من منا لا يتذكرها فهي أشهر وأطيب أمهات السينما المصرية ...الست أمينة التي لا تعرف الكذب ولا يشغلها في حياتها سوي مصلحة أبنائها حيث تغمرهم دائما بحبها وحنيتها هكذا كانت السيدة آمال زايد سواء في حياتها الحقيقية أو علي الشاشة هكذا حكت لنا الفنانة معالي زايد عن والدتها بعد أن فتحت قلبها وعقلها لتخرج مخزوناً كبيراًً من الذكريات الجميلة التي تحمل معها الحنين إلي الزمن الجميل. أكثر ما يسعد معالي مؤخرا أن ملامح وجهها وبشهادة المحيطين بها أصبحت أقرب ما يكون من والدتها ويزداد شعورها بذلك عندما تشاهد أداءها في مسلسل (حضرة المتهم أبي)، كما ازداد شعورها بذلك عندما أمسكت ريشتها ورسمت والدتها فشعرت بأنها تعرف جيدا هذه العين و هذه الملامح فكانت الصورة هي عروس معرضها الفني الأول. الآمال نظرياتها الخاصة في التربية فكانت تري أن البنت يجب أن تنهي تعليمها أولا قبل أن تتزوج وذلك بخلاف ما كان شائعا وقتها،إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تعلم بناتها الثلاث أعمال المنزل كلها من طهي وتفصيل إضافة إلي أشغال التريكو والكروشيه،كما كانت تعلم بناتها كيف يصبحن مدبرات حيث كانت كل واحدة منهن تتولي مسئولية المنزل لمدة شهر فتعلمن تدبير ميزانية مهما كانت قيمتها،فكانت كما يقولون "وزيرة اقتصاد". تقول معالي :كانت أمي تتمتع بقبول "من عند ربنا" يجعلها محبوبة من الناس وهي نعمة أعتقد أنني ورثتها منها، وحتي الآن مازال حب الناس لها يحيط بي ليدفئني وحتي الآن الجيران يقولون لي "يا بنت الغالية" فمازلت أشعر بدفئها يتسرب من بين جدران المنزل وكأنها مازالت حية. تكمل قائلة: لم تكن تتصف بالغرور أبدا فقد كانت تخرج بنفسها لشراء الخضار وتتعامل ببساطة مع الجميع،إلا أن بساطتها وحنيتها معنا لم تكن تخلو من الحزم وكان أقسي عقاب لي أن تخاصمني وتحرمني من حضنها ولو ليوم واحد. كما اشتهرت آمال زايد بأنها الست "أمينة" تلك المرأة التي كتب عنها نجيب محفوظ والتي تطيع زوجها بشدة ولا يعرف الكذب طريقا إلي لسانها كانت كذلك في الحقيقة مع زوجها ضابط الجيش الذي عرف بقوة شخصيته، ولا تنسي معالي أنها كانت تسرد له المقدمات الطويلة والعريضة قبل أن تطلب منه أي شيء. اشتهرت آمال زايد بأطباقها الشهية التي لا مثيل لها في طعمها و لكن معالي مازالت تذكر الخرشوف باللحمة المفرومة والحمام المحشي داخل الجلاش إضافة إلي جلساتهم العائلية الجميلة لإعداد الكحك في الأعياد،وتذكر أيضا أنها كانت تحثهم علي المذاكرة حتي يستمتعوا بقضاء شهور الصيف الثلاثة في الاسكندرية وهو ما كان حافزا قويا لهم. أما يوم عيد الأم فقد كان دوما له رونقه الخاص في حياة آمال زايد حيث كانت تتحول إلي طفلة وتسعد بأقل تقدير وأي هدية تشعرها وكأنها ملكة،لذلك كانت تعد لها معالي الكريم كراميل وتشتري مع إخوتها بعض الهدايا البسيطة كما يذكرون والدهم بهذا اليوم الذي كان دائما ما ينساه إلا أنها كانت تنتظره بلهفة وتبكي بشدة عندما تسمع أغنية "ست الحبايب" التي غنتها فايزة أحمد وهو السر الذي لا تعرفه معالي زايد حتي الآن وتتساءل عنه كلما سمعت الأغنية.