في ظروف غامضة اختفي مشروع المخطط العام للساحل الشمالي ولم يظهر إلي النور حتي الآن علي الرغم من إعلان وزارة السياحة عن ذلك المشروع منذ أكثر من 3 أعوام حتي يكون اللبنة الأولي للتنمية السياحية علي طول ساحل البحر المتوسط في المنطقة الواقعة من رأس الحكمة حتي السلوم غرباً. إعلان الحكومة ووزارة السياحة عن ذلك المشروع لم يكن من قبيل المصادفة فالمشروع ضروري حتي لا تتكرر مشكلة عشوائية الاستثمار السياحي والعقاري التي طالت الساحل الشمالي من الإسكندرية حتي مارينا والعلمين فأفرزت قري سياحية وشاليهات لا يربطها رابط وعلي الرغم من إنتشار تلك الوحدات السكنية السياحية إلا أن عائدها علي السياحة لا يذكر حيث لا يصنف الساحل الشمالي حتي الآن كمنطقة سياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ ومرسي علم. ولكن الساحل الشمالي لا يزال معروفا في الاذهان بأنه مصيف للأغنياء وثروة عقارية لا تستغل إلا خلال شهرين في الصيف فقط وتظل باقي العام خالية من السكان ولأن البكاء علي ما فات لا ينفع قررت وزارة السياحة عدم تكرار التجربة في الجزء الغربي من الساحل الشمالي وألا تتم أي استثمارات في هذه المنطقة إلا من خلال مخطط عام للمنطقة يحدد أولويات وشكل الاستثمار السياحي فيها وأي نوعية من السائحين تستهدفه حتي لا تدخل في منافسة مع باقي المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ وتبيع نفس المنتج بما يخلق تنافس ضارا نتيجة زيادة المعروض من الغرف الفندقية تلك هي فلسفة ذلك المخطط الذي دائماً ما يظهر فجأة في تصريحات براقة من مسئولي السياحة والإسكان ومحافظة مطروح، زهير جرانة وزير السياحة قال أكثر من مرة أن المشكلة الأساسية في عدم ظهور ذلك المخطط هو سيطرة جانب كبير من الأهالي علي الأرض بوضع اليد دون سند قانوني وهو ما يصعب عملية إخلاء هذه الأرضي إلا أنه أكد في أكثر من مرة ل«روزاليوسف» أن الحكومة تقوم بنزع ملكية هذه الأراضي وتعويض من يثبت ملكيته القانونية أما من يضع يد بطريقة غير قانونية فلن يحصل علي تعويض وبعيدًا عن التعويضات فإن تأخير ظهور المخطط العام للساحل الشمالي الغربي لا يصب في المصلحة العامة إذ إن كل يوم تأخير تعبث أيادي الطامعين بأملاك الدولة وتبني مشروعاتها دون تخطيط بل إن هناك بعض الشركات تتسارع في الاستحواذ علي الأراضي قبل ظهور المخطط العام.. لذا يجب علي وزارة السياحة والحكومة سرعة الانتهاء من ظهور ذلك المخطط حتي لا يغتال الاستثمار غير الواعي المنطقة مثلما حدث مع الساحل الشمالي وحينها لا ينفع البكاء علي اللبن المسكوب. بعض خبراء السياحة والمستثمرين لديهم أفكار جيدة عن استثمار تلك المنطقة ولعل فكرة رجل الأعمال منصور عامر من الممكن أن تكون دليلاً لطبيعة طريق الاستثمار في ذلك الجزء البكر حيث ترتكز هذه الفكرة علي تحويل تلك المنطقة إلي مقصد للسياحة الرياضية عبر إنشاء مجموعة من الملاعب لمختلف الرياضات بما يهدف إلي خلق منطقة رياضية عالمية علي ساحل المتوسط القريب من الجار الأوروبي لجذب السياحة الرياضية وإقامة معسكراتها للرياضيين الأوروبيين خلال فصل الشتاء خاصة أن ملاعب أوروبا يكسوها الجليد خلال تلك الفترة.