إذا حضر اليوم عميد الأدب العربي د. طه حسين وطلب الالتحاق بقسم الإعلام (كلية الآداب - جامعة عين شمس).. فسوف يتم رفض طلبه لأنه مكفوف طبقاً للائحة الداخلية للكلية. هذا ما قاله لي مؤخراً أحد أصدقائي من المعاقين جسدياً. ولكني عقبت عليه لا أعتقد في صحة هذا الكلام لأن كلية الإعلام بجامعة القاهرة تقبل التحاق المكفوفين والمعاقين جسدياً، وليس ذهنياً بالطبع. وهو ما رأيته بنفسي أكثر من مرة أثناء مشاركتي في بعض اللقاءات. فعقب علي ما ذكرته بأن هذا هو الفرق بين جامعة القاهرة وجامعة عين شمس، وعندما استفسرت منه قال لي: إن حجة جامعة عين شمس أنهم يعتبرون قسم الإعلام من الأقسام العلمية التي لا يستطيع المكفوف والمعاق جسدياً التفاعل مع مناهجها. ولأن صديقي مهموم بمثل هذه المشكلة التي وعدته أن أكتب عنها من منطق المواطنة؛ فقد أخبرني بمعلومة طلبت منه ما يثبتها.. فأهداني عددا من مجلة "أكتوبر" بتاريخ 14 فبراير الماضي حيث تقول فيه إحدي الطالبات (إن استمارة طلب الالتحاق بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس.. مدون عليها بالخط العريض عبارة: ممنوع دخول المكفوفين والمعاقين). إن ما سبق يعني بالنسبة لي مايلي: - إن هناك حالة من التمييز التعليمي والاستبعاد من دخول بعض الأقسام حسب رغبة الطالب الحقيقية وليس حسب (نصيب) التنسيق، وهو تمييز تتم ترجمته إلي استبعاد وعزل من التفاعل والاندماج داخل المجتمع. - إن هذا التمييز يمثل مخالفة صريحة لتطبيق المادة الأولي من الدستور، والتي تنص علي المواطنة لجميع المصريين بدون استبعاد أو تهميش أو عزل، ومن خلال المساواة التامة.. خاصة أن ما يقوم بهذا التمييز هو قسم داخل كلية في مقابل كلية الإعلام بجامعة القاهرة..والتي تأخذ موقفاً حقوقياً بالدرجة الأولي. - أعتقد أنه يجب علي د. هاني هلال (وزير التعليم العالي) من خلال المجلس الأعلي للجامعات أن يتم تقنين مثل تلك الإجراءات ليتم توحيدها بين جميع الجامعات.. خاصة أنه ليس إجراء خاصا فهو أمر عام مرتبط بشروط الالتحاق التي لا يجب أن تتعارض مع الدستور بأي شكل من الأشكال. - إن مثل تلك القرارات تهدر التميز والتفوق الذي سعي إليه مثل هؤلاء الطلاب لدخول هذا القسم، وتهمل جهدهم الدراسي الذي جاوز مجرد النجاح وانتظار نتيجة التنسيق إلي الاختيار حسبما يطمحون. - إذا كانت (حجة) قسم الإعلام بكلية الآداب (جامعة عين شمس) برفض قبول المكفوفين أن القسم يندرج تحت الأقسام العملية، وأن الطالب يتم تدريبه علي أحدث الكاميرات وأحدث برامج الكمبيوتر حسبما ذكر بمجلة "أكتوبر"؛ فلماذا إذن يتم رفض الطلاب المعاقين جسدياً من الالتحاق بالقسم؟!. لا أجد تفسيراً لما سبق.. سوي أنه قرار تمييزي وإجراء عنصري ضد حقوق الطالب المصري في التعليم.