غموض في صفقة «أوراسكوم» و«إم تي إن».. والجزائريون يدعون للاكتتاب في «چيزي» لا تشهد شركة أوراسكوم تليكوم حالة من التأرجح فقط انما تواجه اكثر ساعاتها سخونه في طريقها الي مصير يراه البعض محفوفا بعلامات الاستفهام حيث تشهد الشركة الاكبر في قطاع الاتصالات في منطقة الشرق الاوسط موقفا غامض فيما يتعلق بجبهتها الداخلية حيث أن اعتراضات صغار المساهمين علي عدم صرف الأرباح لم تعد مجرد فرقعة وانما وصلت إلي حد التهديد باللجوء للقضاء. تأجيل الإفصاح في المقابل بدأ الغموض يسيطر علي مصير صفقة استحواذ أو اندماج فروع أوراسكوم الافريقية مع شركة "ام تي ان" فبعد ان كان الحديث يدور حول صفقة شراء بمليارات الدولارات تتراجع الي اندماج بين الشركتين وقررت اوراسكوم تأجيل الافصاح عن الصفقة مرتين ربما لتعثرها قبل ان تخرج الشركة ببيان زاد الأمر التباسا باحتمال نجاح او فشل المفاوضات وليس بعيدا عن ذلك دخول فرانس تليكوم وبحريتيه الهندية علي خط المفاوضات حول فروع الصفقة الأفريقية وهو ما يؤشر إلي مفاوضات طويلة أو ربما متعجلة تضطر إليها الشركة قبل أن يزداد موقفها صعوبة ويتسرب مزيد من القلق والتوتر حول مصيرها حيث بدأت المنتديات والمواقع الاقتصادية تتناقل تعليقات حول عزم اسرة ساويرس تصفية أعمالها في مصر. غموض ولا يمكن فصل تلك الاحداث عما تواجهه الشركة من مطبات في الجزائر فبينما يزداد المسئولون هناك أصرار علي احقيتهم في الشفعة اعتراضا علي الصفقة الأفريقية تتصاعد موجة بين الجزائريين تدعو للاكتتاب في جيزي. وصفت شركة "أوراسكوم تليكوم القابضة" في بيان لها أمس اللغط الحادث مؤخرا حول صفقة استحواذ شركة " ام تي ان" علي حصتها الحاكمة في عدد من الدول الأفريقية بالتكهنات الصحفية مشيرة إلي أن شركتها الأم " ويذر انفستمنت " التي تمتلك 52.1% من رأسمال "أوراسكوم تليكوم" قد عقدت جولات مفاوضات مع شركة "ام تي ان" الجنوب أفريقية. وذكرت أوراسكوم في البيان أن تلك المفاوضات قد ينتج عنها الدخول في صفقة تتضمن استحواذ الشركة الجنوب أفريقية علي حصة حاكمة في أوراسكوم تليكوم أو أي من شركاتها التابعة وقد تكلل هذه المفاوضات بالنجاح أو بالفشل مشيرة إلي أن الشركة سوف تقوم بإصدار بيان آخر في الوقت المناسب طبقا لقواعد الإفصاح المعمول بها وبناء علي ذلك طلبت الشركة من البورصة إعادة التداول علي أسهمها في مصر، كما تم ذلك في بورصة لندن في نفس التوقيت. تعليق التداول أكدت الشركة أن شروط اتفاق التسوية التي تم الإعلان عنها مع شركة "فرانس تيليكوم" بخصوص موبينيل و الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول المقدم للهيئة المصرية للرقابة المالية لن يؤثر علي حصتها الحالية المباشرة وغير المباشرة البالغة 34.6% من جانبها كشفت مصادر مطلعة بالبورصة أن الحديث عن الصفقة الجنوب أفريقية بدأ من الأربعاء 14 أبريل مما دفع السهم إلي الصعود من 5 جنيهات الي 7.5 جنيه بنسبة 52% برغم نفي ادارة البورصة الانباء التي ترددت بقوة بالسوق. قالت مصادر إن أوراسكوم تليكوم قد علقت التداول علي السهم ببورصة لندن نظرا لوجود قوي بيعية علي السهم من جانب المؤسسات والصناديق الكبري بنظام الشورت سيلينج "نظام تسليف الاسهم" بسبب ضعف الثقة في السهم مما دفع الشركة إلي الاسراع في اتخاذ قرار التغليق والإعلان عن الصفقة التي لاتزال في مراحلها الأولي. أوضحت المصادر أن الشركة قد امتثلت لقواعد الشفافية والافصاح ببورصة لندن متخذة قرارها بتعليق السهم نظرا لدخولها في صفقات جوهرية في حين تأخر ذلك في البورصة المصرية مما أدي إلي وجود تلاعب بالسهم تلاه صعود إلي المستوي الحالي دون توقيع غرامات لعدم اتباعها قواعد القيد والافصاح إذ نفت الشركة الأسبوع قبل الماضي وجود أحداث جوهرية ثم تراجعت عن ذلك في وقت لاحق مطالبة بتعليق السهم لمدة يومين. بورصة زيورخ غرار السيناريو السابق لقيد شركة اوراسكوم القابضة للتنمية المملوكة لسميح ساويرس في بورصة زيورخ بسويسرا و الذي كشفت عنه روزاليوسف في تقرير نشرته قبل عامين مما ايقظ المسئولين حول عملية القيد. حذرت روزاليوسف في وقت سابق من أن عملية قيد اوراسكوم للتنمية في بورصة زيروخ سوف يفتح الباب لتملك الاجانب في سيناء اذ تملك الشركة المصرية اسهما في مشروعات في طابا وجنوب سيناء والممنوع تملك اجانب بها بنص القانون وهو ما جعل هيئة سوق المال انذاك تصدر قرارها باستبعاد مشروعات الشركة في طابا وسيناء من عمليات القيد في بورصة زيورخ. في سياق متصل هدد صغار المساهمين باللجوء الي الجهات القضائية للمطالبة بحقوقهم في الشركة اذا لم تلتزم الشركة بتوزيع الارباح وفصل اعمالها الاستثمارية عن خلافاتها الخارجية في الجزائر وغيرها اذ انهم مساهمون بالشركة في الداخل وليس بالخارج . صغار المساهمين أوضح إبراهيم إبراهيم أحد صغار المساهمين بشركة اوراسكوم تيليكوم ان المساهمين ينتظرون القرارات التي سوف يتخذها المهندس نجيب ساويرس الخاصة بتوزيع نسبة صغار المساهمين بالارباح واذا لم يحدث ذلك سوف يتم اللجوء الي القضاء للحصول علي حقوقهم في الارباح . طالب محمد رأفت احد صغار المساهمين بسرعة صرف الارباح باعتبار ذلك حقاً قانونياً وشرعياً حتي لاتؤثر السهم بالسلب مما ينعكس بكارثة اكبر في المستقبل وعلي الجانب الآخر اعلنت جماعة جزائرية أطلقت علي نفسها اسم نادي مشتركي جيزي التقدم لشراء جيزي بطريق الاكتتاب باعتبارها شركة وطنية جزائرية أولي من أطراف اخري أجنبية كما أنهم من مؤسسي الشركة اقتصاديا من خلال باشتراكاتها في التمويل بأكثر من 250 مليون يورو. أصدر نادي مشتركي جيزي في بيان له أنه عند إنشاء شركة جيزي كان عدد المشتركين ما يقرب من مليون جزائري وضعوا ثقتهم فيها وقاموا بإكتتاب اشتراكات دون تردد موضحين ان ذلك يعطيهم الحق من الناحية الشرعية والأخلاقية لامتلاك مؤسسة جيزي. وكشف مصدر مسئول أنه في الوقت الذي تقترب فيه شركة "إم تي إن" إنهاء صفقة استحواذها علي حصص شركة أوراسكوم تليكوم في قارة أفريقيا تدخل كل من شركتي "فرانس تليكوم" و"بحريتية الهندية" لعرقلة الخطوات الاخيرة في اتفاقية الاستحواذ. صفقة أفريقيا أوضح المصدر ان شركة بحريتية الهندية اعلنت انها ترغب في الاستحواذ علي شركة اوراسكوم تليكوم بأفريقيا لكون الاسواق الافريقية لا تزال خصبة بالنسبة لقطاع الاتصالات بسبب عدم تشبعها بالمحمول علي عكس الأسواق الأوروبية والآسيوية التي قاربت علي التشبع مما يجعل المنافسة للاستحواذ علي فروع اوراسكوم بأفريقيا قوية وتزيد من سعر الصفقة. علي صعيد تعاملات البورصة أمس سجل سهم أوراسكوم تيليكوم ارتفاعا بمقدار 0.4% وصولا إلي مستوي 7.59 جنيه مقابل إغلاق سابق 7.56 جنيه، بينما تراجع سهم الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول «موبينيل» بمقدار 4% وصولا إلي مستوي 199 جنيهًا مقابل إغلاق سابق 202 جنيه في حين سجل مؤشر البورصة الرئيسي تراجعا بمقدار 1.3% متأثًا بأحداث صفقة أوراسكوم وMTN.