شهد عاما 2007 و2008 هجوما شرسا من قبل كبري الشركات المصرية للحصول علي توكيلات السيارات الصينية في البداية كانت ردود الأفعال سلبية بعض الشيء تجاه الطرازات الصينية التي طرحت في السوق المصرية من قبل بعض الوكلاء المبتدئين في تجارة السيارات ولكن سرعان ما تحولت ردود الأفعال للنقيض تماما بعدما قامت شركات كبري تتمتع بسمعة جيدة في السوق المصرية بالحصول علي توكيلات لسيارات صينية لها طابع منافس جدا واستطاعت أن تحوذ علي إعجاب منقطع النظير من قبل العميل المصري الذي تشجع وقرر الحصول علي واحدة من هذه السيارات مستندا لجودة السيارة من ناحية واسم وكيلها من جهة أخري ويكفي أن نشير إلي قيام شركات مثل البافارية لتجارة السيارات وأبوالفتوح وشركة الأمل للتجارة الخارجية ومجموعة المسلمي والمجموعة الصناعية والتجارية والشركة العربية لتجارة السيارات وغيرهم مما يتحكمون في سوق السيارات الصينية بتوفير قطع الغيار وخدمات الصيانة وما بعد البيع لعملائهم ولكن يبدو أن عامي 2008 و2009 شهدا ظهوراً لتوكيلات أخري ستحارب التوكيلات الصينية في مكانتها وفي نهاية العام ستكون السيارات الهندية علي رأس قائمة المنافسة ولم لا فالهند تملك حاليا أقوي مصانع لتصنيع السيارات بتكنولوجيا متطورة جدا والأكثر من ذلك ستطرح سياراتها بسعر اقتصادي جدا ولن تكون مبالغة منا إذا قلنا أن الهنود قادمون وسيكون العام الحالي بداية الشجرة الهندية التي سرعان ما ستطرح ثمارها خلال الأعوام المقبلة وبدأت أولي ثمار المبكرة علي يد شركات مصرية عريقة في المقدمة قام سامي سعد رئيس مجلس إدارة تكنو تريد الوكيل الوحيد لسيارات تاتا الهندية بطرح سيارات تاتا النصف نقل منذ التسعينيات والتي نافست توكيلات أمريكية ويابانية بشكل ملحوظ يليها قيام الشركة العربية لتجارة السيارات (مودرن موتورز) بطرح السيارة ماروتي في فئة الأقل من 1000 سي سي والتي لاقت إعجابا من العملاء خاصة السيدات لصغر حجمها وسعرها الاقتصادي وبالفعل حققت مبيعات مرتفعة جدا بعد دمج شركة ماروتي الهندية مع سوزوكي اليابانية لتطرح السيارة باسم سوزوكي ماروتي ويتم تصنيعها بالكامل في مصنع سوزوكي في الهند وتقامت شركة جي بي أوتو وكيل سيارات هيونداي بطرح السيارة هيونداي فيفا التي تصنع بالكامل في مصنع هيونداي بالهند ومؤخرًا قامت الشركة البافارية للسيارات وكلاءBMW وميني ورولزرويس وبريليانس بالحصول علي توكيل لسيارة هندية من الألف للياء وهي ماهيندرا سكوربيو والتي أحدثت هزة قوة في سوق الدفع الرباعي بقي أن نشير إلي قيام تاتا الهندية بتفجير مفاجأة من العيار الثقيل خلال فعاليات معرض أوتو أكسبو الهندي حيث كشفت عن موديل نانو الجديد وهو الموديل الذي أثار ضجة غير عادية خلال الأشهر الماضية عندما أعلنت الشركة أنها ستقدمه في الأسواق بسعر 2500 دولار أمريكي فقط ومع الكشف الفعلي عن الموديل استحقت نانو عن جدارة لقب أرخص سيارة في العالم وهي من تصميم راتان تاتا الرئيس التنفيذي للشركة الذي يسجل ضمن العظماء في تاريخ السيارات من أمثال هنري فورد وفيري بورش. المبهر في ذلك أنها جاءت علي خلاف التوقعات فالبعض قال إن الشركة ستقدم توك توك بسقف قماشي علي أحسن تقدير ولكن جاءت السيارة كاملة تتسع لأربع أشخاص وبمقصورة مريحة نسبيا بينما صنع الشاسية مع الفولاذ وأجزاء الهيكل من البلاستيك والنوافذ من الزجاج وتفي السيارة بمعايير السلامة الهندية والخاصة بمجالات التصادم الأمامي والجانبي ويجري حاليا إنتاج الموديل في مصنع إقامته الشركة خصيصا لإنتاج هذا الموديل غرب البنغال بمعدل 250:350 ألف سيارة سنويا. يري كثيرون أن جلب هذه السيارة إلي مصر خاصة مع وجود وكيل لها سيحدث ضجة في سوق السيارات فهي بدون كماليات سيصل سعرها إلي 14 ألف جنيه وهو سعر مناسب جدا لأسرة مصرية مكونة من أربعة أفراد كل حلمهم سيارة تلبي احتياجاتهم في التنقل من مكان لآخر في ظل محدودية الدخل وإن كان سيزيد علي ثمنها 60% جمارك وضرائب ورسوم مما سيعمل علي رفع السعر ليصل إلي 25 ألف جنيه مصري ذلك دليل قوي علي أن الهند أصبحت قوة لا يستهان بها في تصنيع السيارات والأعوام المقبلة ستبرهن علي صدق هذا الكلام وإن كانت الشركة الهندية لم تعلن حتي الآن علي نيتها لتصدير هذه السيارة للشرق الأوسط. ويري صلاح الحضري أمين عام رابطة مصنعي السيارات المصرية أن السيارات الهندية تتقدم بشكل سريع وتسعي لمضاعفة إنتاجها سنويا وتتوسع في ضخم إنتاجها من فئات متعددة للسيارات في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط من خلال اعتمادها علي طرازات يزداد الطلب عليها في مثل هذه الدول فالشركات الهندية تركز في إنتاج سيارات صغيرة ذات استهلاك اقتصادي للوقود أو سيارات دفع رباعي وكلا الطرازين يشهد إقبالا من المستهلكين بشكل عام وأبرز دليل علي ذلك أن أكثر سيارة تحقق مبيعات في مصر هي سوزوكي ماروتي الهندية الصنع. ويتوقع الحضري أن تنافس الهند السيارات الصينية في صدارة الإنتاج العالمي خلال الخمس سنوات المقبلة.