مع تأثر الصناعات الحرفية بالتطور الحديث وقطار السرعة في الإنتاج، أصبح الحصول علي قطعة أثاث أو تحفة أصيلة بسعر معقول ضرباً من الخيال، بل إن الكثيرين قد يمتلكون القدرة الشرائية التي تمكنهم من دفع أموال طائلة لشراء سجادة نادرة أو نجفة قديمة ولكنهم لايثقون فيما إذا كانت التحفة التي يسعون لشرائها أصلية وليست مزيفة. وباختفاء الطبقات الأرستقراطية وانحصارها في دائرة محددة في كل العالم، انخفضت معدلات إنتاج التحف الإصلية بصورة حادة وعانت صالات التحف والأنتيكات من غياب زبونها التقليدي الذي يقدر ويعشق ملمس «الأنتيكة». وبدأت السوق المصرية تقبل وترحب بأن يرتاد الإنسان العادي تلك الصالات وتقدم له بعضاً من القطع الأصلية أو التقليد للطرز الشهيرة لكن بإتقان وخامات تميزها عن غيرها، ولم تعد أسعار تلك التحف في المزادات تمثل رعباً لفئات عديدة من المجتمع المصري ويمكن أن تجد فيها فازة أو تابلوه أو قطعة أثاث بسعر مناسب. قد يظن البعض أن هناك حواجز عديدة تمنعه من الدنو من عالم ارتبط تقليدياً بثقافة خاصة جداً، الا إن تقلبات الزمن جعلت من الممكن للعرسان الجدد أن يضيفوا لعش الزوجية قطعاً تثريه وتضفي عليه لمسات رفيعة. كما تستطيع ربة المنزل التي تنوي إضافة نجفة كريستال فخمة لصالون منزلها أو سكرتارية لحجرة المعيشة أن ترتاد مزادات كثيرة في الصالات المنتشرة في وسط القاهرة. فقط، ينصح الخبراء أن يتسلح المغامر الجديد في دنيا التحف بأن يقرأ عما يستهويه في الكتب الفنية والتاريخية وكتالوجات التحف، وأن يحرص علي الاستفادة من أيام المعاينة التي يوفرها المنظمون قبل بدء المزاد لفحص القطع التي ينوي شراءها ويركز علي الأماكن المختفية في قطعة الأثاث كالظهر والأدراج التي تعكس بسهولة ما إذا كانت القطعة مقلدة، وأيضاً يدقق في المقابض واللمسات النهائية.