حالة من القلق والاستياء سادت بين المستفيدين بالمشروع القومي للإسكان بالسادس من أكتوبر بسبب الإجراءات والشروط المجحفة التي وضعتها البنوك العامة وذلك عقب استلام الشباب لوحدات المشروع القومي للإسكان وخاصة المرحلتين الثالثة والرابعة، تأتي هذه الإجراءات المتعنتة وسط صمت من جانب وزارة الإسكان. كشف المستفيدون عن الشروط التعجيزية التي تمثلت في ضرورة وجود ضامن من القطاع العام أو توافر ثمن الشقة مقدما والبالغة قيمتها 31 ألف جنيه. وهدد الشباب بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء حيث إن البنك هددهم أنه في حالة عدم توافر ثمن المسكن خلال أسبوعين سيتم رد مبلغ 5 آلاف جنيه الدفعة المقدمة وستسحب الشقة. وناشد الشباب رئيس الجمهورية بالتدخل لحل هذه الأزمة حيث إن الهدف من طرح مثل هذه المشروعات هو التخفيف عن كاهل الشباب والذي يأتي ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك. ويقول طارق عبدالباري الخولي: تقدمت للمشروع القومي للإسكان بمدينة 6 أكتوبر ولطلب شقة تبلغ مساحتها 63 مترا وتم دفع مبلغ 5 آلاف جنيه كمقدمة حجز وفوجئنا أن المرحلتين الثالثة والرابعة تم بيعها لبنكي مصر والأهلي. ويوضح أنه عندما تقدم للبنك بدفع الأقساط فوجئ بأنه يطالبه بدفع المبلغ كاملا والبالغ 31 ألف جنيه أو وجود ضامن حكومي وألا يزيد عمره علي 40 عاما وأن يكون له حساب في هذا البنك لضمان أنه في حالة عدم سداد المستفيد يتحملها الضامن. ويشير إلي أنه يقطن بمدينة 6 أكتوبر منذ سنوات وأن طبيعة المدينة أنها قطاع خاص وليس حكوميا مؤكدا أنه حتي في حالة وجود ضامن يشترط البنك لا يزيد عمره علي 40 عاما. ويوضح أنه مهدد بالطرد من شقته الإيجار الجديد التي يدفع لها مبلغا شهريا 400 جنيه كقيمة إيجار مؤكدا أنه متزوج ويعول ثلاثة أولاد فأين يذهب بهم بعد ضياع حلمه من خلال المشروع القومي للإسكان. ويقول ناصر عبدالعليم عبدالرازق إنه تقدم للمشروع منذ عامين ببنك التعمير والإسكان الذي لم يحدد- وقتها- أي شروط للحصول علي الشقة سوي دفع مبلغ 5 آلاف جنيه، ولكن بعد بيع المشروع لبنكي مصر والأهلي وجدوا صعوبات حيث يستحيل دفع ثمن الشقة كاملا دون أقساط في ظل الأزمة الطاحنة التي يعيشونها. ويضيف: إن المشروع يستهدف شريحة الشباب ومحدودي الدخل ولكن ما يحدث الآن يعتبر مهزلة حقيقية ومخالف لبرنامج الرئيس الانتخابي القائم علي محدودي الدخل. ويقول هيثم السيد عبدالسلام «حرام عليكم» لجأت للمشروع بسبب التقسيط ولكن الشروط التي وضعها البنك تعتبر تعجيزية متهما إياهم بتعمد تعجيز الشباب عن دفع المبلغ ويتم بيعها بعد ذلك بأسعار خيالية. ويضيف شعبان جمعة إبراهيم أن عدد المستفيدين من المرحلتين الثالثة والرابعة للمشروع يبلغ عددهم 6 آلاف شاب مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد قنبلة موقوتة، حيث إن البنك اعطي آخر مهلة للسداد خلال الأسبوعين المقبلين. وكشف مصدر رفض ذكر اسمه أن هناك تجهيزات لعمل اعتصامات مفتوحة أمام مجلس الوزراء خلال الأيام المقبلة لكي تتحرك الحكومة حيث إننا ذهبنا لوزارة الإسكان لإغاثتنا ولكن باءت المحاولات بالفشل حيث إنها أكدت عدم وجود صلة لها وأنه تم بيعه كاملا لهذين البنكين.