كتب :عصمت داوستاشى رحلت عن عالمنا يوم الاثنين الماضي عن عمر يناهز الثمانين عاماً الفنانة الرائدة مريم عبد العليم ..أستاذة جليلة لأجيال من فناني الطبعة الفنية في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية بقسم التصميمات المطبوعة منذ إنشاء القسم بالكلية عام 1958 .. وتعد من طليعة فنانات مصر. وقد شرفت بأن أكون معها قبل رحيلها بستة عشر يوماً في ندوة تحدثنا فيها عن رائد الفن المصري الحديث محمود سعيد وذلك بمتحفه بمنطقة جناكليس برمل الإسكندرية في ذكري رحيله السنوية وكانت الفنانة الراحلة مريم عبد العليم في أحسن حالاتها وقد توهجت بالحديث الممتع عن محمود سعيد الذي عرفته والتقت به في بداية عملها بفنون الإسكندرية وقد أخبرتني في هذه الندوة برغبتها في إقامة معرض شامل تقدم فيه إنجازاتها عبر مسيرتها الفنية الثرية وقالت لي إن صحتها لم تعد تسمح لها بإعداد هذا المعرض وأخبرتها بأن مثل هذه المعارض الشاملة من اختصاص قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وضمن رسالتها الأولي.. وها أنا أنقل وصية الفنانة إلي الصديق الفنان محسن شعلان ليبدأ من الآن إعداد معرض شامل لمريم عبد العليم مع كتاب تذكاري في أقرب فرصة ممكنة. وقد عرفت الفنانة الكبيرة منذ التحاقي بكلية الفنون الجميلة عام 1962 وقد تابعت مسيرتها الفنية الرائدة منذ ذلك التاريخ .. ولعل من أجمل ما فعلته في سنواتها الأخيرة أنها خصصت جوائز للفنانين الشباب وهواة الفنون الجميلة بالإسكندرية لإبداعاتهم حول موضوع الساعة وكان ذلك في مارس من العام 2004 وكان موضوع الساعة في ذلك الوقت هو فلسطين والعراق وقد اتضح أنه موضوع كل الساعات بعد ذلك . وقد اتجهت مريم عبد العليم في سنواتها الأخيرة إلي الرسم الملون مستلهمة البساطة والتلقائية والحس الشعبي والروح التصوفية تلك الروح التي بدأت معها منذ فترة طويلة. ومريم عبد العليم فنانة مصرية عالمية تاريخها الإبداعي حافل بالتجريب والتجديد في التقنيات المتعلقة بفن الطباعة ممتزج ذلك الإبداع بإنسانيتها وحضورها الطيب الجميل وسط أبنائها الفنانين .. سنفتقد تلك الروح العظيمة التي كانت تشع بيننا وستظل بتاريخها الحافل وإبداعاتها المتميزة في صدارة الإبداع المصري المعاصر وذاكرته. [email protected]