بعد قرار وزير الثقافة فاروق حسني بتعيين الفنان محمد صبحي مستشارا فنيا لشئون المسرح بالوزارة وضع صبحي خطة استراتيجية لتطوير المسرح المصري بكل فروعه وكانت من أبرز ملامح هذه الخطة، إنشاء لجنة جديدة غير معينة بالوزارة تعمل بلا أجر مهمتها الرئيسية متابعة ووضع قرارات تنفيذية لكل ما يخص شئون المسرح بقطاعاته المختلفة «الهيئة العامة لقصور الثقافة والبيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية»، وسوف تكون قرارت هذه اللجنة ملزمة لكل العاملين بالمسرح في هذه القطاعات، تضم اللجنة مجموعة متنوعة من الأعضاء في شتي المجالات يأتي علي رأسهم رجل الأعمال نجيب ساويرس والدكتور مصطفي الفقي وهشام خليل والإعلامية نجوي إبراهيم وآمال عثمان ومحمد الرفاعي والدكتور محمد سلماوي والدكتور يعقوب الشاروني والدكتور راجح داود والدكتورة عزة هيكل والناقد الدكتور حسن عطية والدكتور هاني مطاوع والمخرج المسرحي أحمد عبد الحليم والفنانة سميحة أيوب، وقد أكد صبحي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده السبت الماضي. بالمجلس الأعلي للثقافة أن هذه القرارت سيتم تفعيلها وليست مجرد حبر علي ورق كما عهدنا من قبل لأن هذه تعتبر المرة الأولي التي تعترف فيها الوزارة بأخطائها ولابد أن نعتبر هذه فرصة ذهبية لم ولن تتكرر، لذلك لابد من أن نحسن استغلالها بقوة. وعن القرارات والخطة التي وضعها قال: لابد أن يبدأ التغيير بالتفكير خارج نطاق المألوف وبعيدا عن البديهيات وأحيانا خارج حدود المنطق، فالنهضة المسرحية تتطلب كثرة في دور العرض وأسلوب عمل وقوانين داخلية صارمة وخطة عمل في كل من أكاديمية الفنون والمعاهد الفنية والمسرح المدرسي والمسرح الجامعي ومسرح الثقافة الجماهيرية وفرق الهواة والإعلام والتليفزيون، إلي جانب ذلك نحتاج إلي جرأة في إعادة هيكلة النظام المالي والإداري بأسلوب علمي لا يخترقه مدمنو التقاط الثغرات. ويضيف: لابد أن تعود لكل مسرح هويته وسوف يلتزم كل مسرح بفرقته، بمعني أنه لن يسمح بالانتقال بين فرق المسرح المختلفة، وشدد صبحي في كلمته علي الأزمة التي يمر بها حاليا مسرح البالون حيث قال: هذا المسرح مشكلة كبري بل أكثر من مشكلة لأنه يتضمن ست فرق هي «فرقة رضا» وعدد العاملين فيها حوالي 148 فردًا راقصا وراقصة وأوركسترا ومدربين و«الفرقة القومية» وعددهم مائة فرد و«الفرقة الاستعراضية» وفرقة «أنغام الشباب» و«فرقة الآلات الشعبية» و«فرقة تحت 18» لذلك أري من الأفضل ضرورة دمج وتقليص عدد هذه الفرق. واقترح صبحي أيضا ضرورة الإهتمام بالمسرح الجامعي والمدرسي لذلك أكد علي أهمية تخصيص مسرح ميامي للمسرح الجامعي والمدرسي بكل مراحله حكومية وخاصة تنظم فيه طوال العام أربعة مهرجانات للمسرح الجامعي والمدارس الثانوية والمدارس الإعدادية والابتدائية ومسابقة في كل الفنون غناء ورقص وعرائس وعزف موسيقي وتحدد لجان تحكيم لمنح جائزة للثلاثة مراكز الأولي لكل مهرجان والجائزة المالية وتصرف علي إنتاج العمل القادم. بالرغم من الحماس الذي بدا عليه الفنان محمد صبحي والدكتور أشرف زكي رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والمشرف علي إدارة البيت الفني للمسرح، إلا أن البعض رأي أن كل هذا مجرد أحلام من الصعب تحقيقها لذلك توجهنا لمجموعة المسرحيين خاصة أعضاء اللجنة الجدد حيث أكدت الفنانة سميحة أيوب قائلة: أنا متفائلة جدا لأنه عندما تؤخذ المسائل بجدية لابد أن نتفاءل، إلي جانب ذلك لابد ألا نحكم علي شيء دون أن يحدث فحتي الآن نحن في المرحلة الأولي للمشروع، والفرق بين هذه اللجنة ولجنة المسرح المعينة من وزارة الثقافة أن الأولي قرارتها ملزمة للعاملين بالمسرح، وهذا جيد لأنني أعتقد أن ما سيحدث في الفترة المقبلة سيجعلنا نعيد للمسرح هيبته وقوته من جديد. ويقول المخرج المسرحي هاني مطاوع: أنا عضو في لجنتي المسرح سواء المعينة بالوزارة أو اللجنة الجديدة وأري أن الأولي تختلف كثيرا عن اللجنة الجديدة لأنها تضع مجموعة من التوصيات بينما اللجنة الجديدة سوف تصدر قرارات تنفيذية ملزمة للعاملين بهيئة المسرح، وأعتقد أنها ستكون مفيدة بشكل عام وخطوة لابد أن تجعلنا نتفاءل بما سيحدث خلال الفترة المقبلة. وفي نفس السياق يؤكد الناقد الدكتور حسن عطية: عندما يتم اتخاذ خطوة جديدة لابد أن نكون متفائلين وألا نسخر منها لأن السخرية نوع من التشاؤم خاصة أن الحكم يكون صعبا علي تجربة لم نبدأ العمل فيها حتي الآن، لكن التفاؤل مطلوب خاصة أن اللجنة الجديدة تضم مجموعة متنوعة وغير قليلة من الأعضاء وميزتها أن قراراتها ستكون ملزمة، وهناك اجتماع قادم من المقرر أن يرأسه وزير الثقافة سيضم عددًا من الوزراء منهم وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي ورئيس المركز القومي للشباب ووزير الإعلام. ويضيف: إلي جانب ذلك ناقشنا ضرورة تفعيل واستغلال كتابنا الكبار الذين تم اهمالهم بشكل كبير في العمل المسرحي وحتي إذا قدمناهم نشوه أعمالهم فهذه اللجنة ستحاول انقاذ ما يمكن انقاذه خاصة وهي متحررة فكريا من القيود الإدارية لأنها غير معينة من الوزارة وهذا ما يجعلنا متحررين ونستطيع أن نضع خطة مستقبلية للسنة القادمة.