قد يغيب علي الكثير من الشباب المبادر في الاستثمار عبر الانترنت او عبر عالم الاختراعات والابتكارات فكرة او توجه ما يطلق عليه رأس المال الجريء (المغامر) او ما يطلق عليه Venture Capital، والسبب هو أننا لا ندرسه في مراحل التعليم الاساسية، كما انه ليس جزءا من المنهج الجامعي حتي لطلاب كلية التجارة وإدارة الأعمال. بصورة مبسطة فإن «رأس المال الجريء» Venture Capital يطلق علي شخص (مستثمر)، أو (شركة استثمارية)، أو صندوق (استثماري). فهناك فرق كبير بين «المستثمر التقليدي» Investor، و«المستثمر المغامر». VC وقبل أن أتطرق لهذا الاختلاف، أحب أن أعرض عليكم كيف يتم تسمية هذا النوع من المستثمرين باللغة العربية (رأس المال الجريء، الاستثمار المغامر، المضاربة التجارية، الاستثمار المغامر). طبعاً، الأسماء مختلفة، ولكن لها دلالة واحدة، وهي أن هذا النوع من الاستثمار لا يبالي بالمخاطرة وهو مستعد للمغامرة من أجل تحقيق أرباح عالية، وهناك عدة اختلافات بين المستثمر التقليدي والمستثمر الجريء: 1- فالمستثمر التقليدي عادة يقدم المال من أجل الحصول علي حصة في شركة، وعادة يحافظ علي هذه الحصة لمدة طويلة ويستفيد من الأرباح السنوية. أما المستثمر الجريء، فهو عادة يدخل الصفقة وفي عينه هدف يجب الوصول إليه خلال 3 أو 5 سنوات، واهتمامه هو ليس الأرباح السنوية، وإنما كيف يمكن له أن يبيع حصته بسرعة (إما عن طريق إدخال الشركة في سوق البورصة، أو بيعها لشركة أكبر). 2- المستثمر التقليدي يفضل الاستثمار في مشاريع مضمونة ولها سمعة ومكانة في السوق. فمثلاً معظم المتاجرين بأسواق البورصة مستثمرين تقليديين لأنهم لا يقبلون الاستثمار في شركة ليس لها منتج بعد. المستثمر الجريء يفضل الاستثمار بمشاريع لا تزال في طور حديث وأحياناً في طور الفكرة فهو يستفيد من حدسه وتوقعه لنجاح الشركة، ويستطيع تحويل مبلغ صغير إلي مبلغ كبير جداً نظراً لمخاطرته وشرائه لنسبة من الشركة في طور مبكر جداً. وهنا يجب لفت الانتباه إلي قانون مالي مهم جداً.. وهو: العوائد الربحية = حجم المخاطرة أي أن حجم العائد الربحي يعتمد علي حجم المخاطرة، لهذا تكون أرباح المستثمر الجريء كبيرة جداً مقارنة بأرباح المستثمر التقليدي نظراً لاتخاذ قرارات استثمارية ذات مخاطرة عالية. 3- المستثمر التقليدي عادة يدخل في صفقات بشكل موسمي او عند وجود فرصة مناسبة، أما المستثمر الجريء فوظيفته هي البحث عن فرص استثمارية بشكل دائم. هناك شركات استثمار جريء ليس لها عمل غير فحص الأفكار والمشاريع المتوفرة في الجامعات ولدي الشباب لكي تجد المشروع الجديد الذي ستستثمر فيه. هناك اختلافات أخري، لكني أري أن هذه الاختلافات هي الأهم. قد يتساءل البعض عن أهمية الاستثمار الجريء وقد يجادلني البعض ويقول بأن ما لدينا حالياً في السوق العربي هو عبارة عن استثمار جريء. لدي مثال حي يبين انعدام (أو شبه انعدام) الاستثمار الجريء في الوطن العربي. هناك العديد من المشاريع التقنية في مجال الإنترنت والتقنية الحديثة التي يعمل عليها الشباب العربي بشكل دائم، لكن جل اهتمام المستثمرين العرب ينصب علي سوق العقارات والأسهم أو الأسواق العالمية، لماذا.. لأنهم من الطراز التقليدي غير المستعد لتحمل مخاطرة الاستثمار في الشباب وفي الأفكار الجديدة. قد يظن البعض بأن قرار الاستثمار التقليدي هو الأفضل.. لكني عندما تفحصت أسباب نجاح الشركات الأجنبية خصوصاً في الجانب التقني، وجدت أن معظم الشركات تم تمويلها في البداية عبر الاستثماري الجريء.Google، Paypal،Twitter،Youtube،Facebook،Myspace،Yahoo،Ebayوغيرها من المواقع، الشركات بدأت كفكرة تم تغذيتها بزخم استثماري جريء مكنها من إطلاق منتجات جديدة وحملات دعائية جذبت العديد من الزبائن والزوار. بعد بيع موقع مكتوب لشركة ياهو بما قدر بمقابل 85 مليون دولار أعتقد أن الكثير من المستثمرين سيعيد النظر في أهمية الاستثمار الجريء. الشركات التي استثمرت في موقع مكتوب مثل أبراج كابتل الإماراتية (التي باعت حصتها في مكتوب في 2007) وتايجر كابتل الأمريكية حققت أرباحًا تفوق الأرباح التقليدية لأنها لم تبال بالمخاطرة. هذه دعوة حارة إلي كل مستثمر عربي يبحث عن أرباح تفوق تذبذبات البورصة وفقاعات أسواق العقارات. كُن مغامراً.. واستثمر فيما هو جديد عبر مشاريع الانترنت العربية او الاختراعات والابتكارات الواعدة ولا تنس أن تضع في كل سلة بيضة!