اختتم "سمبوزيوم البحر" فعاليات دورته الثانية بافتتاح معرض نتاج ورشة السمبوزيوم بقلعة "قايتباي" بمدينة الإسكندرية، شارك بها نحو 21 فنانا وفنانة من عشر دول مختلفة هي: الجزائر وسوريا وتونس وكرواتيا وتركيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وقبرص ومصر. تناول السمبوزيوم هذا العام تيمة البحر المتوسط تحت عنوان: "ما بين الأرضين"، في نسيج إبداعي متميز الرؤي طرحه الفنانون في عدة مجالات فنية هي: التصوير الفوتوغرافي والتصوير والرسم والفيديو والطباعة الرقمية، وتزامن السمبوزيوم هذا العام مع اختيار الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية هذا العام. قال الفنان د. هيثم نوار قوميسير السمبوزيوم: عمل الفنانون في هذا السمبوزيوم في جو من الألفة، علي الرغم من اختلاف ثقافتهم وجنسياتهم، بل ورؤاهم وتقنياتهم المتنوعة، وقد كان نتاج الورشة مفاجأة بالنسبة لي، حيث تجاوز عدد الأعمال المائة عمل أنتجها الفنانون في ستة أيام فقط. وعن أعمال الفنانين قال د. هيثم نوار: أكثر من 80% من الأعمال ذات جودة عالية بخلاف ما كنت متوقعاً، فبالإضافة إلي الكم كان الكيف أيضا جيد جدا، وفي رأيي النجاح الأكبر كان للتصوير والرسم، ومن بعدهما الفوتوغرافيا والفيديو آرت، قدم الفنان إبراهيم سعد 10 لوحات تعد استكمالا لتجربته السابقة، فهو يرسم علي فوتوغرافيا مجهزة أبيض وأسود صور فيها أهالي الإسكندرية علي أنهم ملائكة لهم أجنحة. واصل نوار: بينما قدمت الفنانة جيهان سليمان نحو أربعة أعمال عن القلعة والبحر، في حين قدم الفنان إسلام كمال عمل فيديو عن امرأة البحر المتوسط، حيث لا نسمعهن في الفيديو بل نستمع إلي موسيقي البحر ممتزجة بلغات بلدانه. وفي مجال الطباعة الرقمية عمل كريم لطفي علي تكرار بعض العناصر المستقطبة من فكرة السمبوزيوم نفسها، أما لمياء المغازي فقد قدمت تجربة داخل القلعة؛ حيث تخيلت الجزء القديم منها، المبني علي جزيرة، وقد امتلأ بعيون أشخاص، فرسمتها، ثم صورتها وقدمتها في أعمال فوتوغرافية مطبوعة. تابع نوار: داليا رفعت قدمت أعمالا تصويرية علي وسائط مختلفة؛ حيث رسمت نفسها في مراحل مختلفة مرة علي مرآة، وأخري علي توال وثالثة علي مشمع، مستخدمة تقنية "الباتش وورك"، كما تناول أحمد جعفري عناصر الإسكندرية بألوانها المتنوعة وقدمها بأسلوب تجريد هندسي. من سوريا تناول سهيل بادور نساء الإسكندرية في لوحات تعبيرية، بينما قدم غامكين صالح فيديو آرت عن حضور الجمهور واختفائهم داخل القلعة، واستمرارية وجودها طوال تلك السنوات، في حين عملت هدي أجيلي من تونس علي فكرة طبقات اللون الخاصة التي تحمل مستويات متعددة، وقدم الفنان الجزائري الفرنسي حكيم بنيوسف أعمال رسم رقمي عن عمارة المدينة، بالإضافة إلي ماكيت لنفس الرسومات. واستطرد د. نوار شارحا لأعمال السمبوزيوم: من فرنسا قدمت أليسا كورنو أعمال فوتوغرافية صورت فيها أهالي الإسكندرية من داخل القلعة، ثم طبعتها ولصقتها علي شوارع الإسكندرية وسجلت بالكاميرا ردود أفعال الأشخاص، بينما عمل الفنان الإيطالي باتريزيو تافاجلي علي فكرة دول البحر المتوسط، ورسم علي ورق البردي بتقنية التذهيب. ومن جانبها أشادت الفنانة د. هيام عبد الباقي بجميع الأعمال التي أنتجت، ووصفتها بالناجحة، بسبب العلاقة الطيبة فيما بين الفنانين وحسن اختيارهم، وقالت عن أعمالها في السمبوزيوم: قمت بعمل تجربة جديدة مختلفة عن أعمالي السابقة في إطار التجريد التعبيري، استلهمت فيها فكرة السمبوزيوم وتأثرت بالمكان والحدث، واستطعت خلال ستة أيام إنجاز خمسة لوحات بأحجام كبيرة، وأعمالي كانت تحمل بعدا فلسفيا، حيث كنت أري البحر كالأشخاص الذي نستطيع رؤيتهم بحالاتهم المختلفة كالفرح والحزن وغيرها، فكل هذا وجدته داخل أعماق البحر، حيث يوجد علاقة حميمية بين البحر والإنسان، كما أن الإنسان لا حدود له، نجده في كل مكان كالبحر تماما يوجد في أماكن كثيرة، وأنا أردت بهذه الأعمال أن أعبر عن أننا جزء من العالم. وقال الفنان د.محمد أردش: قدمت تجربة جيدة مكونة من ست لوحات، استخدم خلالها مجموعات لونية جديدة، فمجموعتي اللونية السابقة كانت محايدة جدا، ولكنني في هذا السمبوزيوم تناولت مجموعات لونية جديدة ساخنة كالأصفر والبرتقالي، مستخدما سكينة اللون كي أعبر عن موضوع الورشة بشكل تلقائي قريب من الاتجاه الانطباعي التجريدي.