مواقع مشبوهة.. تفننت في صناعتها أياد ماكرة فاجرة.. أو متاجرة جاهلة.. تتخذ من الإسلام ستارًا.. تدس السم في العسل.. وتقدم نفسها علي إنها ملاذ آمن للمطلقات والأرامل والعوانس والحالمات بالزواج السعيد.. تتلاعب بآيات القرآن وتتاجر بها حتي يتم استدراج الفريسة لتجد نفسها متورطة في علاقة غير شرعية.. زواج عرفي.. أو متعة.. أو مسيار.. وربما يتم النصب عليها والحصول علي أموالها.. «روزاليوسف» اخترقت هذه المواقع.. رصدت تفاصيل وكواليس ما يدور بداخلها من محادثات مشبوهة. مودة نت.. يعلن علي صفحته الرئيسية بأنه موقع زواج خاص بالمسلمين فقط، يسعي للمساهمة في مساعدة الجنسين علي الزواج الشرعي، بطريقة - يدعي أنها - إسلامية، من خلال توفير جميع الأدوات اللازمة لتسجيل الطلبات والبحث والتسهيل لايجاد شريك الحياة المسلم بالمواصفات التي يحلم بها المشترك. يؤكد الموقع أنه للزواج الشرعي ولا يوجه من يستغله للصداقة أو التعارف أو زواج المتعة أو المؤقت أو العرفي، فهو موقع يتسم بالجديدة فتعمل إدارته لوجه الله!. يستهل المواقع بآيات قرآنية منها «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، ثم تطلب إدارة الموقع من المتصفحين أن يرددوا الدعاء التالي «اللهم أني اسألك أن ترزقني زوجًا صالحًا يا أرحم الراحمين». 500 ألف مشترك ويعلن الموقع أن أعداد المشتركين تتعدي 500 ألف مشترك، ويضع علي صفحته الرئيسية نماذج «وهمية» تدعي أنها قد وفقها الله للزواج عبر الموقع وتختم رسالتها بتوجيه الشكر لإدارة الموقع، يدعي الموقع ضمان السرية وعدم وجود أباحية أو خروج عن آداب وتعاليم الدين الإسلامي وأنه يضم المشتركين الراغبين فقط في الزواج الشرعي، وأن هناك إدارة «تسهر» لمراقبة أية تجاوزات في التعليقات والمداخلات وتحزفها فورًا. الموقع يؤكد أن التسجيل مجاني وأن بإماكن المشترك الحصول علي الزوج أو الزوجة خلال 24 ساعة، علي أن يتم التواصل عبر الأهل بعد مطابقة المواصفات بين الشخصين بالموقع علي أن يلتزما بصلاة الاستخارة قبل الزواج! تنتهي الصفحة الرئيسية للموقع بآية قرآنية «وأتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون». ملف شخصي بدأت مغامرتنا داخل الموقع بإنشاء «ملف شخصي» من خلال إنشاء بريد إلكتروني «وهمي» حتي يتسني لنا من خلاله التسجيل بالموقع، وبعد اتباع الخطوات التي يعلن عنها الموقع حصلنا علي ملف شخصي باسم مستعار اخترناه وهو «فاطمة عبدالقادر» وأدخلنا بيانات وهمية «فتاة متدينة» ترغب بالزواج من شاب مسلم ولا تمانع التعدد ولديها شقة ومال، وبعد كتابة البيانات المتعلقة بالشكل والمظهر والعمر والوظيفة ومحل الإقامة والعمل والبريد الإلكتروني ومواصفات الزوج. وافقت الإدارة علي إنشاء ملف أعطته رقم عضوية «465884» ويشمل حساب الملف واليويزر الداخلي للرسائل والصور وقائمة المهتمين بالملف ومن يتجاهلونه ومن خلاله يتسني لنا البحث عن الزوج «المتدين» وتصفح ملفات الأعضاء المسجلين وتلقي الرسائل أو إرسالها للتواصل وخلال فترة استخدامنا للموقع انهالت 100 رسالة يوميا من الراغبين في التواصل معنا وتم مشاهدة البيانات حوالي 2000 مرة، وإضافة الملف في قائمة اهتمامات 155 شابًا يرغبون في التواصل للزواج الإسلامي. السلفي والشيخ علاء تصفحنا الرسائل.. بعضها من ملفات تحمل أسماء دينية إسلامية «كالسلفي» و«الشيخ علاء» و«الكتاب والسنة» و«الطيب» و«الصالحون» ومصري ملتحي» و«ربنا يعلم» و«الوليد» و«العدل» و«الرياض مسيار» و«المسلم» و«أبو حمزة» والبعض الآخر يحمل أسماء تناقض ما يروجه الموقع عن نفسه مثل «العاشق الولهان» و«قلب فاضي» و«مرهف الإحساس» و«عاشق حائر» و«ميت لايزال حيا» و«جيفارا مصر الجديدة» و«الاحتواء» و«الإحساس» و«الحب الضائع» وغيرها من العناوين التي لا تتلاءم مع ما يدعيه الموقع. تلقينا العديد من الرسائل من شخص يطلق علي نفسه اسم «رومانسي موت» وبالدخول لملفه الخاص وجدنا أن اسمه «نادر» من «حي السلام» بالقاهرة - 28 عامًا - ويعمل مهندس كمبيوتر ومحامي في الوقت نفسه. وعبر الرسائل المتبادلة معنا، كان حديثه في بداية الأمر عن رغبته في الزواج الشرعي. قال أنه وجد الذي يتمناه قلبه ولكنه لا يمتلك المال للزواج، فجميع أمواله أنفقها علي علاج والدته المريضة، وبعد عدد من الرسائل طلب سلفة 30 ألف جنيه حتي يتسني له المجئ للتقدم للأهل بشرط أن يصبح الأمر «سري» لكي لا تتأثر صورته وبإمكانه الحصول علي المبلغ بأحد الأماكن العامة، ثم يتمكن بعد ذلك من مقابلة الأهل للزواج! وأكد بأن هذا الأمر ليس عيبًا حيث لا يوجد فارق بين من سيصبحان زو جين. قابلت طلبه بالرفض بحجة عدم قدرتنا علي توفير المبلغ، فجدد طلبه مرة أخري بالزواج بشرط التواصل عبر البريد الإلكتروني باستخدام الكاميرا وإرسال رقم التليفون الشخصي. علقنا علي ذلك بأن تلك الطلبات مخالفة لتعاليم الموقع فقال «الموقع مش إسلامي أوي» وأنه يوجد من يشترك بغرض اللهو والنصب وليس الزواج الشرعي، وأن علينا الخروج منه طالما وفق الله كل منا للشريك الصالح! حسابات بنكية زادت الرسائل وتضمنت تساؤلات حول الحساب بالبنك وحجم ما لدينا من أموال وعما إذا كان هناك إمكانية للمقابلة للتعارف، ورغبته في الحصول علي مبلغ مالي لإقامة مشروع حتي يتسني له الزواج الشرعي، وعندما رفضنا كل ذلك عرض مبدأ «الزواج العربي» كوسيلة للهروب من نفقات الزواج وتساؤلات الأهل، مؤكدًا أنه زواج شرعي ويشهد عليه اثنان، ولكن علينا إرسال رقم التليفون والتواصل عبر الايميل لإتمام ذلك. انتقلنا لملف آخر يسميه صاحبه مسيار الرياض وهو زوج لديه اطفال لكنه يرغب في زواج المتعة بفتاة مصرية خلال إجازة الصيف ومن خلال التواصل معه قال مسيار الرياض إنه يريد فتاة جميلة وذات قوام جذاب ودلوعة ورومانسية علي أن يري صورها الشخصية وسيكون الأمر سريا ويتم الاتفاق مسبقا علي المهر والشبكة وغيرها من الأمور. وأكد خلال رسائله بأنه سوف ينزل للقاهرة عقب الاتفاق وأنه سيوفر مبلغ 75 ألف جنيه قيمة المهر قبل الزواج بالإضافة للشبكة أما الشقة ستكون «مفروشة». وحينما أستفسرنا عنه حول صحة هذا الزواج قال أنه زواج شرعي لدي المأذون وأن الهدف منه هو عفة الرجل أثناء غربته حتي لا يرتكب الفواحش كما أنه يعطي المرأة جميع حقوقها. انتهي حديثنا مع «المسيار» الذي أكد أنه خلال عشرة أيام سيكون بالقاهرة حتي يتم الاتفاق المادي ويعقبه الزواج. ومن المسيار إلي ملف آخر هو علاء السلفي وهو علي حد قوله شخص ملتحي وزوجته منتقبة ويبحث عن أرملة أو مطلقة يتزوجها ليعفها بشرط أن تكون ملتزمه دينياً وتوافق علي ارتداء النقاب. المفاجأة خلال محادثاتنا معه أنه أوضح ظروفه بأنه لا يملك شقة! وأنه يرغب بالزواج بفتاة أو أرملة أو مطلقة لديها شقة. الخروج من الموقع وطالب السلفي بعد حديثه بضرورة التواصل عبر الأهل والخروج من الموقع حتي لا تقع فريسة لأصحاب النفوس الضعيفة أما هو فلا يهمه هذا وكل ما يهمه هو حب الله والبحث عن زوجة صالحة وإتمام الرؤية الشرعية بمنزلها وصلاة الاستخارة بعدها ليتم الزواج. لاحظنا أن كثيرين من المترددين علي تلك المواقع الإسلامية للزواج يقبل عليها لمجرد الدردشة وتكوين علاقات عبر الإنترنت والتنقل بين الملفات الشخصية وتصفح البيانات والصور الشخصية واختيار الفريسة ومن هؤلاء جيفارا مصر الجديدة الذي يذكر أنه صاحب شركة لاستيراد وتصدير البطاريات ويقيم بمصر الجديدة ويرغب بزوجة. دردشة تقليدية ومن خلال رسائله تبين أنه يدخل لمجرد التعارف حيث يري في الإنترنت وسيلة جيدة للتواصل وأن هذا الموقع الإسلامي لا يختلف كثيراً عن غرف الدردشة التقليدية. وحينما استفسرنا منه عن آليات الأرتباط الشرعي شرح أنه لابد أولاً من التعارف عبر الأميل وتبادل الصور لفترة وإذا كان هناك قبول بين الطرفين يتم بعد ذلك الارتباط. سألناه عن سبب إلتحاقه بالموقع فأكد أنه يعلم بأن جميع البيانات وهمية لكنه يرحب بالعلاقات مع الفتيات خاصة من وصلن لمرحلة العنوسة ويجدن في علاقات الإنترنت وسيلة للتعبير عن مشاعرهن بعيداً عن قيود المجتمع.