طالب السنغالي"إبريما سان"، السكرتير العام لمجالس تنمية البحوث الاجتماعية في أفريقيا، بتخصيص كرسي دراسي باسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مجال الدرسات الإفريقية بجامعة القاهرة أو غيرها من الجامعات المصرية، وذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر "تفاعل الثقافات الأفريقية في عصر العولمة" الذي يقيمه المجلس الأعلي للثقافة علي مدار أربعة أيام. وفي كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، قال الكاتب حلمي شعراوي:" لست هنا بصدد ترديد مقولات تقليدية حول أهمية تفاعل الثقافات في هذا الأطار العولمي، أو العلاقات القائمة بين أطرافه في أنحاء قارتنا الأفريقية، ولهذا آمنا أن الندوة تأتي في إطار التفاعل وليس مجرد العلاقات التاريخية أو التقليدية". وأضاف:" لا أشعر شخصيا بالقلق من انتشار مصطلحات مثل:الفرانكفونية والأنجلوفونية والليزوفونية وغيرها في القارة الأفريقية، لأنها تظل تحاور المعني الشامل للأفريقانية". وعن تأثير الاستعمار في القارة الأفريقية تحدث الدكتور عماد أبو غازي أمين عام للمجلس الأعلي للثقافة قائلا :"إن قارتنا تواجه تحديات كبيرة، أغلبها بسبب الحقبة الاستعمارية، وبعضها كامن في جذور تراثنا، فقد ترك الاستعمار لنا ميراثا مثقلا بالمشكلات نجحنا في تجاوز بعضها، لكن هناك مشكلات جديدة ظهرت مع سنوات الاستقلال، وعلينا نحن مثقفي القارة ومبدعيها أن نسعي لامتلاك زمام المبادرة من أجل تجاوز العوائق التي تقف أمام مسيرة شعوبنا، خصوصا أن ثقافتنا تشكل ميزتنا التنافسية الأساسية في عالم اليوم". وأضاف:" الثقافة مدخل مهم كي نحقق أحلامنا وآمالنا في مستقبل أفضل لقارتنا، فتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأممالمتحدة أكد أن "الثقافة والقيم هما روح التنمية ويساعدان علي تشكيل آمال الناس ومخاوفهم"، والثقافة آداة لتحقيق المشاركة المجتمعية وتنمية الشعور بالانتماء وتفعيل قيم المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص". الجلسة البحثية الأولي التي أدارها الدكتور سمير أمين أكد في بدايتها أن مشكلة الهوية الثقافية مشكلة معقدة باعتبارها تجمع أوجه سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية وغيرها، وتساءل:" لماذا تثار مشكلة الهوية الآن في أجزاء من العالم الثالث خاصة في المنطقة الإفريقية والعربية دون غيرها من المناطق؟". ومن جانبه انتقد الدكتور مصطفي الفقي تجاهل الرئيس جمال عبد الناصر لوحدة وادي النيل، واتجاهه نحو سوريا وغيرها وقال:" نحن ندفع الثمن الآن، وهناك وحدة ثقافية موجودة برغم ما يحدث من مشاحنات بين الثقافة الأفريقية والعربية، ففي دار فور استغرب أنهم يقولون هذا من أصل عربي أو أفريقي رغم أنهم يتحدثون بنفس اللغة، وهذه حساسيات خلقت مؤخرا وسيقسم السودان بسبب مثل هذه الخلافات بين الأعراق". ونصح الفقي بأن نتعلم من التاريخ وأن نتسامح وننسي حتي تتمكن القارة من تحقيق وحدة كتلك التي حدثت في الهند"، وقال:" الشعب الأمريكي خليط من اللغات والأعراق المختلفة وغيرها، وكذلك الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك حققوا وحدة ناجحة، وبالرغم من أن عنصر اللغة هام جدا للجمع بين طوائف الشعب الواحد، إلا أنه يمكن أن نجد دولا بها أكثر من لغة ومتوافقة مع بعضها مثل سويسرا وبلجيكا". ووأشار الفقي إلي أن الدول الأفريقية هي الني وقفت إلي جانب مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد حينما حاول العرب إبعادنا عن المؤسسات الدولية وليس فقط جامعة الدول العربية. وأكد سيزينهو فرانشيسكو عضو الأكاديمية الأفريقية للغات التابعة للاتحاد الأفريقي بمالي علي أن اللجوء للثقافة هو الحل الجيد في حالة سعي أفريقيا لتحقيق تنمية مستدامة، وقال: "لقد خلف المستعمرين ثقافة لا اعترض عليها، ولكنها أحدثت نوع من الزواج المبكر وغير المريح بين الثقافة الإفريقية وتلك الثقافة التي خلفها الاستعمار، وهناك من ينظر للثقافة الأفريقية علي أنها خصم أو عبء مما يؤدي إلي تهميش هذه الثقافة، وهنا أطالب بالعدل بين الثقافتين، لأنه بالرغم من تخلصنا من الاستعمار السياسي فإن عقولنا رهن الاستعمار الغربي".