احتفلت مجلة «الكواكب:» بمرور 76 عاما علي إنشائها، افتتح فوزي إبراهيم رئيس تحرير «الكواكب» الحفل بكلمة رائعة تحدث خلالها عن الفن المصري واعتبر الفنانين ثروة قومية لا تقدر بثمن وأن مصر زاخرة بنجومها إلا أن الملكية الفكرية باتت مسألة تؤرق الجميع ولابد أن نوليها مزيدا من الاهتمام علي نفس القدر الذي نوليه لتراثنا، فهذان الأمران يمسان عصب الحياة الفنية. فوزي إبراهيم شاعر غنائي وكاتب له وزنه وقيمته لأنه وضع يده علي مكان الداء في جسم الأغنية المصرية ولابد أن نوجه إليه التحية أولا لجعل «الكواكب» نافذة مضيئة للفكر الفني المبدع، وثانيا لأنه جعلها تشارك في فعاليات الحركة الغنائية بحفل حاشد ومميز عاما بعد عام حتي تحول الحفل في دار الأوبرا إلي مهرجان فني يضم فنانين وإعلاميين ومثقفين في عودة واعية وناضجة لأجواء الطرب الجميل. غني في الحفل وائل جسار الذي يتقدم إلي قمة النجومية بخطي واثقة وارتفاع جماهيريته في مصر أكبر دليل، فهو فنان له مذاق خاص في أغانيه بالإضافة إلي الحضور الطاغي علي المسرح، وتفاعل الجمهور معه في كل أغنية يغنيها. وانطلق هاني شاكر كأنه لم يغن من قبل وغني من كل قلبه وبدت الفرحة علي وجهه وإشارات يديه وراح يؤدي الأغنية وراء الأخري في تناغم جميل، وكان السر الحقيقي وراء تألق هاني شاكر هو وجود «دينا» ابنته في كامل لياقتها وأناقتها بعد أن استكملت شفاءها وكان قلب والدها علي المسرح يرقص من الفرح وقد ارتسمت علي وجهه علامات السعادة والمرح والخجل.. نعم الخجل الذي يشعر به هاني الأب كلما قال له واحد من الجمهور «ألف مبروك شفاء دينا» أو «ربنا يخليك لمصر» وكان هاني شاكر يخص دينا وحدها بالغناء لها ويتبادل معها الإشارات وهي تجلس مع زوجها وشقيقها شريف ووالدتها نهلة، ولم يستطع أن يتمالك نفسه من الضحك، وكأن تلك الليلة قد مسحت معاناة سنة كاملة من التعب والسفر إلي فرنسا والعودة منها والخوف علي «دينا» من مضاعفات المرض. الحمد لله وصلت دينا إلي بر الأمان وخرجت إلي الحياة العامة وكان «حفل الكواكب» هو أول حفل تحضره، ليزدان جمهور هاني شاكر، بإنسانة طالما تمني أن يراها أمامه، وهو يغني بعد أن تجاوزت محنتها الصحية وأصبحت بصحة جيدة. مشاعر هاني شاكر الأب والفنان والإنسان تضافرت مع حسه الفني وقدرته علي التطريب والغناء، ولم تكن للحاضرين رغبة في أن ينهي هاني شاكر وصلته الغنائية لولا انقضاء الوقت ليسدل الستار علي أروع وأجمل الحفلات.