كالعادة افتكرت موعد مقالي ف روزاليوسف علي اخر ثانية وكالمعتاد برضه قعدت اخبط نافوخي ف الحيط علشان اعرف هاكتب ايه.. ولا فيش فايدة.. المهم.. ف الاخر قلت انا اقعد قدام الورقة و القلم واقرا عدية يس يمكن ربنا يفتحها عليا.. قعدت وعملت اللازم ولسه هامسك القلم.. سمعت صوت حتة دين قلم بيرن علي وش حد ف الشقة اللي جنبي وصوت خناقة زوجية فظيعة بين جارنا شوكت وحرمه الست عديلة.. وفهمت من طراطيش الكلام ان الخناقة حوالين الغدا لان الاستاذ شوكت يا ولداه رجع شقيان من شغله ملقاش الغدا جاهز... قلت وانا مالي.. خليني ف حالي.. لسه هابتدي اكتب الصوت رجع تاني اعلي واعلي.. استعذت بالله من الشيطان الرجيم وحطيت قطن ف ودني علشان ماسمعش الخناقة.. بس يعمل ايه القطن المصري الغلبان اللي بقي قصير التيلة قدام صوت صوات الست عديلة جارتنا الصارخة (يادهوتتتتتتتيييييي يعني اولع ف روحي يا راجل واجيبلك مصيبة) زاد صراخ الست عديلة فقمت بعصبية وتوجهت لباب شقتي وفتحته ورنيت الجرس عليهم فتح الاستاذ شوكت جوزها و اول ماشوفته اكتشفت اني زي ما كنت ناسي موعد مقالة روزاليوسف نسيت برضه ان الاستاذ شوكت كان بطل مصر ف الملاكمة سابقا وسابقا دي لا تعني اي شيء حضراتكم لأن الاستاذ شوكت في انيل حالاته لو نفخ فيا هايموتني... زغرلي الاستاذ شوكت زغرة ولازغرة عماد حمدي لعبد الحليم حافظ ف الخطايا وقالي بلطف (عايز حاجة ياض) ادركت وقتها فقط انه يجب ان ارضخ للامر الواقع واكتب المقالة ف مود الخناقة بتاعة شوكت وعديلة وتداخل ايها السادة في عقلي وعلي ورقة المقالة كلام المسرح مع كلام الطبيخ وخناقة الجيران بقيت اكتب كلمتين مسرح وكلمة من الخناقة وهكذا.. فكتبت (انا مش فاهم يا ست هانم ليه المسرح مش جاهز... قال يا جارية اطبخي يا سيدي كلف... اكلف ايه يا ولية؟ هو مش اللي انت بتطلبيه بتلاقيه.. يعني ميزانية الانتاج ف كل البيوت المسرحية المكلفة بالانتاج دول يجوا حاجة وتلاتين مليون بتوديهم فين... انتي بتشربي سجاير؟.. سجاير؟ لا يا خويا باصرفهم علي عيالك .. مصروف علي مرتبات علي اضافي علي مكافآت اعياد.. اقوم اما اجي اطبخلك المسرح اللي انت عايزه مايفضليش غير تلاتة مليم.. ايوه ايوه اتحججي بقي... فين ايام زمان اما كانت السفرة بيبقي عليها الاكل اشكال والوان مش كله فول فول... ايام زمان يا خويا مكانش التلفزيون والسيما بيقبضوا عيالك بالملايين ويقوموهم عليك... وبعدين عايزني اطبخ هات المقادير... مقادير ايه يا ست انتي انا مش لسه جايبلك كل اللي كتبتيه ف الورقة.... مؤلفين جبت لك يسري الجندي وابو العلا السلاموني واسامة انور عكاشة ولينين الرمللي ومحفوظ عبد الرحمن وتوفيق الحكيم مخرجين وجبتلك احمد عبد الحليم وهاني مطاوع و محمد صبحي وعصام السيد ومحسن حلمي حتي سمير العصفوري اللي قلتيلي مباعرفش اطبخ الا وهو موجود علشان الاكل يبقي دمه خفيف حفيت علي مالقيتهولك وجبتهولك ممثلين وجبتلك سميحة ايوب وعايدة عبد العزيز وفردوس عبد الحميد وتوفيق عبد الحميد واحمد فؤاد سليم... طب والشباب حد يطبخ من غير الشباب.. ماتزعقيش عندك ف النملية خالد جلال وعاصم نجاتي واشرف فاروق.. علي... عمرو عبد الله وصبحي السيد.. علي... مصطفي سليم وسعيد حجاج... علي... ماجد الكدواني ونضال الشافعي ومحمد رضوان.. وهما دول شباب... ماتتلككيش افتحي ورقة الجرنان اللي ف المطبخ هاتلقيني لاففهملك لحد ما يستووا... شباب زي الفل من معهد الفنون المسرحية علي مركز الابداع علي الهناجر علي ساقية الصاوي يعني البقالة كلها عندك من كل صنف ميت نوع...
انتي ياختي اللي مش عارفة تطبخي... اخرس قطع لسانك هو انا حد يعرف يطبخ زيي؟ بس حتي لو طبخت اطبخ كام صنف علي بابورين الجاز اللي انت جبتهمللي ف جهازنا... روح شوف البوتجازات ف لندن وامريكا اجهزة اضاءة ايه واسانسيرات ايه واوض ممثلين ايه ده كفاية كراسي الصالة اللي تخليك بتتفرج عالطبخة وانت مستريح... طب بس بس... ده قصر طبيخ ياختي.. مش هي دي بوابير الجاز اللي اتعمل عليها سكة السلامة والسبنسة وعودة الغائب ووجهة نظر وانت حر واهلا يا بكوات والملك هو الملك وبالعربي الفصيح واللعب ف الدماغ وقهوة سادة... انطقي الاكل مش جاهز ليه ليه لييييييييه؟ هنا صرخت عديلة... علشان مافيش انبوبة يا فالح... اتفضل ضحي بعمرك كله بقي وانزل اقف ف طابور انابيب البوتاجاز... ثم صمت رهيب... حاولت اكمل كتابة.. لقيت نفسي مش قادر اركز... اتعودت خلاص عالدوشة اثناء الكتابة (بتساعد والله) اتصنت كده علشان اعرف هما ليه سكتوا... شكيت للحظة ان شوكت قتل عديلة لان الاصوات سكتت فجأة... المهم قلت احاول اكمل بقي المقالة ورجعت اكتب رن جنبي جرس التليفون رفعت السماعة لقيت المشرفة علي صفحة المسرح بروزاليوسف بتتصل بيا وبتصوت... المقالة فين؟ قلت لها حالا انا باكتبلك اهو مقالة عن... عن ايه يا استاذ خالد؟.. عن ايه يا ربي؟ ايوه... عن السر ورا ازمة المسرح اللي بيقولوا عليها... صرخت قائلة...وااااااو... بجد يا استاذ خالد انت عرفت سر ازمة المسرح؟... فضحكت بحكمة هاهاها... انتي مستقلية بيا والا ايه؟ طبعا عرفت السر... بجد.. طب ممكن حضرتك تقولهولي.... قلت ... السر ف الانبوبة... قالت.. نعم ؟ قلت لها.. اصل الخناقة وقفت لحد هنا.... خناقة ايه يا استاذ خالد وانبوبة ايه؟ خناقة استاذ شوكت... شوكت مين؟ اسمعي بس... ايوه... ما هو لما الانبوبة تبقي فاضية تقوم الطبخة ماتكملش.... فسمعت الصمت الرهيب بتاع كامل الشناوي ثم صوت سماعة تليفون بتتهبد واعتقد انها لن تتصل بي مرة اخري.... الله يخرب بيتك يا استاذ شوكت.