عثر علي هذه القصيدة مجهولة المؤلف في بداية القرن السادس عشر في كاتدرائية في بوسطن، لم أقرأها في البداية بل استمعت إليها بصوت ريتشارد بيرتون في تسجيل يقرأ فيه أشعارا من أعمال فنية مختلفة، الواقع أنني أحب سماع الكتب المسجلة، لأنها تجمع بين متعة القراءة ومتعة السماع، وأيضا أتعلم منها الفروق بين القراء والتكنيك الخاص بكل منهم، وكان ذلك ضروريا لي عندما كنت أقدم قراءات مسرحية لأعمالي. أرجو أن تنال هذه القصيدة إعجابك، إذا أحببت أن تقرأها في لغتها، ارسل لي وسأرسلها لك فورا. «[email protected]» تقول القصيدة: امض علي بركة الله وسط الضجيج والتسرع ولا تنس مدي ما يوجد في الصمت من سلام، وإلي أبعد مدي وبغير استسلام، كن علي وفاق مع كل الناس. قل حقيقتك بهدوء ووضوح واستمع للآخرين فحتي الأغبياء والجهلة، كل منهم له قصته. تجنب الأشخاص الذين يتسمون بالعدوان والصوت العالي، إنهم أذي للروح. إذا قارنت نفسك بالآخرين فربما تشعر بالخيبة والمرارة، سيكون هناك دائما من هو أكبر وأقل منك، استمتع بإنجازاتك ومشاريعك، حافظ علي عملك مهما كان متواضعا، إنه ثروتك الحقيقية في مواجهة تقلبات الزمن. كن حذرا في شئون عملك فالحياة مليئة بالألاعيب، ولكن لا تدع ذلك يعمي عينيك عن رؤية الفضيلة، هناك أشخاص عديدون يكافحون من أجل المثل العليا، وفي كل مكان ستجد الحياة مليئة بالبطولات. كن نفسك، لا تفتعل المودة ولا تكن عدميا تجاه الحب، ففي مواجهة كل أنواع الجدب والعقم سيظل الحب ثابتا كحشائش الأرض. احرص علي قوة روحك، لكي تحميك من الصدمات المفاجئة، ولكن لا تضايق نفسك بالأفكار السوداء، فمخاوف كثيرة تكون نتيجة للإجهاد والشعور بالوحدة، بعيدا عن جفاف هذه الدنيا كن رقيقا مع نفسك، أنت طفل هذا العالم، تماما كالأشجار والنجوم، أنت لك الحق أن تكون هنا، وسواء كان هذا واضحا لك أم لا، فإن العالم يكشف عن نفسه كما يجب، لذلك كن في سلام مع الله مهما كان الوجه الذي تراه عليه. ومهما كانت درجة الإعياء في هذه الحياة الصاخبة المضطربة، كن في سلام مع روحك، هذا العالم، بكل إحباطاته.. يظل جميلا. كن فرحا.. كافح من أجل أن تكون سعيدا.. إذا بحثت عن هذه القصيدة علي الشبكة العنكبوتية فربما تجدها وقد ذكرت أسماء عديدة لشعراء مفترضين لها، غير أنها بالفعل مجهولة المؤلف، وربما يكون السبب في ذلك أن الرهبان كانوا يرون في كتابة الاسم نوعًا من التفاخر «pride» وهو رذيلة في العقيدة المسيحية. هناك من لحنها وغناها في أمريكا، غير أنني لم أستمع إليها مغناة للأسف. إنني أعود لقراءة هذه القصيدة بين الحين والآخرعندما أشعر بالإجهاد، عندها أشعر بأنني طفل هذا العالم تماما كالأشجار والأنهار وبأن لي الحق أن أكون موجودا علي هذه الأرض طالما كنت حيا، وهو أيضا ما أريدك أن تشعر به. ولكنني أريدك أن ألفت نظرك إلي أن وجود الأشجار والأنهار يحتم أن تقوم بدورها، علي الأشجار أن تورق وتثمر، وعلي الأنهار أن تمد الناس بالمياه، كذلك أنت أيضا تفقد شرعية وجودك هنا إذا لم تكن مثمرا ومنتجا، أمر آخر ألفت نظرك إليه وخاصة إذا كنت عاملا في مهنتنا، الكلمات لا تموت عندما تكون مشبعة بالصدق، لا نعرف قائل هذه الكلمات ولكن لفرط إخلاصها للبشر والحياة كانت قادرة علي أن تعيش مئات الأعوام حتي تصل إليك.