في وقت ارتفعت فيه بعض الاصوات تندد بكل ما هو قائم وتطلب التغيير من اجل التغيير ويراهنون في مطالبهم علي مصلحة المواطن مستغلين في ذلك كل المنابر المتاحة امامهم وامام هذا الطرح الذي يزايد علي مشاكل وطن لا نستطيع الا ان نطوع عقولنا وألبابنا الي ان تسال وتفهم وتتقصي حول ما يجدر بنا معرفته وادراكه والاقتناع به ولي بعض الشواغل المشتركة كمواطن مصري واود ان اطرح تعليقات صغيرة عليها في وقت يحتاج كل منا ان يواجه ويقاوم العبثية التي يريد البعض ان يجبرنا علي الخوض فيها وتجرع مرارتها بدعوي المصلحة العامة والتي باي حال من الاحوال تبتعد وبشكل واضح عن الانسياق الي الافكار المجردة والدعاوي المغرضة والتي قبل ان تصيب سهامها جسد الدولة فهي تدفع الشك بكل آلامه ومرارته الي ان يجد مكانا ومرتعا خصبا بيننا وهو ما نرفضه ونقاومه وبكل حسم كمواطنين مصريين نحرص عل مصلحة وطن كمصر : 1- بالنسبة للحديث عن وجود حالة احتقان في الشارع المصري افرزت العديد من الاعتصامات والاضرابات والمظاهرات تعبر عن مشاكل المواطنين والتي لم تقم الدولة بايجاد حلول لها فهذا الامر تعبير بالغ الدلالة عن انتقال المواطن المصري من مراحل ركود سياسي واجتماعي لم تستطع فيه التنظيمات التي ينتمي اليها سواء كانت جمعيات او نقابات او احزاب ان تجسد همومه وتطرح قضاياه وتناضل من اجلها وتجد حلولاً لها واكتفت بان تتفرغ الي الخلاف السياسي مع الدولة مما اضعفها الي حد كبير وافقدها المصداقية والفاعلية الي مرحلة اخري ارتضت فيها الدولة ان تجد هامشًا جيدًا من الحرية لمواطنيها وللتنظيمات التي ينتمون اليها وتتيح متنفسا سلميا لها يجد صداه في اتجاه الدولة للاستجابة الي مطالبات العمال والعمل علي التصدي لمشاكلهم وتفريغ شحنات الاحباط والتوتر التي سادت بينهم حول موقف الدولة من قضاياهم وهو ما يؤكد علي اتجاه الدولة الي تعزيز مصالح وحقوق مواطنيها وخاصة الفئات الفقيرة والمهمشة التأكيد علي حرية المواطنين في التعبير عن انفسهم ومصالحهم في اطار من المشروعية . 2- لدي البعض قصور في الرؤية ويعتقد ان في حالة الحراك السياسي علي الساحة المصرية ضغطا اجبرت الدولة نتيجة تأثيره المتزايد عليها ان تقدم تنازلا سياسيا امام قوي المعارضة وحتي تظهر بصورة تبدو فيها حريصة علي مصالح المواطنين وداعمة لحرياتهم وحقوقهم الاساسية وهو الامر المغاير تماما للحقيقة حيث ان مساحة الحرية التي يحظي بها المواطن المصري والتي تعبر عن اتجاهاته وتوافقه واختلافه مع الدولة حول ابسط واكثر الامور اهمية ومع التحولات الاقتصادية والسياسية في العالم والتي تحاول الدولة وبكل طاقتها ان تجد لمصر فيها دورا مهما ومؤثرا سيحقق حالة من الوعي العام لدي المواطن المصري فقد اصبح يشارك في مستقبل وطنه بشكل اكبر وتحدد التزاماته تجاه وضع وطنه في السياق العالمي مما يحمله مسئولية مجتمعية يجدر به ان يعمل علي تحملها وتحمل تبعاتها وهو الامر الذي يحسب لصالح النظام وليس ضده . 3- البعض الاخر من طرح التغيير يملأ مصر وخارجها حديثا عن الامل الموعود في ان يصل شخص اخر الي سدة الحكم بخلاف السيد الرئيس / محمد حسني مبارك فيتحدثون مثلا عن وجود منافسة ما بين السيد الرئيس والدكتور/ محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية وهو الحديث الذي اجد صعوبة ان اقوم بتحليل مفرداته فالمقارنة صعبة جدا فالسيد الرئيس رجل قد حنكته التجارب واثقلته بخبرات يصعب علي شخص اخر ان يكتسبها او ان تكون لديه القدرة علي ادارة دفة الامور وخاصة داخل مصر علي نحو افضل في ظل وجود كل التحديات المحيطة بمصر سواء الداخلية او الخارجية . 4- لا ادافع عن السيد الاستاذ/ جمال مبارك امين لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي ولكنني يزعجني كأي مواطن يري عن كثب التحول والتغيير في ادارة الحزب وفي المشهد السياسي المصري بشكل عام ان يلاحق هذا الرجل بعض المغرضين محاولين التاثير علي مكانته في قلوب المصريين بدعوي التوريث علما بان السيد الاستاذ جمال مبارك لم يتحدث عنه كما انه اذا اراد ان يقوم بالترشح الي المنصب الرئاسي فالدستور والقانون وخبرته في العمل العام لا تمنعه من ذلك فنحن نكن له كل الاحترام والتقدير علي جهده المبذول في الحرص المستمر علي مصالح المواطنين والسعي الدائم الي إيجاد قنوات تواصل دائمة ما بين المواطنين والحكومة وعلي نحو يشهد به الجميع. 5- الشاغل الاخير الذي اود ان اطرحه الذي يمثل اهتمامًا بالغًا سواء علي المستوي الحكومي او علي مستوي اهتمام المواطنين وهو مكافحة الفساد فالبحث عن الفساد داخل اي منظومة يحتاج الي وعي تام من جميع القائمين علي العمل فيها وليس علي فرد بعينه ومن يعتقد بخلاف ذلك فقد اضله ظنه فالفساد كالاشباح لا تستطيع ان تمسك به وان كنت تستطيع الا تتاثر به مادامت لديك القدرة علي عدم الالتفات الي مغرياته فالدولة عليها الرقابة واصدار التشريعات وتقديم المتجاوزين الي المحاكمة ولكن الاهم هو دور المواطن فالثقافة التي لا ترفض الفساد تنبته في كنفها وتعمل علي انتشاره ولن تقوم الدولة بتقديم الوعظ الديني للمواطنين حتي لا يقعوا تحت تاثير الفساد فالمسئولية مجتمعية ويجب علينا ان نتعلم المواجهة هي ما نحتاج اليها الان و نحن نشهد تحولا محوريا في تاريخ مصر ويجب علي كل منا ان يتخذ موقفه في الدفاع عن وطنه والحرص علي مصلحته وبدافع شخصي بعيدا عن اي كسب شخصي او مصلحة ذاتية.