منذ فاز التيار القطبي في انتخابات مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان في يناير من العام الجاري، بدأ أقطاب هذا التيار وفي مقدمتهم محمد بديع المرشد العام ونائبه محمود عزت حملة ترويج لسيد قطب ومشروعه الفكري هدفها بعث أفكار الرجل من جديد، شملت ثلاثة جوانب أساسية وهي التركيز علي دماثة خلقه ورقة مشاعره بما يتنافي مع كونه داعيا للعنف وذكر أن الرجل كان شاعرا وأديبا وكان يستخدم لغة مجازية في كتابة أفكاره، إضافة إلي التأكيد علي أن الرجل لم يكفر أحدا من المسلمين.. من هذه الخطة ينطلق عبد الرحيم علي الباحث في التيارات الدينية ومدير مركز العربي للبحوث والدراسات، في كتابه الصادر حديثا تحت عنوان «كشف البهتان». يتناول عبد الرحيم هذه الادعاءات الإخوانية بالبحث والتمحيص مستشهدا بتجربته الشخصية مع صديق الطفولة والدراسة حتي المرحلة الثانوية صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الإسلامية الذي لم تمنعه دماثة خلقه ورقته من الانضمام للجماعة التي تتخذ من العنف منهجا بل الإشراف علي جناحها العسكري في عملية اغتيال المستشار رفعت المحجوب. يستشهد مدير المركز العربي بما قاله الداعية الإخواني يوسف القرضاوي ردا علي مؤيدي سيد قطب، إذ قال«ليس التعبير الأدبي سببا في غموض الكاتب وضبابية ما يكتب والتباسه علي قارئه فالكاتب الأصيل إذا كتب في أي علم أضفي عليه من نصاعة بيانه ما يجليه ويزيح عنه أي لون من الغموض». يمضي المؤلف مستعرضا أسس التكفير في مؤلفات سيد قطب والتي نهلت عنها جميع التنظيمات الدينية، استنادا إلي اثنين يمثلان أقصي اليمين واليسار السياسي وهما د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ويوسف القرضاوي، راصدا العبارات التي اقتبسها رموز العمل السري العنيف من مؤلفات قطب عند تكوين منهجهم الفكري، ويوضح أن بذور التكفير موجودة في غالبية مؤلفات قطب خاصة الأجزاء الأخيرة من كتاب الظلال التي وضعها داخل السجن. يتناول الكتاب اثنتين من كبري الإشكاليات في فكر التنظيمات الدينية لا جماعة الإخوان وحدها وهما الموقف من المرأة والأقباط، قبل أن يعرج إلي رصد كافة حوادث العنف التي تورطت فيها الجماعة منذ تأسيسها سواء كان المستهدفون من الداخل الإخواني كسيد فايز أو من خارجه مثل الخازندار والنقراشي باشا وغيرهما موضحا أن خيار العنف لا يزال مطروحا في العقيدة الإخوانية كإحدي الوسائل الفعالة في التغيير موثقا ذلك بالمستندات التي تؤكد ذلك ومنها خطة التمكين . تقوم خطة التمكين كما تفيد الوثائق الواردة بالكتاب علي مجموعة محاور أساسية منها الانتشار في شرائح المجتمع المختلفة وتحريكها إضافة إلي اختراق المؤسسات الفاعلة وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية والدينية، والتعامل الجيد مع القوي الأخري المعارضة والاستفادة من البعد الخارجي للجماعة.