شهدت الفترة الأخيرة سقوط العديد من ابطالنا الرياضيين بمختلف اللعبات في فخ اصابات الركبة وأصبحوا مهددين بعدم المشاركة مع منتخبات الوطنية في أكثر من بطولة. ولم تقتصر هذه الاصابات علي عالم كرة القدم فقط وإنما امتدت لمعظم اللعبات لدرجة جعلت «الرباط الصليبي» شبحًا يطارد ابطالنا. ولعل اصابة محمد زيدان لاعب بروسيا دورتموند الألماني ونجم منتخبنا الوطني بقطع في الرباط الصليبي هي الأبرز علي الساحة الرياضية مؤخرًا خاصة وأن الإصابة داهمته وهو في أوج تألقه بالدوري الألماني. ومازالت الجماهير المصرية تتذكر مشهد سقوط زيدان علي الأرض في احدي مباريات فريقه دون تدخل من أحد ليخرج من الملعب وسط آلامه ويتم اكتشاف اصابته ب «الصليبي» وهو ما دفع الفرعون المصري لإجراء جراحة بالركبة باحد مستشفيات المانيا وسيغيب عن الملاعب ستة أشهر. اصابة زيدان ستحرم منتخبنا الوطني من جهود أفضل مهاجميه عندما يخوض الفراعنة ضربة البداية للتصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية القادمة أمام منتخب سيراليون في سبتمبر المقبل. ومن جهة أخري ستحرم هذه الإصابة اللعينة «زيزو» من الانتقال لأحد الأندية الأوروبية الكبري وخاصة ناديي أرسنال وليفربول الإنجليزيين اللذين كانا يتابعان اللاعب. ولم يكن هشام مصباح بطل مصر في الجودو وصاحب برونزية دورة بكين الأوليمبية بأحسن حالاً من زيدان حيث أصيب هو الآخر بقطع في رباط الركبة وأجري عملية جراحية ثم خضع لفترة تأهيل خاصة بألمانيا. وكبدت الإصابة بطلنا خسائر فادحة حيث لم يشارك في بطولة أفريقيا الأخيرة والتي توج منتخبنا بلقبها كما أنه سيغيب عن بطولة العالم الشهر الجاري بالإضافة لتخلفه عن المشاركة في ثلاث بطولات دولية متتالية خلال شهري يونيو ويوليو.. وبالطبع غياب مصباح عن كل تلك البطولات حرمه وحرم الجودو المصري من أكثر من ميدالية. لكن الأخطر من ضياع الميداليات هو أن بطلنا أصبح مهدداً بعدم المشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية القادمة بلندن 2012 فالبطولات التي لم يخضها ضيعت عليه العديد من النقاط التي كانت كفيلة بحسم تأهله.. ورغم ذلك مازالت الفرصة سانحة أمام مصباح خاصة أن التقارير الطبية تشير إلي احتمالية عودته لممارسة اللعبة أغسطس المقبل، وبالتالي سيكون أمامه بعض البطولات الدولية التي يمكنه حسم التأهل خلالها. أما بطلة رفع الأثقال نهلة رمضان والحاصلة علي لقب بطولة العام في 2003 فتعاني هي الأخري بقطع في الرباط الصليبي وأجرت علمية جراحية بركبتها وستقوم بإجراء أخري بعد شهر ثم تخضع لبرنامج تأهيلي يستمر شهرين علي الأقل وهو ما يعني تأكد غيابها عن بطولة العالم تركيب في سبتمبر المقبل والمؤهلة لنهائيات أوليمبياد لندن. وبعيدًا عن زيدان ومصباح ونهلة هناك العديد والعديد من أبطالنا الذين سقطوا ضحية للعنة الرباط الصليبي ولذلك حرصت «روزاستاد» علي التوجه لأحد الأطباء المتخصصين في الحقل الرياضي لتسليط الأضواء علي اصابات الركبة ومعرفة أهم أسبابها وكيفية الوقاية منها.. حيث أكد د. حسام الأبراشي طبيب العلاج الطبيعي بمنتخبنا الوطني الأول أن اصابات القطع بالرباط الصليبي للركبة لا تحدث في كرة القدم وحدها بل من الممكن أن يتعرض لاعب في الكرة الطائرة أو اليد أو أي رياضة أخري لتلك الاصابة. وقال الابراشي إن هذه الاصابة قد تحدث مع أي حركة مفاجئة أو عكسية للركبة ولا يشترط أن يكون هناك التحام أو تدخل عنيف مع اللاعب. اضاف الأبراشي تتكون من أربطة وغضاريف بالاضافة لأربع عضلات فوق الغضاريف تساعد علي تثبيتها مؤكدًا أن عدم الاهتمام بتقوية هذه العناصر يؤدي للإصابة بقطع في الرباط الصليبي مع أي حركة عكسية. كما شدد الابراشي أيضا إلي أهمية عملية الاحماء والتسخين قبل خوض المباريات مشيرًا إلي أنها تقي بنسبة كبيرة من الإصابة. ويري الابراشي أن إصابات الرباط الصليبي في السنوات الأخيرة لم تعد مصدر رعب للرياضيين كما كان في الماضي مؤكدًا أن الشفاء منها أصبح مضمونًا بنسبة تتعدي ال90%، واختتم الأبراشي حديثه موجهًا نصيحة لكل الرياضيين بضرورة الاهتمام بتقوية أربطة وعضلات الركبة من خلال بعض التمارين الخاصة بذلك بالاضافة للاحماء الجيد قبل النزول لأرضية الملعب حتي نتقي شر هذه الاصابة اللعينة.