دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي ضرورة الاستمرار والتمسك بتطوير العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي والعمل علي السعي قدما نحو تجاوز جميع العقبات التي تواجهنا لنقدم مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة. وقال أوباما في رسالة وجهها لمؤتمر «مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية» الذي بدأ أعماله أمس بمكتبة الإسكندرية وألقاها بالإنابة عنه مبعوثه للمؤتمر الدكتور حسن رشاد إن خطابي الذي وجهته للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة العام الماضي كان بمثابة البداية لتطوير العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي ودعوة للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الجانبين في العالم الإسلامي والولاياتالمتحدةالأمريكية. وأعرب أوباما في رسالته عن سعادته بالمؤتمر الذي يجمع النخبة في المجتمع الإسلامي والأمريكي.. مؤكدًا أن ثمرة التعاون قد بدأت بالفعل.. وقال: يجب العمل علي أن نستمع ونتعلم من بعضنا البعض مع ضرورة الاحترام المتبادل لبعضنا البعض وصولاً إلي تحقيق شراكة كبيرة تخدم الأمم والشعوب. الي ذلك قال د.أحمد الطيب شيخ الأزهر لفرح بانديث المندوب الخاص للولايات المتحدةالأمريكية للمجتمعات الإسلامية إن الحوار اليوم أصبح لا يجدي مع أصحاب القرار الأمريكي، وأضاف خلال اللقاء الذي جري بينهما أمس أن الحضارة الغربية جاءتنا بنظريات فلسفية وعلمية ونظريات استعمارية بدأت بصراع الحضارات والتسلط علي الآخر، وأصبح الحوار لا يجدي مع أصحاب القرارات في الغرب وأمريكا لأن صبغة المصالح تحكمهم. وطالب بضرورة ألا تتزعم الحضارة الغربية حملة تغيير علي المتدينين في الشرق، لأن أي محاولات في هذا الموضوع تؤدي إلي صدام. اعترف الطيب بأن كثيراً من حقوق الإنسان في الغرب لا تطبق في الشرق، وأن هذه الأمور لابد أن ننتبه إليها في مجتمعاتنا، مرحباً بالتعاون مع الغرب، وأن الأزهر يقدم كل الخدمات في التعاون مع الغرب بشرط احترام الحضارات بعضها البعض. وأضاف: نستطيع أن نقول إن هناك آمالاً مشتركة بين الحضارات الغربية والشرقية، وفي مقدمته السلام العالمي، وإغاثة البلدان المحتاجة، مشيراً إلي أن الأزهر يعمل علي ترسيخ الانفتاح علي الآخر من خلال اللقاءات التي تحدث بين المسلمين والأئمة الذين يتم تدريبهم من المراكز الإسلامية الأوروبية والأمريكية في الأزهر، وذلك للتصدي لبعض المدارس المتشددة في الولاياتالمتحدة وأوروبا. من جانبها قالت الممثلة الخاصة الأمريكية للمجتمعات الإسلامية إنها أجرت خلال زيارتها الحالية لمصر مباحثات مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لتعزيز الشراكة بين الأزهر وجميع دول العالم، فضلاً عن دعم التعامل بين الأزهر والمسلمين الأمريكيين لافتة إلي أنها التقت أيضا عدداً من المدرسين من جامعة الأزهر الذين تحدثوا معها عن دور الإسلام في الولاياتالمتحدة وحرية الاعتقاد والتعبير. ولفتت إلي أن عملها يرتكز علي التعاون مع السفارات الأمريكية حول العالم من أجل فتح حوار مع الأفراد ومنظمات المجتمع المدني في الدول الإسلامية وليست علي المستوي الحكومي، بهدف تنفيذ رؤية أوباما القائمة علي تعزيز التعاون بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي علي أسس الاحترام المتبادل.