أكدت سهير المصادفة رئيس تحرير "سلسلة الجوائز" في الندوة التي نظمتها الهيئة العامة للكتاب بعنوان "سلسلة الجوائز بين الواقع والمأمول" أن واقع الجوائز سوداوي، ولم تتمكن السلسلة من تقديم ما كانت تحلم به، بسبب المعوقات التي تحجم هذا الحلم. وأشارت إلي أن إسرائيل صاحبة اللغة الميتة تترجم ما يعادل مرة ونصف المرة ما يترجمه العالم العربي مجتمعًا، فنحن نحتاج إلي دعم المترجم والإنفاق علي الكتاب بطريقة غير مشروطة وغير مسبوقة، وهناك كم هائل من الإصدارات الأجنبية المميزة، وبالتالي نحتاج إلي عدد كبير من المشاريع الثقافية التي تهتم بالترجمة وضرورة التنسيق بين هذه الأجهزة لكي لا يضيع جهد مترجمين بإعادة الترجمات السابقة. وتحدث الشاعر رفعت سلام قائلا: من يتأمل مشوار سلسلة الجوائز نجد أنه قد رد الاعتبار للمترجم المصري، حيث كنا في الثمانينيات والتسعينيات نستمد معرفتنا بالأعمال الفائزة بجائزة نوبل وغيرها من خلال بيروت، والآن القاهرة تستعيد دورها في أن تكون مصدرا للمعرفة، كما أن السلسلة تعطي حقوق المترجمين بسخاء ولم يعد المترجم المصري يتسول الترجمة بل أصبح هناك مكان يرحب به، وبدوري أقترح ضرورة ترجمة عيون الشعر العالمي، وأعرف أن ترجمة الشعر صعبة ولدينا مترجمون رغم أن عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فلماذا لا نستفيد من خبراتهم في ترجمة الشعر ونضع المعايير لضمان صحة الترجمة. وتحدث الدكتور عبد الحميد مرزوق أستاذ اللغة الألمانية بكلية الألسن عن الترجمة عن الألمانية قائلا: الترجمة تعبر عن النبض وتقدم الشعوب وبدأت حركة الترجمة عن الألمانية في الستينيات علي يد مترجمين كبار لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة منهم الدكتور مصطفي ماهر، والدكتور عبد الغفار مكاوي، والدكتور عبد الرحمن بدوي، والدكتور إبراهيم الدسوقي بجهود ذاتية وقدموا لنا عيون الأدب الالماني وعلي رأسهم جوته وشيللر، ثم توقفت حركة الترجمة بعد ذلك نظرا لتدني أجور المترجمين ولا يوجد دعم لحركة الترجمة خاصة في فترات السبعينيات والثمانينيات، وفي نهاية التسعينيات أصبحنا في مواجهة حقيقية مع العالم الخارجي بظهور الانترنت وثورة الاتصالات ويجب ان نتفاعل مع هذه التطورات وسلسلة الجوائز لا تكفي لملاحقة التطورات المتسارعة في الحركة الأدبية العالمية، ونحن في حاجة الي سلسلة جوائز أخري لكي تفي بالغرض. وعن الترجمة عن الإسبانية تحدث الدكتور طلعت شاهين قائلا: الترجمة ليست مجرد إجادة لغتين فقط، وإنما لابد من الإلمام بثقافة اللغة التي نترجم منها، وثقافة اللغة التي نترجم إليها. وأشار إلي أن عدد الطلاب الذين يدرسون الإسبانية في المركز الثقافي الإسباني عام 1977، عندما التحقت به كان لا يتجاوز المائة طالب، أما اليوم فيوجد بالمركز ثلاثة آلاف طالب بالإضافة إلي خمسة آلاف طالب ينتظرون مكانا وكان عدد المترجمين محدودا للغاية، فلم نسمع سوي بالدكتور لطفي بديع وعبد الرحمن بدوي.