في مؤشر علي عودة تسونامي الأسعار من جديد الذي ضرب العالم في عام 2008 شهدت أسعار السلع الغذائية الاستراتيجية ارتفاعاً كبيراً خلال تعاملات الشهر الجاري مقارنة بمارس الماضي، حيث قفزت أسعار زيت الأولين من 800 دولار إلي 822 دولاراً مع توقعات باشتعال أسعاره في البورصات العالمية، خاصة مع تعاقد الصين علي شراء كميات كبيرة منه خلال هذا العام، وذلك تلبية للاستهلاك المتنامي لأكبر تعداد سكاني في العالم الذي وصل إلي نحو 1.3 مليار نسمة، كما ارتفعت أسعار المسلي من 4600 دولار إلي 5 آلاف دولار للطن. أوضح تقرير غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات أن أسعار الألبان المجففة سجلت ارتفاعاً بلغ نحو 100 دولار ليصل الطن إلي 2700 دولار في حين سجلت أسعار اللحوم ارتفاعاً كبيراً بنحو 400 دولار ليصل الطن إلي 3300 دولار. وبين التقرير أن أسعار الأقماح والأرز والذرة والشاي شهدت استقراراً ملحوظاً، حيث سجلت 200 دولار، 249 دولاراً، 159دولاراً، 2000 دولار علي الترتيب، وتوقع تقرير الغرفة أن تنعكس الأسعار العالمية علي السوق المحلية خلال فترة وجيزة. ومن جانبه قال مصدر مسئول بوزارة التجارة والصناعة فضل عدم ذكر اسمه أن التحرك الملحوظ في أسعار السلع الغذائية ينذر بتسونامي جديد في الأسعار وإن كانت المؤشرات تؤكد أن حدة الأسعار الجديدة لن تصل إلي مستويات الأسعار التي ضربت العالم في 2007 ووصلت إلي ذروتها في فبراير 2008 وبين المصدر أن هذا الارتفاع سوف ينعكس علي زيادة الموجة التضخمية خلال الفترة المقبلة، فيما أكد محمد عبدالفضيل أحد أكبر مستوردي القمح أنه رغم الاستقرار النسبي في أسعار القمح إلا أنه من المتوقع أن تشهد أسعاره ارتفاعاً كبيراً خلال الموسم القادم، خاصة أن تداعيات الأزمة المالية بدأت في التلاشي، بينما أوضح محمد عبدالرحمن رئيس القطاع التجاري لشركة سيلا أن التجار لجأوا إلي تخزين كميات كبيرة من زيت الأولين تحسباً لارتفاع أسعاره، مشيراً إلي أن الشركات المنتجة تجد صعوبة في تسويق زيت الأولين حالياً. أضاف أن التغيير الكبير في الأسعار العالمية سوف ينعكس علي السوق المحلية بشكل مباشر، خاصة الزيوت، حيث يتم استيراد نحو 90% لسد الاستهلاك الذي وصل إلي 1.1 مليون طن سنوياً.