عرض الفنان عادل مصطفي تجربته الفنية التي استغرقت نحو خمس سنوات في متحف «محمود سعيد» بالإسكندرية، اختلفت فيها الموضوعات والتقنية المستخدمة، إلا أنها تحمل نفس الحس الصادق للفنان.. تتميز ألوان الفنان بالهدوء، حتي لو استخدم ألوانا ساخنة كالأصفر، فتظهر علي سطح اللوحات بلمسات مرهفة بعيدة تماما عن صخب الألوان.. ضم المعرض نحو ثلاثين عملا انقسمت إلي أربع مجموعات، الأولي عن "خيال المآتة"، والمجموعة الثانية عبارة عن تجارب لونية تتمازج فيها علاقات مجموعات اللون في تناسق مع استخدامه لأقلام الفحم، في حين تناول في مجموعته الثالثة الطائر مستخدما الكولاج، كما قدم رؤية للمدينة باستخدام الكولاج أيضا، أما المجموعة الرابعة فقد ظهر فيها التشخيص في اللوحات التي استخدم معها نصوصا شعرية أحدها للشاعر سامي عقل، حيث رسم «البورتريهات» بالألوان الإكريليك مع الأقلام الجافة مستخدما تقنيات متنوعة. استدعي الفنان في بعض أعماله صورا لأشخاص من الحضارات القديمة، مثل «فينوس» والإسكندر الأكبر، ليعقد مقارنة فيما بينهم وبين الأشخاص العادية التي نراها في الشارع بحركاتهم وانفعالاتهم، في محاولة لإثارة خيال المتلقي لعقد المقارنات، وأحيانا يصدم المتلقي برسمه ل"فينوس" ومن فوق رأسها يأتي بعدد من السيارات، وفي الخلفية يرتكز صخب المدينة وزحامها الذي يظهر بألوان ترابية مستوحاة من جو القاهرة المترب. يؤكد الفنان من خلال المعرض أن البحث الدائم عن المثير الفني المتنوع ركن مهم من أركان تجربته الفنية، وعن ذلك يقول: أري أن العمل لابد أن يحمل صفة أو رمزاً أو عاطفة أو لمسة إنسانية، وإن لم تصرح بها اللوحات جهرا، فهي موجودة بالفعل، فأنا أعمل بحرية ولا أقيد نفسي بمرحلة معينة، لذلك تتنوع موضوعات المعرض تبعا لتنوع المثير، فقد يكون المثير غاية في البساطة، مثل حركة طائر أو تنوع ملمس أو قصاصات ورقيه متناثرة أو آثار إنسانية ملقاة، وقد يكون المثير غاية في التعقد والتركيب، مثل تزاحم المدينة المتحركة دوما التي سميتها بالمدينة المتوترة، أو علاقة الإنسان بمحيطه، فهذه المجموعة من اللوحات تحمل إسقاطات اجتماعية وسياسية مثل صورة "خيال المآتة وعلاقته بالطائر، أو قد يكون المثير نصا شعريا تجاوبت مع ما يحمله من إحساس ومعني.