تلقي المهندس سامح فهمي وزير البترول تقريراً من وكلاء أول الوزارة والرئيس التنفيذي لهيئة البترول بشأن نتائج عمل اللجنة الفنية التي شكلها وزير البترول من المختصين بقطاع البترول لدراسة وتقصي الحقائق حول مصدر بقعة الزيت والتلوث ببعض شواطئ مدينة الغردقة بعد قيامهم بزيارات ميدانية للمواقع البترولية المختلفة شملت المنشآت البترولية بالمنطقة وشواطئ الجونة والغردقة وعمل طلعات بحرية وجوية والتحليلات المعملية للبقع الزيتية وكذلك الزيت الخام بمنصة إنتاج البترول الأقرب لشواطئ الجونة. وأشار التقرير الفني إلي أنه تمت مضاهاة تحليل عينة زيت التلوث وكذلك عينة الزيت المنتج من المنصة البحرية التابعة لشركة بتروجلف «جيسوم» وهي أقرب الشركات العاملة بالمنطقة طبقاً للطريقة القياسية المتبعة، وقد أشارت النتائج إلي عدم المطابقة ومن ثم لا يمكن الجزم من أن مصدر عينة الزيت هو مصدر التلوث، وأوضح التقرير أن جميع منصات إنتاج البترول الخاصة بشركة بتروجلف بها أنظمة آلية للتحكم تقوم بإيقاف الإنتاج آلياً في حالة وجود كسر أو تسرب بأحد خطوط الإنتاج وذلك عن طريق قياس الضغظ في هذه الخطوط، وقد أظهر التصوير الفوتوغرافي أن حالة المنصة البحرية والبيئة البحرية المحيطة بها المنصة وأرجلها المعدنية وأنابيب الإنتاج من الآبار وأوعية وشبكة الأنابيب سليمة وخالية من أي علامات لتعرضها لتسريب بترولي. وأظهرت الصور أن الحياة البحرية بالمنطقة طبيعية جداً حيث تتحرك الأسماك باختلاف أحجامها وهو ما يؤكد عدم تهديد أو تعرض بيئتها لأي تلوث، وأوضح التقرير أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمكافحة التلوث البحري بالشواطئ التي ظهرت فيها بعض بقع الزيت وذلك اعتباراً من صباح يوم الخميس 2010/6/17 . وأشار التقرير إلي أنه نتيجة القرب الشديد للممر الملاحي من قرية الجونة وهي أول منطقة ظهرت بها بقع الزيت، كذلك قرب الممر من الغردقة قد يرجح احتمال تفريغ إحدي الناقلات العابرة في خليج السويس لبعض مياه الصابورة أو مياه نظافة تانكات ناقلات الزيت وهو ما يتمشي مع كمية الزيت الملوثة بالشواطئ والتي لا يتوافر بها صفة الاستمرارية، وأفاد تقرير اللجنة الفنية وجود شواهد لترسيبات قديمة علي بعض الجزر تسببت موجة الحر الشديدة التي تعرضت لها البلاد مؤخراً إلي تحولها إلي حالة شبه سائلة اتجهت إلي الشاطئ، وأوضح التقرير أن بعض الشركات العاملة بمنطقة خليج السويس أبلغت بوجود حالات سرقة لكابلات كهربية نحاسية، ومعدات ولوازم مواسير ومحابس معدنية من علي الأرصفة البحرية، يمكن في بعض الحالات أن تتسبب في تسريب وقتي للزيت نتيجة التعامل العشوائي مع المعدات والتسهيلات. وقد خلصت اللجنة في دراستها وبعد اطلاعها علي جميع المستندات والتحاليل والخرائط البحرية إلي أن مصدر التلوث يستبعد أن يكون من المنصات الخاصة بإنتاج البترول وأن الاحتمال الأغلب لهذا التلوث هو تسرب من إحدي الناقلات العابرة بالممر الملاحي القريب.