يسافر اليوم الشاعر علاء عبد الهادي إلي تونس لتسلم جائزة "أبو القاسم الشابي" في دورتها 23 لسنة 2009 فرع الشعر عن ديوانه: "مهمل تستدلون عليه بظل". قال عبد الهادي: أنا سعيد بهذه الجائزة لأنها من الجوائز التي تقوم علي الأعمال لا علي العلاقات، لأن الجائزة تُمنح لعمل شعري واحد من أعمال الشاعر، وأظنني لا أعدو الحق لو قلت إنها جائزة جيدة السمعة، لنزاهتها، وموضوعيتها، وهي من الجوائز العربية القليلة التي لا تنتظر من أحد أن يمنحها شرعيها، بل تبادر إلي منح شرعية جديدة لمن أخذها، وقد منحت هذا العام لعمل شعري كان علي درجة كبيرة من الانفتاح والتركيب، وهو عمل تحريت فيه اجتراح فضاءات جمالية جديدة، في إطار نص جامع، لعله يضيف إلي خفق اللغة الشعرية العربية الجديد. ثانيا، أنا سعيد لأن هذه الجائزة قد منحت لديوان يمكن أن ننعته بأنه ديوان قصيدة نثر، علي الرغم من أنه يضم في فضائه أربع عشرة قصيدة تفعيلة، وقصيدتين عموديتين، فضلاً عن فضاءت سردية مكتوبة بناء علي العلاقات البصرية، وثقافة الصورة، بالإضافة إلي متنه المكون من قصائد النثر، إن قصيدة النثر العربية باستيعابها الواعي لتراثها الشعري العربي الطويل، ولتراثها الشعري العالمي المختلف، هذا الممتد المتعدد الآن علي جسد العالم، تثبت جدارتها وحضورها يومًا بعد آخر. إن هذه الجائزة تؤكد الحضور القوي لقصيدة النثر المصرية الآن في مشهد الشعر العربي المعاصر، وذلك بقدرتها علي الاستفادة من تراثها من الشعر العمودي الذي يخاصمها ولا تخاصمه، ومن شعر التفعيلة الذي يتهمها بالعقوق، ولا تتهمه، فقصيدة النثر هي القصيدة الناطقة الآن، بعد أن خَرِسَ شاعر المنبر؛ شاعرُ البلاط، والمناسبة.