرة ووزارة الثقافة ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي لإمتناعهم عن تنفيذ حكم المحكمة الإدراية العليا التي الغي حكمها قرار المحافظة والوزارة بإغلاق المسرح. وقال الشرقاوي أن معركتي مع المحافظة ووزارة الثقافة وحي عابدين استمرت عامين كاملين بدأت من 1 سبتمبر 2008 حتي الوقت الحالي وذلك بعد أن توجهت لمعظم المسئولين بالدولة لكن للأسف لم يساعدني أوينصفني أحد سوي القضاء الذي لم أجد ملجأ سواه هذا القضاء الشريف الشامخ أنصفني ومنحني ثلاثة أحكام الأول بتاريخ 14 إبريل 2009 ينص علي إلغاء القرار السلبي الذي سبق واتخذته كل من وزارة الثقافة ومحافظة القاهرة وما ترتب عليه من أثار أهمها إعطاء المسرح التراخيص اللازمة للتشغيل وينفذ الحكم بمسودته دون إعلان، بعدها استشكل الوزير ثم حصلت في 23 مارس 2010 علي حكم برفض استشكال وزير الثقافة وبتغريمه أربعمائة جنيه مع إلزامه بالمصروفات، بعدها قام المحامي محمد حمودة برفع دعوة أخري ضد وزير الداخلية حبيب العادلي بإعتباره مسئولا عن الحماية المدنية ووزير الثقافة فاروق حسني ومحافظ القاهرة ورئيس حي عابدين ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي وقد صدر الحكم ضد كل هؤلاء بإلزامهم بتنفيذ الحكم السابق بتاريخ 14 أبريل ولكن لم ينفذ الحكم حتي الآن!! ويواصل الشرقاوي اعتبرت الأحكام الثلاثة ترخيصا حتي لو رفضوا منحه لي بإعادة تشغيل المسرح خاصة أنني أرسلت لهم إنذرات علي يد محضر حتي يمنحوا لنا التراخيص لكنهم لم يفعلوا حتي وقتنا هذا، لذلك لم أنتظر تنفيذهم للحكم لأن الحكم الذي أصدرته المحكمة ينفذ بمسودته ودون إعلان، أي دون إعلام الطرف الآخر بتنفيذ الحكم ، لكنني رغم ذلك أعلمتهم ولم يستجيبوا حتي فوجئت بقوات الأمن عندما جاءت مساء الاثنين الماضي وقامت بتشميع المسرح وفصل الكهرباء وقطع المياه عن المكان!! وقال الشرقاوي عن بداية المشكلة كنت قد أجرت هذه الأرض من محافظة القاهرة لأن الأرض ملك لها، وأصبحت وزارة الثقافة مسئولة عن الاشراف الفني علي هذا الجزء لأن معهد الموسيقي العربية تابع لها فالمعهد يجاور المسرح مباشرة لذلك لدي عقد مع وزارة الثقافة وهذا يعني أنني فنيا أتبع وزارة الثقافة، وهم حاليا أقاموا طعونًا علي الحكم الصادر لصالحي وأمامنا القضاء. من جانبه نفي الدكتور أشرف زكي رئيس قطاع الإنتاج الثقافي وجود حكم قضائي ملزم وقال: إذا كان هناك حكم قضائي ملزم فكان لابد من تنفيذه لأننا لن نخالف أحكام القضاء والمستشار القانوني أكد أن الحكم غير مستوف للشروط وبالتالي لم يحصل من الوزارة أو القطاع علي التراخيص اللازمة، أما فيما يتعلق بمسألة التشميع أو الإغلاق فهي مرتبطة بالمحافظة وليس بالوزارة لأن الوزارة مهمتها منح الترخيص بالتشغيل فقط. وعن "دنيا أرجوزات" الذي عرض أربعة أيام فقط قال الشرقاوي: منذ عامين وأنا أستعد لإنشاء الفرقة وسبق وقدمت مع هؤلاء الشباب عرض "تاجر البندقية" عام 2008، فالمسألة في ذهني بإستمرار وحتي في عروضي السابقة التي كانت تضم نجوما كنت أقوم بتطعيمها بسبعة أو ثمانية شباب من خريجي المعهد الجدد لأنني أعتبر أن فكرة تفريخ أجيال جديدة للحركة الفنية في مصر رسالة. وأشار الشرقاوق إلي أن العرض ينتمي لنوع من المسرح بدأ في أمريكا عام 1929 وكان وقتها يسمي بمسرح "الجريدة اليومية" ثم عرف فيما بعد بمسرح "الكباريه السياسي" وهو عبارة عن مجموعة اسكتشات مختلفة تتناول القضايا الموجودة علي الساحة حاليا ونحن هنا نناقش 16 قضية أي ثماني قضايا في الجزء الأول ومثلهما في الجزء الثاني من العرض، وللأسف بعض النقاد لم يترجم أو يفهم كلمة كباريه بمعناها الحقيقي لأنها في الأصل كلمة ألمانية وتنطق "كباريت" والمعني الحرفي لها هو "المنتدي الثقافي الذي تناقش فيه أمور الثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع"، لذلك نحن نتبع هذا الشكل الأوروبي، لكنني أضفت عليه مجموعة من الظواهر المسرحية التراثية الخاصة بنا فاستخدمت الأراجوز، وخيال الظل، والنكتة، والحكواتي، فكان لابد من استخدام هذه الظواهر المصرية الأصيلة لأننا نفتقدها في أغلب العروض المسرحية التي تقدم حاليا ، وأضاف هذا الشكل أعتبره التجريب الحقيقي بمعني أن نقوم بعمل تطوير وتجريب الأشكال المسرحية التراثية القديمة ونعيد صياغتها وتوظيفها بشكل جديد في الأعمال التي تقدم حاليا. وعن اعتراض البعض علي مسرح الكباريه السياسي يقول: هذا الشكل معترف به في دول العالم وهو شكل مهم وجوهري من أشكال المسرح وله ميزة رائعة لأنه في أي لحظة إذا ظهرت قضية جديدة من الممكن أن نؤلف المشهد الجديد حول هذه القضية ثم نحذف مشهدًا قديمًا ونضع بدلا منه المشهد الجديد، فهو متجدد بإستمرار، تبعا للقضايا التي تحدث يوميا. وأضاف: أتوقع لهذه التجربة مستقبلا جيدا لأنني لا أسعي من ورائها للربح فأسعار التذاكر تتراوح ما بين 20 و40 و60 جنيها، بل أسعي لتحقيق عدة أهداف أهمها أن هذا النوع من المسرح يحقق هدف وأسلوب مسرح الفن وهو الفكر والفرجة، وثانيا: تعتبر هذه المسرحية حقلاً خصبًا لتدريب وتعليم هذه النخبة من الشباب المشاركين بها، وعددهم 25 شابا وفتاة، فهو مسرح حقيقي وفن حقيقي يدرس وهذا ما يجب أن يكون عليه المسرح. وعن المشاريع القادمة يقول: جلال الشرقاوي سوف أعيد "تاجر البندقية" الفترة المقبلة ثم نبدأ بعدها في استكمال مشاريعنا المسرحية الجديدة مع الفريق، وسنقدم أربعة أعمال متتالية علي منوال مسرحيات الكباريه السياسي فمثلا الجزء الثاني سيكون بعنوان "أنا والأرجوزات" وهو في مرحلة الكتابة حاليا لأن هذا النوع من الكتابة يحتاج إلي جهد وخيال في كيفية وضع الحدث السياسي أو الفني في قالب درامي لأن العالم مليء بالأراجوزات وسأعرض لمعركتي معهم خلال العرض القادم، وقد تقدمت أيضا بطلب للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المقبل.